( قصة إنسانية ) حجة : من لم يمت بالحرب مات بالكوليرا !
الحديدة نيوز / تقرير خاص /عبدالسلام الأعور
حين تكشر الحياة عن أنيابها في وجة الإنسان ويحيط به البؤس من كل جانب ومع استمرار العدوان والحصار ومانتج عنهما من أوضاع صحية متدهورة جراء تفشي الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا الذي حصد الكثير من الأرواح ومايزال ينتشر بشكل كارثي في مديريات محافظة حجة واليمن بشكل عام ومعه تستمر المعاناة وتتفاقم الأوضاع ويكون الموت سيد الموقف ليعم الحزن وتبقى الدموع.
قصة من مئات القصص الإنسانية وصورة حيه من آلاف الصور التي تحكي واقع معاناة الإنسان على هذه الأرض الطيبة وسط صمت دولي مطبق وتجاهل متعمد لقضية شعب يموت بدم بارد ولابواكي له أو عليه.
( أحمد ) أحد ضحايا هذا الواقع المرير وضحية شبح الكوليرا المخيف الذي بات يتهدد حياة الإنسان اليمني الواقع بين مطرقة الحرب وسندان الكوليرا ولسان حاله يقول “من لم يمت بالحرب مات بالكوليرا”.
سبعة أطفال في عمر الزهور رحل عنهم والدهم بصمت ودون سابق إنذار بعد إصابته بوباء الكوليرا الذي أجهز عليه خلال أيام وتركه جثة هامدة أمام أنظار أطفالة البوساء وزوجته المسكينه الذين لاحول لهم ولاقوة.
مات أحمد علي السفلي ( 40 عام ) من أهالي منطقة الزيح – مديرية الشاهل – محافظة حجة بعد أن تم إسعافه إلى أقرب وحده صحيه لتلقي العلاج بمنطقة (الظهيره) -مديرية المغربة ولكنه غادر الحياة مخلفاً زوجتة التي أصيبت هي الأخرى بعدوى الكوليرا والتي سببت لها فشلاً كلوياً وماتزال طريحة الفراش بين الحياة والموت حتى اللحظة وسبعة من الأطفال الذين أصبحوا أيتاماً بين ليلة وضحاها في شبه منزل صغير أصبح مظلما بعد رحيل عائلهم الوحيد يضحكون ببراءة الأطفال غير مستوعبين لما تخبئ لهم الأيام في جعبتها من آلام وأحزان وجوع وفاقة وغير مدركين لحالة والدتهم بعد رحيل زوجها والتي لا تزال تتجرع ويلات المرض وتتحمل مسئولية الأسرة المكونة من سبعة أولاد ( أربعة ذكور وثلاث إناث ) وخوفها من قادم الأيام فيما إذا فارقت الحياة ولحقت بزوجها.
أطفال السُفَلي الذين يأكلون يوما ويجوعون لأيام يلعبون ويضحكون غير مدركين لحجم المعاناة التي هم عليها حتى منزلهم الصغير (المجدور) بعدد من الأحجار والمفتقر لأبسط مقومات وضروريات الحياة أشبه مايكون بقبر مظلم قد يسقط على رؤوسهم في أية لحظة. هذا هو حال أسرة المرحوم/أحمد علي السُفَلي الذي فارق الحياة منذ شهر تقريباً بسبب وباء الكوليرا الذين ينتظرون مايجود به عليهم أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء والوقوف معهم ومع والدتهم المغلوبة على أمرها للتخفيف من معاناتهم ومساعدتهم لتجاوز مايمرون به من أوضاع إنسانية حرجة.
#الحديدة_نيوز