قصة أنسانية من قصص الحرب في اليمن .. سعادة ووجع الحرب !!

‏  5 دقائق للقراءة        912    كلمة

 

_93024942__92997464_837dea97-a14d-44b9-8545-214661ce20d0

قصة أنسانية من قصص الحرب في اليمن  .. سعادة ووجع الحرب  !!

الحديدة نيوز / خاص / ياسمين الصلوي

القصص كثيرة في وطني ، كل يوم تخلق حكاية ، وطن موجوع ، وواقع مفخخ بالخيبات ، فماذا عسى ان يدون قلمي غير وجع الحرب وخيباته. ينتقدني البعض: لماذا الحرب في كل كتاباتك؟ اكتبي عن الحب ، عن البطولات والمشاهير !.

يا سادتي الحرب هي وجعي وكلام قلمي ، لعلكم تدركون ماذا خلفت بعدها من دمار وآلم . قلمي يكتب وجع مواطن ، يرسم طفلاً تائهاً قتلت فرحته الحرب ، يوثق تفاصيل مأساة إمراءة تأرملت ،يصور مدرسة دمُرت ومشفى أُحرق ، ومنازلاً هُدّمت ، وطيوراً غادرت أعشاشها ،وزهوراً ذبلت . أجدني مجبرة على أن اكتب عن جرحٍ لم يشفى بعد ، ونار حرب مصرة على ان تلتهم الأخضر واليابس، عن ازدهار تجار الحروب وتجارتهم ، عن أزمة الضمير ومجاعة الأخلاق، عن وطن باعوه في سوق بخس، عن حلمٍ لم ينضج بعد ،واهدافاً تنتظر فرصة صادقة لتتحقق ، اكتب عن أثار طمست، وتاريخ تم تشويهه في فصول من حروب متتالية .

سعادة طفلة تبلغ من العمر ١١ عاما ، عاشت طفله مع شقيقاتها الثلاث واخوهن الوحيد ، كانت امهم مبتسمة دائما رغم ظروفها القاسية وحاجتها لسعادة ، زوجها لا يعبد غير القات ولا يقدس سوء مجالسه ، لم يكتفي بان يعيشها في الفقر فقط ، بل تعدى عليها ، ضربها ، حرمها من النعيم التي تعيشة الزوجة في دار زوجها ، صبرت عليه طويلا حتى فارقت الحياة ، توفت والدتها أثناء ولادتها أثر نزيف فتك بها ، توفت والدتها وتركت ثلاث فتيات وشاب ، سعادة احداهن ..

سعادة هي الوحيدة التي تلقت ضربات الضياع بعد الأم ، رفض والدها تسليمها لجدها الذي تكفل تربيتها مع شقيقاتها ، سعادة الأخت الوسطى ، زوّجها والدها وعمرها لا يتجاوز 12 عاماً لأبن عمها الذي لا يختلف كثيرا عن والدها الذي يتفنن في الظلم ، ويعرف تماما كيف يأخذ حقوق أبنائه ، هدفه فقط تزويجهن ونهب مهرهن وظلمهن دائما . سعادة ليست محظوظه بوالدها الذي ظلم والدتها قبل أن يظلمها ، عيشها في فقر موجع ، حرمان دائم وصعوبة حياة وألم عيش وسعادة لا توجد قط ، قد ظلم كثير من النساء ويكون سبب ظلمها لنفسها الحب ، نعم تحب شريكها حد الجنون ولم ولأجل ذلك لم تشعر بذلك الظلم قط ، رحمة ربي تغشاكي عزية. سعادة عاشت نفس الحياة التي عاشتها والدتها بل نفس الوجع ألا انها لم تمت ، لن تغادر الحياة ، زوّجها والدها بثمن بخس ، مائة وخمسين الف ريال ، سعادة طفلة جميلة تمتلك صفات اجمل من تلك الصفات في فتيات نالين حقوقهن جيدا ، لم يحافظ عليها والدها ، زوجها من أجل حزمة قات وكومة من اللحم ومن أجل الخلاص من مسؤولية طفلة ، ذهبت لزوجها بفستان وشنطة خاوية تتمرجح فيها علبة كحل وحمرة نست خالتها أكمال استخدامها ، لا توجد في عنقها تلك القلادة التي تلبسها فتيات العالم . تخلصت سعادة من وجع ابيها وخالتها وانتقت الى ووجع زوجها وبطش اسرته، وظلمهم الذي يشبه ظلم والدها تماما ، تزوجها ، ظل ثلاث اشهر وغادر الى مدينة عدن حيث عمله ، ظلمها في كل الأوقات ، في مهرها وحين كان معها …

وحين غادر نحو المدينة وتركها مع اخوانه ونسائهم ، كان حين تمطر عليه السماء يرسل لها مبلغ ليس بكافي ومع ذلك لا يصلها ، تكبدت كثيرا وحين قرر أخذها معه وجدت حياة اشبه بجحيم لا يحتمل ، يااااه لحظك الموجع ايتها السعادة ، ليس لك نصيب من أسمك بل العكس تماما ، سعادة ليست سعيدة ابدا فقط من يفهم حجم الجحيم التي تعيشها. استأجر زوجها منزل مع أخوانه هناك ، كان يعمل سائق لتكسي ، لم يكف عن طبائعة ظلمه كما كان ويهملها كما كان ،كانت تظلم مع والدها وهاهي تظلم ، اختها الكبرى تعرضت ذات يوم لضرب مبرح من خالتها التي تشبه اباها كثيرا ، قبل مغرب ذلك اليوم وجدها شاب من قريتها وهي مرمية في الطريق تنزف دم من فمها ، اخذها خفية لبيت جدها القريبة ، في نفس القرية ، سلمها لخالها الذي يسكن في منزل جدها الكبير والذي يسكن اهله في احدى مدن البلاد ، طلبت منها جدتها في اتصال هاتفي السفر فجر ذلك اليوم تخوفا من معرفة ابيها ، ابيها الذي لم يحافظ على بناته ، والذي كان بإمكانه ان يسلمهن لجدتهن لامهن التي طالبت كثيرا بكفالتهن ، وهو يرفض ذلك العرض، تاركا زهراته يخدمن خالتهن ونساء القرية مقابل مايريد هو. كان زوجها يتركها صباحا ولا يعود الا المساء ، يعمل طول النهار ليس حبا بها وإنما تلهفا بعد حزمة قات ومزة كما كان يرد عليها حين كانت تسأله لماذا تأخر ، اهملها كثيرا واوجعها بقسوة والله ليس بغافلا عما يعمل !.

عاشت مع زوجة اخوه الأكبر الذي كان لا يقصر معها ماديا ، أكلت وشربت مع زوجته ، تحملت قسوة زوجها ، خوفا من قسوة ابيها ، فجحيم ارحم من جحيم ، عاشا في نفس المنزل اثنان من اخوانه ، زوجاتهما في القرية ، عاشا هناك حيث أعمالهما ، احدهما سائق والأخر امام مسجدا وليته يصلح جوهره كنا يتقن اصلاح مظهره. الأهل أما ان يعزوا الفتاة او يذلوها ، اللهم ارفع قدر كل أب رفع قدر بنته وحافظ على كرامتها، ووقف مع فتاة مستضعفه لا تستطيع ان تنال حقها الا بمساندة اهلها …… للقصة بقية ……

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *