الحديدة نيوز- متابعات
من سد منيع يحمي مدينة حيس، جنوبي محافظة الحديدة، والبلدات المجاورة لها, من هجمات الغزاة والطامعين, تحولت قلعة حيس التاريخية, إلى كومة قمامة, تحيط بها أكياس النفايات من كل جانب.
هذه القلعة الشامخة, التي أنشأها العثمانيون في مركز مدينة حيس، جنوبي الحديدة، على أنقاض منشآت سلطانية تعود لعهد الدولة الرسولية، طالتها يد الإهمال الرسمي وحتى من أبنائها؛ نتيجة غياب الوعي الشعبي بقيمتها, وغدت اليوم مقلبا للقمامة ومأوى للكلاب الضالة، بل تعدى الإهمال إلى تحويلها من قبل بعض المواطنين إلى عقارات وكتل خرسانية, ولم يتبقّ منها سوى بقايا أسوارها العتيقة ونوبات الحراسة المستديرة بعد أن تهدمت الكثير من جدرانها، بينما تعاني البقية من التشقق والتصدع.
قلعة تاريخية كهذه لو كانت في بلد يعرف قيمة التراث لكان لها شأنا, آخر ومكانة مرموقة, ولكانت هذه القلعة مزارا سياحيا يأتي إليه السواح من كل البلدان, غير أنها في بلد عريق في التاريخ, لكنه يجهل تاريخه وقيمة آثاره, غدت هذه القلعة خرابا وأطلال تاريخ مجيد.
سطو
في العام 2012م سيطر مسلحون على مبنى القلعة التاريخية وقاموا بالبناء فيها, وتشويه معالمها في انتهاك صارخ للحضارة اليمنية؛ مما أثار مخاوف أبنائها من طمس معالمها, خاصة وقد شرع المسلحون في بناء مساكن في ساحتها وأروقتها الداخلية.
تحذير
حذر ناشطون إعلاميون ومهتمون بالسياحة من الإهمال لهذه القلعة وتركها غنيمة لمن لا يعرفون أهمية التراث والمعالم التاريخية والاثرية, كون ذلك سوف يؤثر على الحركة السياحية, مؤكدين أن المناطق الأثرية والتاريخية ليست ملكا لأحد وإنما هي ملك للأمة أجمع وموروث لحضارة عريقة.
تاريخ مدينة حيس
أسس مدينة حيس الملك الحميري حيس بن يريم بن ذي رعين بن شرحبيل الحميري, وسميت باسمه, وسكانها من بني عوف من خولان ومن قبيلة الأشاعر, وتقع في محافظة الحديدة إلى الجنوب الشرقي من مركز المحافظة، وتبعد عن الشاطئ بمسافة 28كم، يحدها من الشمال مديريتي الجراحي وجبل رأس، ومن الجنوب مديرية مقبنة محافظة تعز، ومن الشرق مديرية جبل رأس، ومن الغرب مديرية الخوخة, وتتكون من أربعة أحياء وهي: حارة الربع تقع شرق المدينة، وحارة ربع الثلث تقع جنوب المدينة، وحارة المحل وتقع غرب المدينة، وحارة ربع السوق وتقع في منتصف المدينة.
وتشتهر المدينة بالصناعات الخزفية مثل الفناجين والجرار والأكواز، وصناعة الفناجين, التي تشبه صناعة فناجين بلاد السند, وقد اشتهرت الفناجين التي تصنعها من الفخار في اليمن عامة قبل أن تصنع الفناجين الحديثة, وحملت اسمها “حيسي” كما تشتهر المدينة بزراعة النخيل ولاسيما في منطقة شمال سحارى أو صحارى, التي تقع على ساحل البحر الأحمر ما بين نخل موزة شمال الخوخة.
أهم معالم المدينة السياحية والأثرية
لا تعد قلعة حيس التاريخية هي المعلم التاريخي والأثري الوحيد في المدينة فهناك معالم اخرى لا تقل شأنا عنها, مثل الجامع الكبير بمدينة حيس, ومسجد ومدرسة الإسكندرية بمدينة حيس, وموقع كيده, وموقع السلامة الأثري.
أودية المدينة
مدينة حيس مدينة جميلة تشتهر بالعديد من الأودية, التي زادتها جمالا وروعة, حيث تتواجد فيها العديد من الأودية, مثل وادي الفواهة، وادي نخلة، وادي المرير، ووادي ظمى، الذي يقع جنوب مدينة حيس.