الحديدة نيوز / كتب / أحمد العزي
قدم لنا علماء الإدارة الكثير من المفاهيم الخاصة بالإدارة والقيادة ، وأسس ومعايير واهداف كلاً منهما ، وعلى الرغم من أن علماء الإدارة قد اشاروا الى فروق واختلافات كثيرة بين الإدارة والقيادة ، ومن ثم بين المدير والقائد ، إلا أنهم أكدوا أيضاً أنهما عمليتان متكاملتان لتحقيق النجاح والرضا معاً ، وأن هذا التكامل قلما يتوافر في شخصية واحدة ، يمكن أن يطلق عليها بالمدير القائد .
فالمتأمل بوعي وموضوعية ، في التجربة الإدارية للاستاذ محمد عياش قحيم ، خلال فترة عمله ” قائما باعمال محافظ محافظة الحديدة ” ، في ظل حالة الحرب والوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد بشكل عام ومحافظة الحديدة بشكل خاص ، يجد أمامه شخصية متميزة بكل المقاييس ، شخصية جمعت بين وعي ومهارة الإدارة ، وقيم وفلسفة القيادة
فقد أثبت قحيم منذ اليوم اليوم الأول لتوليه إدارة المحافظة ، في ظل الظروف الاستثنائية ، وعدم توافر البيئة الطبيعية للعمل ، أثبت أنه كان يتكئُ على رصيد كبير من الخبرة والوعي الإداري ، إلى جانب رصيد آخر من قيم وفلسفة القيادة بمفهومها المعاصر ،
ولكي نفهم ذلك يجب أن نقف قليلا عند مفهوم كل من الإدارة والقيادة وصفات واهداف كل من المدير والقائد
فالإدارة علم وفن ومهارة وهي في أبسط مفاهيمها عملية تحقيق الأهداف المرسومة بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وفق منهج مُحدّد، وضمن بيئة معينة تقوم على أساس من التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة على الموارد المادية والبشرية للوصول إلى أفضل النتائج بأقصر الطرق وأقل التكاليف المادية .
أما القيادة فهي فلسفة وسلوك
وتعني القدرة على التأثير في سلوك أفراد الجماعة وتنسيق جهودهم وتوجيههم لبلوغ الغايات المنشودة ،
وفي تجربة قحيم الإدارية ، تكامل وعي ومفهوم وفن الإدارة مع قيم وفلسفة القيادة ، ليقدم لنا قحيم نموذجا مميزا للمدير القائد ، والقائد المدير ،
فشخصية قحيم الإدارية ، تتجسد في حرصه على الضبط والانضباط وجودة العمل وتعزيز سيادة القانون ، والتخطيط والتنظيم من أجل تحقيق الأهداف .
وهو قائد لحرصه على تجاوز الواقع وتهيئة الاجواء وخلق بيئة ملائمة للعمل وتفكيره المستمر في التطوير و التغيير والثبات واختيار الملائم و أصح الأشياء في أغلب الأوقات – وتركيزه على العنصر البشري و الإنسان – وبعد النظر المستقبلي و القدرة على التخطيط – وترسيخ الثقة بين فريق العمل
وسعيه لتحقيق الرضا والنجاح معا ، والعمل على تنمية القدارات وحفاظه ودعمه للكوادر والقيم الإدارية المميزة في فريق العمل والمشاركة وتعزيز المسؤولية الجماعية
وتحمله الأخطاء والمشاكل والفشل والتقصير
وتقديمه النموذج في الانضباط والتفاني والشعور بالمسؤلية
وحرصه على الارتقاء بالعمل إلى آفاق عالية
و تعامله بحكمه واشراك الآخرين في الإدارة التخطيط و فهو يحفز و يلهم من يعمل معه ويحظى بعلاقات طيبة مع من يتعامل معهم ويهتم بروح الفريق و معنوياته.
