قصص من المعاناة في زمن الحرب !
الحديدة نيوز / وسيم الشراعي
في اليمن، حيث يقضي الدمار على كل شيء جميل في الحياة. الجثث متناثرة، والدماء تملئ كل قطعة أرض حزينة. هي الحرب إذاً، التي لم تنتهي بعد، وتستمر مفتوحة منذ أربعة أعوام، يتجرع فيها المواطنون مرارة الحياة المثقلة بالألم… ولا يزالون.
وفي ظل الضع المعيشي والإنساني الصعب الذي يعيشة السكان في عموم المحافظات اليمنية. حاول «الحديدةنيوز» أن يتلمس هموم المواطنين.
يصف عبدالله النزيلي، بحسرة شديدة المعيشة التي لا تكاد تُطاق «فلم نعد نطمح سوى في حياة كريمة خالية من آفات الحرب التي قضت على حياتنا. حياة نستطيع فيها توفير رغيف الخبز لأسرنا. حياة آمنة لمستقبل أطفالنا. حياة خالية من كل ما نعيشة حالياً».
إرتفاع الأسعار
وفي ظل الظروف الإقتصادية السيئة، التي يواجهها الفرد اليمني في توفير قوت يومه وقوت أسرته، إلا أنه يواجه صعوبة بالغة في ذلك، نتيجة ما تعيشه الأسواق من ارتفاع جنوني في الأسعار، حيث يعبر ماجد البعداني لـ«الحديدة نيوز»، أنه «خلال الآونة الأخيرة، لم نتوقع هذا الإرتفاع المعيق لنا في شراء المتطلبات الأساسية، كالدقيق والزيت والسكر، حتى اسطوانة الغاز لم تسلم من ارتفاع الأسعار»، ويضيف متسائلاً: «ما قيمة للحياة ونحن لا نستطيع توفير المتطلبات المنزلية لأسرنا، فالمرتبات توقفت ولم تصرف منذ فترة، والأعمال غير موجودة».
انتشار المجاعة
الأمم المتحدة حذرت من أن 3.2 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة، وأن هناك ما يقارب الـ 150 ألف طفل يعانون من سوء حاد في التغذية، يمكن أن يصل بهم الحال إلى الموت. ويصف العالم اليمن، بأنها تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فما يقارب الـ 80% من السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
أحلام عبدالله، ناشطة في المجال الإنساني، ترى أن «انتشار ظاهرة المجاعة بين أوساط الطبقات الفقيرة، ناتج عن سوى التغذية»، وتضيف في حديث إلى «الحديدة نيوز»، أن «ما بين ثلاثة أشخاص، هناك شخص واحد يتمتع بتغذية صحية سليمة، وهذا أمر كارثي فاقم من معدلات المجاعة» في البلاد.
تشير أحلام، إلى أن «الوضع الإنساني يتفاقم بصفة مع استمرار الحرب، حيث ترتفع نسبة المجاعة بصورة خطيرة في الأرياف، وكلها عوامل ناتجة عن توقف أرباب الأسر عن العمل، وعدم قدرتهم على إعالة أسرهم الفقيرة».
معناة النزوح
عند الاقتراب أكثر من النازحين المهجرين من منازلهم، نرى الكارثة الإنسانية أكثر وضوحاً، فالنازحون في اليمن، يعانون الويلات المريرة، منذ اندلاع شرارة الصراع منذ سنوات طويلة. محمد غلاب، نازح من أبناء مدينة تعز، يصف معاناته في حديث إلى «العربي»، ويشير إلى أنه نزح من تعز إلى مدينة إب «عندما وصلت الاشتباكات إلى جوار منزلنا، كنا لا نعرف إلى أين نذهب، كانت كل الطرق مظلمة حتى وصلنا إلى مخيم السلام»، ويضيف «معناتنا لا تزال مستمرة، فقبل أي معناة، هي معناة ايجاد مسكن، حيث أن المخيم لا يكفي لاستيعاب النازحين، إضافة إلى عدم حصولنا على المساعدات الموعودة».
آمال وتطلعات
وعلى الرغم من الحالة المعيشية السيئة التي يعاني منها المواطنون، تبقى آمالهم مرسومة في غد أفضل تنتهي فية الحرب ويعم السلام عموم الأراضي اليمنية. ماهر الفقيه، يأمل ، “، أن «تتظافر كل الجهود من أجل إنهاء الحرب وإيقاف الدمار العبثي، فالناس يكفيهم ما حل بهم طوال الأزمة من معناة، وأن يكون المستقبل اليمني مشرق يتسع للجميع».