الحديدة نيوز / صفاء السداوي-منتهي حسين-خاص:
يتذكر أشبال وشباب الحديدة،كيف كانت لهم بصمات ،وإسهامات لافتة في تأسيس الحركة الكشفية بمحافظتهم،ويمنيهم،وكيف كانت مشاركاتهم المتميزة في مختلف الأنشطة والمحافل المحلية والدولية،وحينما يقارنوا وضعهم مابين الأمس واليوم،يعتصرهم الألم والحزن،فقد أصبحوا اليوم،إما حبيسين في ديارهم،أو مشردين في محافظات ودول أخرى،جراء استمرار الحرب التي ما تزال مشتعلة منذ سنوات.عن حال الحركة الكشفية في الحديدة ،وأدوار الكشافة والمرشدين نساءً ورجالاً، يسلط “الحديدة نيوز” الضوء،عليهم في هذا التقرير.
تاريخ حافل:
بدأت الحركة الكشفية في اليمن عام 1927 حيث تأسست جمعية الكشافة والمرشدات اليمنية في عام 1987 ، و هي منظمة كشفية وطنية تربوية توجيهية وتم انظمامها كعضو في التنظيم الكشفي العربي والعالمي. بينما كان تأسيسها في محافظة الحديدة عام 1965 كنشاط داخلي تربوي داخل المحافظة ومقرها في بيت الشباب مديرية الميناء،وكان عدد منتسبي المفوضية من الكشافة ما يقارب 3000ومن المرشدات من 200-300منتسبة. استمرت الأنشطة والفعاليات والمهرجانات التي كانت تشارك فيها جمعية الكشافة والمرشدات في الحديدة لسنوات طويلة،فمن بين تلك الأنشطة،حملات التشجير، ومساعدة حركة سير المركبات والمارة،وكان عمل المرشدات يقتصر على الفعاليات التي كانت تقام في مدارس الحديدة. لكن الحرب التي اندلعت العام 2015،أوقفت تلك الأنشطة،بحسب حديث أحمد الزبيدي مفوض المفوضية لكشافة ومرشدات الحديدة،والذي يقول في حديثه لـ”الحديدة نيوز”،بأن”مشاركة المفوضية لم تقتصر فقط داخليا بل عربياً،فكان منتسبو الكشافة من أبناء الحديدة،يسافرو إلى مصر،وتونس،والعراق ،وقطر،للمشاركة في المحافل التي كانت تقام في تلك البلدان،وفي صنعاء،كانت المشاركة في إيقاد الشعلة في ذكرى الثورة السبتمبرية “.
مخاوف حقيقية :
وتعزو جميلة مصطفى عبدالله،عضو مفوضية مرشدات اليمن في الحديدة ، ومديرة مدرسة الزبيري، سبب توقف الأنشطة الكشفية لفتيات الحديدة المنظويات تحت راية كشافات ومرشدات الحديدة،إلى توقف الدعم المالي للأنشطة الكشفية، وارتفاع المشتقات النفظية ،مما جعل السفر الي صنعاء صعباً ، للمشاركة في الأعياد الوطنية والفعاليات الكشفية، والمخيمات الصيفية،إضافة إلى العمليات الحربية المشتعلة في الحديدة،فالأمهات تخاف على بناتهن من أن يصبن بمكروه إذا خرجن من منازلهن. تقول جميلة في حديثها لـ”الحديدة نيوز”،بأن”العمل الكشفي عمل تطوعي تربوي لا يخضع لإملائات سياسية أو حزبية،وانما مأخوذ من التربية والتعليم ،ويبرز دور الكشفية في التأثير على الأفراد ، قوميا ووطنيا ، من خلال نشاطاتها والمشاريع التي تنفذها”.
وتضيف جميلة،القول،بأن”مفاهيم ومهارات التدريب على القيادة والتخطيط والتنظيم والعمل الجماعي وكذلك الاعتماد على النفس وخلق المنافسة الشريفة،وغرس روح التعاون وإنكار الذات في النفوس كانت من أهم مايتم تعليمه لمنتسبي الكشافة في محافظة الحديدة،إضافة إلى صقل مواهب وقدرات الكشافة وتنميتها من خلال توزيع المسؤوليات المختلفة كل حسب الميول والقدرات والشعور بالمسؤولية لمساعدة الآخرين ومحاولة الحصول على مكانة متميزة ،وتنمية روح الولاء والانتماء في نفوس الكشافة”. تتمنى جميلة،أن يعود وضع جمعية الكشافة والمرشدات في الحديدة إلى وضعها الطبيعي،لإستكمال الدور الوطني المناط بها في ظل هذه ظروف الحرب العدوانية التي يعاني منها اليمنيون.