فرصة هادي الأخيرة وعلاماتها الصغرى والكبرى !

‏  4 دقائق للقراءة        776    كلمة

تنزيل

فرصة هادي الأخيرة وعلاماتها الصغرى والكبرى !

بقلم: مصطفى المنصوري

الجنوبيين قدموا عظيم الفعل في مواجهة غطرسة الحوثيين وصالح على ارض الجنوب أو في عمق اليمن و ألأطراف ، وكذلك في البعيد جدا أي على حدود الشقيقة الرياض وفي الداخل منها ، المقاومة الجنوبية لها دور كبير في صد ومقاومة المشروع إلا يراني وقبضته الحديدية المميتة للخصوم ، ماذا يعني انتقال جماعة أنصار الله و أنصار صالح من.صنعاء إلى عدن بكل أدوات القنص والقتل ؛ لا يعني هذا إلا في فرض استحقاق الحكم وبقوه على رقاب كل ممانع أو رافض لهذا العلو المدمر .
من غير المعقول أن يتعايش إنسان سوي مع قَاتله‘، مع قاتل أطفاله وأحبابه ، مع من نسف منزله وعبث ودمر دور عبادته ، من غير المعقول أن يتعايش الإنسان مع من يريد حشو عقول أطفاله بمعتقد يصطدم بمعتقده وينسف عبادته ، بل أيضا من غير الممكن أن يتم التعايش مع من يشرعن قتلك ونهبك واستباحة أملاكك ويحلل نقلها إلى أتباعه .
صحيح أن الأمور تسير نحو أفق مظلم ومخيف ، إلا أن سنة التدافع ستضل باقية ما بقيت الحياة ، التدافع بين الخير والشر بين الحق والباطل بين الحياة الكريمة وحياة الاستعباد بين أخيار الناس وشرارهم ، وحيثما يظهر الحق لا يستطيع الباطل الصمود
قمة الاستخفاف استدعاء أطراف النزاع إلى صنعاء ويطلق على صنعاء العاصمة الآمنة .عندما تكون صنعاء هي الآمنة معناه أن ما دونها غير آمن ومعناه أيضا أن مشروعها هو الأصل ، الكارثة إن أي اتفاق في صنعاء لن يصل إلا إلى خضوع الكل للسادة الجدد ، هذا هو الحل الذي تصنعه خارطة الطريق الأخيرة ، انه الاتفاق الذي وضع أول بنوده تشكيل حكومة وحدة وطنيه والمستغرب تحذير السفير الأمريكي من قدسية عدم المساس بترتيب بنوده ، أي لابد أولا من تشكيل حكومة وحده وطنيه ويدار النقاش فيما بعد لحلحلة كل الإشكالات تحت شرط أن الحوار يجب أن يستند على ترتيب بنود مسودة الخارطة ، وترتيب بنود المسوده يعزز من إضعاف مقاومة التمدد للمشروع الحوثي وفرض استحقاقات قادمة بعيده كل البعد عن أي استقرار .
الشئء الايجابي من هذه الخارطة إنها جاءت مثل الصعق الكهربائي واستعادت حياة الجسم في أجزاءه الضامرة حد الشلل أي في المناطق التي ضعفت مقاومتها ، وأعادت أيضا تمترس المقاومة وبقوه في المناطق المحررة ورفدت وهيئ لها كثير من عوامل الحسم سواء على مستوى زيادة معدل تدريب المقاتلين وعددهم ، أو التغييرات والتعيينات العسكرية الجديدة .
لقد تشابه البقر على صالح ، ولم يعتقد مطلقا أن الجنوب ليس جنوب الأمس .ممارسات صالح كما أسلفنا سابقا وبذور حقده وتدميره وساديته تجاه ارض وشعب الجنوب صنعت مقاومه مستميتة وتحولت هذه المقاومة من قاع اللاشيء إلى محاربته في عقر داره ، مقاومة الجنوبيين أخزته وأخزت من تحالف معه وخرجا من عدن صاغرين شريدين يتوعدان الانتقام من بعيد .
مهما تبدى القادم إلا أن التأريخ لن يخفي حقيقة إن الشعب في اليمن والجنوب خرج عن بكرة أبيه يطالب برحيله ورحل فعلا وعودته للمشهد لا تعني بقاءه على رأس الناس مجددا .المشروع المقبول يقاتل من أجله كثيرين ، مشروع يعطي سياج آمن للناس من الغطرسة والعلو والاستكبار والقتل والحقد الدفين ، ويؤسس لحياة كريمه ينعم بها شعب صابر مجاهد ، كل هذا العبث أسس له صالح وزاد من قوته تدخلات أنصار الله .
المشروع القابل للنمو والتوسع يستمد قوته من الداخل وقناعات الناس ورضاهم ، المشروع التعايشي الحق يفرض على الكل الالتفاف حوله و التماهي مع متطلباته ويعزز من قوته الكل ، لا تعطى القدسية للأشياء إلا عندما ترتفع عن الصغائر والضغائن والنهب والقتل الشديد ، وكل الخطوط الحمراء اليوم يتم تجاوزها والاستهزاء بها كونها خطوط رسمت لشخوص دمويه ومشاريع إقصائيه .
وجود هادي اليوم في عدن أقوى من هروبه بالأمس من صنعاء ، هذه العودة هي فرصة هادي الأخيرة ، الالتحام بالناس والاستشعار بعظيم معاناتهم وتحسس الواقع الذي من أجله انتفضوا للقتال علامات صغرى لنجاحه ، والعلامات الكبرى انحناء رأسه للشعب الذي إبقاءه إلى هذه اللحظة رئيسا ، كل المشاريع التي خطط لها في صنعاء أصبحت من المحال فرضها واقعا بل من اجل نسفها قامت الحرب أكان ذلك على مستوى الدستور أو الأقاليم .
لا يمكن أن يجر شعب كامل ببهيمية الضعفاء إلى زريبة الجلادين القادمين من مران كواقع فرض عبر قوتهم . عدن هي المدينة الآمنة التي يعيش فيها ويتعايش عليها أهلها والفارين نحوها من الموت ، وكل المناطق المحررة بدماء أبناءها يجب أن يقودها أبناءها وبصياغات يحددها هم ويدافع عنها هم ، الواقع اليوم نسف أحلام الأمس والمستقبل غدا يحدده كل الحشود التي تقاتل للحياة والكرامة ، فرصة هادي الأخيرة تتحدد بمدى عزفه عن التفكيك وتوجيه قدراته لزيادة معدل لحمة المناطق المحررة ودعم تحررها واستقلالها كواقع مقابل للواقع المطلوب فرضه و بالقوة من التحالف الحوثعفاشي المدمر للداخل والمحيط به من المنطقة .

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *