الحديدة نيوز- حوار -عرفات مكي
في مطلع العام 2006 تأسست بمدينة العلم والعلماء زبيد “مكتبة زبيد العامة” لتصبح مصدراً من مصادر الحصول على المعلومة المجانية ومنهلاً ينهل منه طلاب العلم والباحثين في هذه المدينة التي يتوافد عليها طلاب العلم من اليمن وخارجه خصوصاً بعد احتوائها آلاف الكتب الهامة والحيوية في كافة أصناف العلم ومجالاته إضافة الى البحوث والدراسات الهامة.
وعن المكتبة ومحتوياتها من الكتب وكذا الخدمات التي تقدمها لروادها التقينا الأستاذ “هشام ورو” مدير مكتبة زبيد العامة واجرينا معه هذا الحوار والذي بدأه بالحديث عن المكتبة قائلاً:مكتبة زبيد العامة أحد أهم المكونات العلمية والثقافية لزبيد خاصة واليمن بشكل عام ولها حضور وطني وعربي من خلال المشاركات الداخلية والخارجية عبر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الذي يعتبر الحاضن الأسمى للمشهد المعلوماتي العربي ، ومن خلال الواقع الثقافي الذي فرضته المكتبة منذ تأسيسها في مطلع العام ٢٠٠٦م وتمتلك المكتبة آلاف الكتب والمجلدات التي تمثل ثروة علمية ومنجز وطني يستحق الاهتمام.
ويضيف : هناك كتب التراث العربي في الشعر والأدب واللغة، وكتب التفاسير لأهم العلماء ،وكتب اللغات والترجمة ،إضافة إلى العلوم المختلفة الاجتماعية والإنسانية، وقسم خاص بالموسوعات المختلفة، وقسم الرسائل الجامعية والدوريات المحلية والعربية، إضافة إلى وجود كتاب تاج العروس المرتضى الزبيد ،والقاموس المحيط للفيروز ابادي، وعنوان الشرف الوافي للمقري، ولعل أهم كتاب واغلى كتاب القرآن الكريم.
وعن الخدمات التي تقدمها المكتبة يقول : تقدم المكتبة الإعارة الداخلية وهي القراءة والاطلاع داخل أروقة المكتبة ، وخدمة الإعارة الخارجية وفق نظام معين ، وقد تفردت المكتبة بتقديم خدماتها مجاناً لروادها حتى رسوم الإعارة والاشتراك لم تستلم المكتبة منذ تأسيسها أي مبالغ كما هو معمول به وذلك دعماً للقراءة وتشجيعاً الباحثين، إضافة لمكتبة الطفل التي تحتل جزءً مهاً في المكتبة ومجلة زبيد التي تصدرها المكتبة والإصدارات الثقافية للمبدعين وتنظيم معارض الكتاب والفنون التشكيلية وعدد من الأنشطة المتعلقة بالمعرفة.
ويرى مدير مكتبة زبيد واقع الكتاب في ظل وجود الانترنت بأن الإنترنت جزء لايتجزأ من الكتاب فمعظم الكتب الالكترونية هي اصلها كتب ورقية ، لذلك إقبال الناس على الإنترنت بحثاً عن المعرفة لايقلل من أهمية الكتاب فالكتاب أصيل في فطرة الإنسان وتكوينه.
ويضيف : الكتاب هو صديقي الجميل الذي لايتبدل ، وكلما ازور اصدقائي الكتب أشعر بالاطمئنان لأنهم ثابتون على أفكارهم لايتغيرون مهما اهملهم الإنسان لذلك قال المتنبي “وخير جليس في الزمان كتاب” .
وعن كيف يمكن أن نشجع الناس على قراءة الكتب يقول : تشجيع الناس على القراءة يبدأ بغرس ثقافة القراءة من المدرسة ودعم المكتبات المدرسية وتخصيص ساعة قراءة يومياً لنخرج جيل قارئ وحصيف ، كما أن الأمر يحتاج لتوجه رسمي من الدولة لحملة القراءة للجميع.
أما بالنسبة عن إنشاء مكتبه اليكترونية فيرد بالقول : نعم منذ العام ٢٠١٠م قمنا بتخصيص قاعة خاصة للمكتبة الالكترونية مزودة بأحدث الأجهزة وكان يفد إليها الكثير من الطلاب والبحاثة من كل المستويات وبسبب غياب الدعم والظروف الصعبة التي مرت بها المكتبة توقفت عن العمل منذ خمس سنوات وفي مطلع هذا العام ابتكرنا طريقة جديدة فقمنا بإنشاء مجموعة على الواتس آب باسم المكتبة ونقدم خدمات مكتبية الكترونية للطلاب من كل مكان ويتم تلبية طلبات جمهور المستفيدين على مدار الساعة وهنا أجدها فرصة لتقديم الشكر للزميل المبدع قاسم العمار الذي يقدم معي هذه الخدمة العلمية والثقافية التي نبتغي في ذلك الأجر والثواب من الله تعالى.
وعن رؤيته للمشهد الثقافي اليمني يرى مدير مكتبة زبيد : أن الإبداع الموجود في اليمن لا يوجد في أي مكان في العالم في كل فنون المعرفة ، لكن تأثر كثيراً بسبب ما تعانيه البلاد ، يجب أن يتنفس المبدع حرية الكلمة وتعود منابر المعرفة لتصدح من جديد ، ولكن المعاناة تولد الإبداع والمبدع اليمني أكثر معاناة من أي زمن مضى ، لذلك لابد ان تطلق أصوات الأدباء والكتاب والمثقفين لتنوير المجتمع .
ورغم كل الخدمات التي تقدمها مكتبة زبيد الا انها تواجه الكثير من المعوقات يسردها مدير المكتبة فيقول : منذ سبع سنوات لم تتسلم المكتبة أي دعم أو مكافآت ولو رمزية حيث أن معظم العاملين بها يعملون بشكل تطوعي وكانوا يحصلون على مكافآت بسيطة جداً من صندوق التراث والتنمية الثقافية لكن الصندوق تخلى عن مسئوليته ، كما أن الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة لايعيرون المكتبة أي اهتمام ، أدى ذلك الأمر إلى غياب المتطوعين وتقطع الدوام فالهم المعيشي داهم حياة الجميع واصبحنا نعمل جاهدين للتوفيق بين المكتبة ولقمة العيش وتقديم الخدمات المكتبية لأن الأمر بالنسبة لي ولزملائي ليس وظيفة عابرة بل رسالة إنسانية سامية تجاه المجتمع والأجيال
وأخيراً يطمح هشام ورو أن يعم السلام والأمن في ربوع اليمن الحبيب وان يتم الاهتمام بالتعليم والمعرفة كي نبني الوطن على أساس علمي ، بينما الطموح المهني أن تعود مكتبة زبيد العامة منارة اليمن العلمية كما كانت وأكثر .