الحديدة نيوز- منتهى حسين :
في كل موسم رمضاني تُتنتج العديد من المسلسلات التلفزيونية المحلية التي تُبث عبر القنوات الفضائية اليمنية،بمختلف اللهجات الصنعانية والعدنية والحضرمية،إلا أن مايتم بثه باللهجة التهامية عادة مايكون مثيراً للسخرية بسبب محاولة القائمين على بعض تلك المسلسلات إظهار الشخصية التهامية بأنها سطحية وساذجة، الأمر الذي أزعج الكثير من أبناء تهامة ،الذين عبّروا في مجالسهم، وشوارعهم وخلال أحاديثهم لـ”الحديدة نيوز” ،وصفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي عن استنكارهم لما أسموه بالتنمر والتهكم الممارس ضد أهالي تهامة في تلك المسلات، فماهي مبررات هذا الانزعاج؟
خلف الشمس
في هذا الموسم الرمضاني، أثار مسلسل “تحت الشمس”،غضب المجتمع التهامي وأهالي محافظة الحديدة،بسبب المحتوى الذي أظهر ممثلين جسدوا أدوار شخصيات باللهجة التهامية على أنهم سذج، المسلسل تم بثه في السعيدة، القناة الفضائية اليمنية الخاصة،وسبق وأن بثت ذات القناة مسلسل “همي همك” الذي يتحدث الممثلين فيه باللهجة التهامية،وتم تصويره في تهامة وحقق نحاحات لافتة خلال اجزائه الثمانية على مدى ثمانية أعوام،لكن مسلسل خلف الشمس،لم يحقق الا ازعاج وحنق أبناء تهامة.كما يقول ناشطون وصحفيون تحدثوا لـ”الحديدة نيوز”.
يتمادى القائمين على انتاج وتمثيل بعض المسلسلات المحلية اظهارهم الشخصية التهامية بأنها شخصية هزلية ذليلة،وللأسف هذا الشىء مسترسل من ثقافة موروثة إعتادو عليها.يقول الدكتور عبده القادري، الأكاديمي التهامي في حديثه لـ”الحديدة نيوز”،ويضيف”لابد من رفع أصوات أبناء تهامة المطالبين بمنع هذا التنمرالممارس ضدهم واستنكاره”.
“تهامه حضنت كل الشرائح وكل الاطياف دون تمييز أو عنصريه ، لماذا هذا تشويه الممنهج على أرضها وانسانها ، تهامه لم تقل لأحد يومآ ارحل أو اذهب لأنك جنوبي أو شمالي اصلاحي أو حوثي زيدي أو شافعي او سلفي،فلماذا هذا التنمر ضد أبنائها يتساءل الناشط عبدالرحمن الشرقي خلال حديثه لـ”الحديدة نيوز”،ويعلق على مسلسل خلف الشمس الذي تبثه قناة السعيدة الفضائية خلال الموسم الرمضاني الجاري،ويتهم الشرقي قناة السعيدة بأنها من خلال ذلك المسلسل، تسئ إلى تاريخ تهامه المنشود والعريق بإشارة خيري البشرية ، وتسئ إلى حاضرها الجميل والمضيئ المظلوم حقا لطيبة أهلها، وتسئ الى مستقبلها بزرع العنصرية والكراهية الدنيئه.
أين تكمن المشكلة؟
يرى الناقد الفني عباس العريقي،أن المسلسلات اليمنية طيلة الفترات التي كانت قبل ظهور القنوات الفضائية الخاصة ،كانت محصورة على اللهجتين الصنعانية والعدنية ،إذ أن التلفزيون الرسمي في صنعاء وعدن،وحينما ظهرت القنوات الخاصة تغير الوضع وبدأت تلك القنوات بإنتاج وبث مسلسلات باللهجة الحضرمية والتهامية والمأربية،والبدوية،وهذا الأمر يُعد من التنوع الجميل المطلوب.
لكن الممثلين المجسدين لبعض اللهجات كالتهامية في أكثر من مسلسل محلي، من الملاحظ بأنهم،أصبحوا يمثلون كالمهرجين،والبلهاء، وهو الأمر الذي أثار حساسية الكثير من أبناء الحديدة. بحسب رأي العريقي.
وفي تعليقه الغاضب على محتوى مسلسل خلف الشمس الذي تبثه السعيدة،يقول أحد الناشطين التهاميين في “الفيسبوك”،”لا ادري لماذا في كل مسلسل يمني يظهروا الرجل التهامي اهبل والمراه التهامية اضحوكة رغم أن تهامه وأهلها أعز وأكرم مما يظهروه ،يعني لازم الرجل التهامي يهين زوجته ويتضحك عليها في كل مره يجيبوا شخصيات تهاميه”.
ويتابع القول موجهاً اللوم لقناة السعيدة “نحن أبناء تهامة لدينا تاريخ في الماضي والحاضر غني عن التعريف ولهجتنا التهامية نفتخر ونعتز بها لأن معظم الكلمات في اللهجه التهامية وجدت في القرآن الكريم ومع ذلك أبناء تهامة يتعرضون للأسائه الممنهجه والمتواصله من قبلكم فقناة السعيدة تسيئ وتستصغر أبناء تهامة منذ سنوات”.