الحديدة نيوز – خاص – علاء الدين حسين :
حتى قبل سنوات قريبة كانت مديرية “الدريهمي” دُرة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة ، تحتفي مع أبنائها وضيوفها من داخل وخارج الحديدة ، بجني محصول التمور عبر مهرجان شعبي و كرنفالي،يبداء في شهر يوليو/ تمّوز ، وينتهي في شهر أغسطس/ آب، يُـعبر فيه الفلاحين عن شكرهم وحمدهم لله على نعمة جني محصول التمور الذي يتم بيعه في أسواق اليمن وتصديره إلى دول الجوار، ومع احتدام المعارك المسلحة خلال العامين الماضيين توقفت مظاهر الاحتفال في مناطق “رمان ،والطائف ،وقضبة ،وغليفقة” ،ووادي “النخيل” بمديرية “الدريهمي” والذي يكثر فيها زراعة أشجار النخيل التي تصل إلى مليون نخلة متعددة الأصناف المنتجة للتمور.
مهرجان الخُمس :
يقول علي البجلي أحد مزارعي “الدريهمي”،أنه “خلال العامين الماضيين كانت معاناة مزارعي النخيل على أشدها لأن قصف المدافع والطيران أتلف المحصول فخسر المزارعين أرضهم ومحصولهم وقبل كل ذلك ألأنفس الغالية”.
ويضيف البجلي، في حديثه لـ”الحديدة نيوز”، ” هذا العام بفضل الله وحمده رزقنا بمحصول جيد ، لكن الفرحة التي كنا نشعر بها عند جني المحصول لم نشعر بها هذا العام لأن الدمار والموت والخراب والحصار حل بنا في “الدريهمي”، في السابق كانت تقام مهرجانات شعبية تتخللها أغاني وأهازيج و رقصات فلكلورية، وليالي سمر ،ومساجلات شعرية ومسابقات للخيول والهجن، لم يكن موسم زراعي فقط “.
ويبين خالد عزي ،أحد مزارعي “الدريهمي”، أنواع التمور والنخيل الذي يزرع في منطقته كـ(النيساني بألوانه الأخضر والأبيض، وكذلك العريجي ، والخيري والرطب والأشهر المنصاف العنيني ،والمقصاب، جهراء ،والعجوة ،ولبان خفوش، و حبة الوقية،وساق الجون) ،وجميع تلك الأصناف تتم زراعتها وفق خطة زمنية حيث يكون موعد إزهارها في شهري يناير وفبراير،وموعد نضجها يكون في شهري يوليو وأغسطس”.
وبحسب حديث “عزي” لـ”الحديدة نيوز”، فإن ” الإنتاج السنوي من التمور المستخرجة من الدريهمي يقدر بما يقارب 40 ألف طن،حيث تباع معظم تلك التمور في الاسواق المحلية داخل المحافظة وفي مختلف الأسواق اليمنية ،ويباع سعر الكيلو 400ريال “.
مشكلات المزارعين :
تحولت مزارع النخيل الكثيفة في مناطق “الدريهمي وغيرها من المناطق الممتدة للساحل الغربي في اليمن إلى ساحة معارك عنيفة،لكن الفترة التي أعقبت اتفاق السلام في السويد ، أوجدت جواً مهيئاً لكي يتنفس المزارعين في تلك المناطق الصعداء.
وبجانب تلك المشكلات ،يرى مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة المهندس عبد الحفيظ قرحش، في حديثه لـ”الحديدة نيوز ” ، بأن”المزارع اليمني وبالذات التهامي هو أكثر من عانى خلال الفترات الماضية ،فليست المعاناة فقط عند نقص المياه المستخدمة للري، وأزمات الوقود المزود لمضخات الري،لكن المعاناة تمتد إلى مشكلات في الحصاد والتسويق والتوزيع وخاصة في هذه الظروف الصعبة “.
بدوره يقول رئيس “هيئة تطوير تهامة”، الدكتور سقاف السقاف، في تصريحات صحفية سابقة ، أن ” من المشكلات التي يعاني منها مزارعو بعض مناطق الدريهمي والحديدة بشكل عام هو اتساع رقعة جفاف المساحات المزروعة بالنخيل ومن أسباب ذلك ، كما يرى السقاف هو : غياب الدعم الحكومي لمزارعي النخيل من خلال دعم مادة الديزل وتوفيرها لهم بأسعار مناسبة تمكنهم من ري مزارعهم بمضخات المياه العاملة بالديزل.
ومديرية “الدُرَيْهمِي”، لغويا، هي تصغير لكلمة “درهم”، وهي إحدى مديريات محافظة الحديدة، وتقع في الجزء الغربي منها، وتطل على البحر الأحمر. يحدها من الشمال مديرية المراوعة، ومديرية الحوك من مدينة الحديدة، ومن الجنوب مديرية بيت الفقيه، ومن الشرق مديريات: السخنة والمراوعة، وبيت الفقيه، ومن الغرب البحر الأحمر.
يبلغ عدد سكانها حسب أحصاء 2004م ( 55٬013) نسمة، بنسبة كثافة سكانية (79٫16 ) وتبلغ مساحتها ( 695 كم2). وتضم (84) قرية موزعة على (9) عزل هي: ( بني مرسي، الحجبة السفلى، الحجبة العليا، الدريهمي، الزرانيق، المساعيد، المشاقلة، المفالسة، المنافرة).
ويعتمد غالبية أبناء”الدُرَيْهمِي” في اشغالهم على مهنتي “الزراعة والصيد”.