مرضى الفشل الكلوي بالحديدة لـ ” الحديدة نيوز ” : نواجة الموت كل لحظة والحرب فاقمت من معاناتنا ..
الحديدة نيوز / غمدان أبوعلي
مأساة حقيقية يعيشها مرضى الفشل الكلوي بمحافظة الحديدة والذي يتدافعون على مركز الغسيل الكلوي من مختلف المحافظات والمديريات المجاورة للمحافظة بحثاً عن جلسات غسيل لأجسادهم لعلها تعطيهم أملاً في الحياة بعد أن تفاقمت معاناتهم وزادت أوجاعهم جراء توقف المركز من إجراء جلسات الغسيل لهم مما يعرض حياتهم للخطر والموت في أي لحظة ..
ويواجه مرضى الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة حرباً أخرى لكنها بدون أسلحة للحصول على علاجهم بعد أن تقطعت بهم السبل جراء توقف المركز من إجراء جلسات الغسيل لهم ونفاذ محاليل الغسيل أكثر من مرة جراء الحرب القاسية ..
إنها مأساة أخرى من مأسي الحياة اليومية إضافة الى مأسي الحرب والعدوان يتعرض لها مرضى الفشل الكلوي بالحديدة ، وهي مواجهة الموت الحقيقي أمام أعينهم جرّاء حرمانهم من جلسات الغسيل الكلوي دون الاكتراث لمعاناتهم ، ولا يعرفون ماذا يخبئ لهم مصيرهم بعد.
معاناة يومية تلاحق مرضى الفشل الكلوى بمحافظة الحديدة للبحث عن جرع يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة في زمن جفت فية ضمائر الانسانية ، بالمركز مما فاقم من معاناتهم دون أي التفاتة من قبل المسئولين في الدولة ..
” الحديدة نيوز ” زارت المركز والتقت بعدد من المرضى ومدير مركز الغسيل الكلوي أيمن عبدالقادر أحمد كمال للأطلاع على التحديات وأهم الصعوبات التي يواجهها ..فإلى الحصيلة :
أحد مرضى الغسيل الكلوي يدعى ماجد مانع وجدناة ينتظر دورة لاجراء الغسيل لة في المركز قال : أرحمونا شايرحمكم الله .. نحن نموت في انتظار دورنا لاجراء جلسات الغسيل لنا وهذا كلة بسبب الحصار والعدوان لاسامحهم الله كنا من قبل نحضر للمركز ونغسل في اليوم 7 غسلات واليوم نجلس 10 أيام ونبحث عن جلسات غسيل للكلى لكن دون جدوى واليوم وبسبب نفاذ المواد بسبب الحصار توفي 3 أشخاص من زملائنا الله ينتقم ممن كان السبب ..
من جانبة يصارع الحاج علي محمد مقبول والذي يبلغ من العمر 50 عاماً يصارع المرض في انتظار جلسات الغسيل لة ..
يقول الحاج مقبول جئت من مديرية بيت الفقيه بحثاً عن جلسات الغسيل وفؤجئت بأن المركز توقف عن العمل فأضطررت الى الانتظار في المركز ونتيجة لما يسببه لنا تأخير جلسات الغسيل من مضاعفات وآلام توفي 3 من المرضى في المركز ولم استطيع العودة إلى منزلي في بيت الفقية نظراً لارتفاع سعر المواصلات وأصبحت هنا مقيماً دائماً انتظر دوري في جلسة الغسيل أسبوعياَ وأنا رجل فقير لا أملك ثمن المواصلات إلى بيت الفقيه ذهاباً وإياباً ..
المريضة منى صالح تقول بصوت مبجوح متهدج ودمعة مرتسمة على عينيها ” أشتي غسيل لكليتي .. أشتي غسيل لكليتي ” ..
منى صالح واحدة من اللواتي يعانيين من الفشل الكلوي والتي كانت في طابور الانتظار لموعد جلسة الغسيل تحدثت إلينا : بأنها منذ أن أصيبت بالفشل والأسرة كلها في دوامة العناء لايصالها للمركز نظراً لأن مسكنها يقع بخارج المدينة ..
وتضيف : عند ما نصل إلى المركز ويخبرونا الأطباء بأن الأدوية نفذت أموت ألف مرة في اليوم .. وناشدت المريضة منى صالح من حكومة الانقاذ وكل فاعلي ومحبي الخير الى رفد المركز بالاجهزة ومواد الأستصفاء لانقاذ مايمكن أنقاذة من مرضى الغسيل الكلوي بالحديدة ..
وخلال جولتنا في المركز التقينا بمدير مركز الغسيل الكلوي بالحديدة أيمن عبدالقادر أحمد كمال ووضعنا علية عدد من التساؤلات :
س : كم عدد المرضى الذين يترددون على مركز الغسيل الكلوي بالحديدة ؟
* يتردد على مركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة 852 حالة مرضية ؛ حيث يستقبل المركز مرضى الفشل الكلوي بشكل كبير من المحافظات والمديريات المجاورة حيث يأتي للمركز مرضى من محافظة حجه والمحويت وريمة وذمار والمديريات ..
س : حجم المعاناة التي يتعرض لها مرضى الفشل الكلوي بالحديدة ؟
* طبعاً معاناة مرضى الفشل الكلوي بالحديدة مستمرة منذ سنوات خصوصاً في ظل العدوان الذي تمر بة بلادنا من قبل العدوان السعودي الغاشم ومايزيد من حجم المعاناة هو توقف المركز عن إجراء أي عملية غسل للمرضى المصابين بالفشل الكلوي مما يؤدي الى وفاتة وذلك بسبب شحة الامكانيات وتأخر وصول الاجهزة حيث يعاني مركز الغسيل الكلوي من مشاكل كثيرة ومتعددة منها شحة الامكانيات وانقطاع التيار الكهربائي ، وعدم قدرته على استيعاب المرضى القادمين يومياً إليه من مناطق قد تكون بعيدة جداً وبأعداد هائلة تفوق طاقته الاستيعابية .
هناك نحو 554 مريض مصاب بالفشل الكلوي بمحافظة الحديدة فقط حيث ان كل مريض فشل كلوي يحتاج الى جلستين في الاسبوع اقل شيئ يعني نحتاج في الاسبوع الواحد 1100 جلسة ولا تتوفر لدينا الاجهزة لأستيعاب كل هولاء المرضى حيث يتوفر في المركز 16 جهاز والجهاز يشتغل على مدار الساعة يعني 5 فترات في اليوم تقريباً 80 جلسة غسيل في اليوم الواحد امكانياتنا محدودة والمرضى يتوافدون الينا من كل مكان ..
للأمانة معاناة مرضى الغسيل الكلوي تتفاقم يوماً بعد يوم اذا لم يتم ايجاد الحلول لمعاناتهم والتي تنعكس على المركز وعلى مرضاه والذين قد يمضون الساعات الطوال وهم مسافرون إلى مركز الغسيل الكلوي فيصلون الى المركز فإذا هم بطوابير الانتظار فيقضون الأوقات الطويلة الى أن يحين موعد غسيلهم وهنا تنشى المشاكل مما يزيد المرضى عناء نفسياً ومالياًً ..
س : هل فاقم العدوان والحصار على بلادنا من معاناة مرضى الفشل الكلوي ؟
* بالتأكيد العدوان السعودي على بلادنا والحصار المفروض على ميناء الحديدة فاقم بشكل كبير من معاناة مرضى الغسيل الكلوي بالحديدة ونحن لانستطيع استيراد اي مواد او اجهزة للمرضى حيث طلبنا 5 اجهزة للمركز وللاسف لم تصل الينا حتى الان هناك تعقيدات في ميناء عدن وهي السبب في وصول الاجهزة لمركز الغسيل الكلوي بالحديدة ..
س : أبرز أحتياجات مركز الغسيل الكلوي بالحديدة ؟
*نحن في مركز الغسيل الكلوي بالحديدة نحتاج الى أجهزة ومواد أستصفاء حيث ان الجهاز الواحد يكلف نحو 16 الف دولار والجلسة الواحدة تكلف 50 الى 60 دولار ..
س : يقال بأن المركز أستقبل جلسات غسيل من قبل بعض الجهات وفي الاخير تبين انها غير مطابقة للأجهزة الموجودة في المركز ؟ ما صحة تلك الشائعات ؟
* أستقبلنا نحو 1000 جلسة من مجموعة هائل سعيد أنعم كانت جميعها مطابقة لكن خطوط الدم ” يسموها البيبات حق الدم ” كانت متغيرة فقط وتم استبدالها ووصلت الجلسات والحمد لله ..
س: مامدى تفاعل السلطة المحلية معكم ؟
* وعن مدى تفاعل السلطة المحلية مع المركز وأحتياجات أكد مدير المركز بأن محافظ محافظة الحديدة اللواء حسن هيج يولي المركز جل أهتمامة ولم يقصر أبداً معهم واكثر شخص يتواصل بهم وقد سبق وان ذهبنا انا والمحافظ لصنعاء للمطالبة بدعم المركز وتم الاستجابة لنا وتوفير المواد للمركز ولايوجد اي تقصير من قبل السلطة المحلية والتقصير هو بسبب العدوان والظروف التي تمر بها البلاد فقط ..
س : هل تواصلتم مع المنظمات الانسانية لتقديم المساعدات للمركز ؟
* بالفعل تواصلنا مع المنظمات الفاعلة في بلادنا وتم التجاوب معنا من قبل منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر السويسري وماقصروا مع المركز لكن المركز احتياجاتة لاتنتهي ؛ المشكلة انة في اليوم نعقد 75 جلسة في المركز في اليوم الواحد وزبيد 36 جلسة والقناوص 18 جلسة حيث ان المبلغ الذي يستهلكة المركز كبيرجداً يعني نحتاج الى 5000 الف دولار امريكي يومياً المبلغ كبير جداً وامكانياتنا محدودة ولا تستطيع الدولة ولا اي منظمة ولافاعل الخير استمرار دعم المركز ؛ ومركز الغسيل الكلوي يشتغل على حسب ما يتبرع بة فاعلي الخير للمركز نشتغل اسبوع ويومين نتوقف عن العمل ..
س: يعني يتضح لي من كلامك بأن مركز الغسيل الكلوي مهدد بالتوقف في اي لحظة ؟
* نعم .. نعم .. مركز الغسيل الكلوي مهدد بالتوقف في اي لحظة وحياة المرضى مهددة بالخطر والموت في اي لحظة اذا لم تتوقف الحرب والحصار ..
س : ماذا عن الكادر الطبي الذي يعمل معكم في المركز ؟
* الكادر الطبي العامل في المركز يعمل بكل طاقتة حيث يوجد 153 موظف منهم 33 موظف رسمي و120 موظف متعاقد لم يستلموا رواتبهم من شهر وحتى الان لكنهم يعملون من اجل هولاء المرضى الذين لاحول لهم ولاقوة ..
س : كلمة أخيرة لمن توجهها ؟
* رسالتي أوجهها إلى الخيرين واصحاب الايادي البيضاء ومؤسسات وجمعيات بأن يساهموا في التخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي بالحديدة ودعم المركز بمواد الاستصفاء وجلسات الغسيل وان يعملوا على فتح وحدات للغسيل الكلوي في المحافظات التي لايوجد بها للتخفيف من الازدحام والاقبال على المركز وعلى الجميع أن ينظر إلى هذه الشريحة التي تستحق الحياة للتخفيف من معاناتها