غياب وتقاعس المنظمات وتقليصها للمساعدات خلال فترة اجتياح الحديدة وبائي الملاريا وحمى الضنك يبعث على التساؤل والشك والريبة بين اوساط المواطنين وهل هناك تحالف سري وغير معلن بينها وبين دول العدوان المتحالفة للمساهمة في قتل وإبادة ابناء الحديدة وماجاورها
الحديدة نيوز/ خاص
■ يستلقي الأطفال قاسم عبدالله صادق ومحسن محمد طالب وسالم سمير نعمي وغيرهم كثيرين في قسم طوارئ الاطفال بمستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة ولا يسمع منهم إلا الأنين للتعبير عن ألآم شديده يسري في أنحاء اجسادهم المنهكة لتلقي العلاج والتطبيب اثر اصابتهم بالملاريا وحمى الضنك .
ويمتزج اوجاع هؤلاء الاطفال بمعاناة ابائهم القادمين من الارياف من الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم وقصدوا المستشفى الوحيد في المحافظة لعلاج ابنائهم وامثالهم كثيرين يصعب حصرهم .
وبينما يتابع اباء هؤلاء الأطفال بقلق الأخبار عن النقص الحاد في الادوية والمحاليل الطبية الذي يواجهه المستشفى والضغط الشديد على الطواقم الطبية يقول والد الطفل سالم بألم لا أستطيع توفير الطعام الخاص لابني وتوفير رعاية خاصة به، وإذا توقف هذا القسم عن امداد طفله بالعلاج لمدة يوم واحد فإن الأطفال هنا معرضون ايضا لخطر تدهور صحتهم وقد يتعرض بعضهم للموت .
“نقص الادوية ”
ودفع انتشار وباء حمى الضنك والملاريا والحميات الاخرى مع موسم الشتاء بالمحافظة وزيادة اعداد الوافدين الى استنزاف الادوية والمحاليل الطبية بمستشفى الثورة واضطرار ادراتها لاتخاذ العديد من الاجراءات في ظل الغياب التام للدعم الحكومي بسبب الاوضاع الراهنة التي يمر بها من العدوان والحصار وانحسار دعم المنظمات وتوقفه منذ فترة مواجهة الكثير من الاعباء التي ربما لو استمر الحال عليه عدم مقدرتها في استقبال الحالات وتوقف خدماتها .
ويخشى العديد من المرضى الذين قابلناهم وتصل اعدادهم بالمئات من توقف خدمات المستشفى والتي يعد القبله الوحيدة التي يؤمها المرضى للعلاج في حال ما استمرت زيادة الحالات المرضية وعدم رفد المستشفى بإحتياجته من المواد والمستلزمات الضرورية .
ولا يستبعد مرضى آخرون في حديثهم لـ”الثورة” :
عن حدوث كارثة إنسانية في ظل استمرار نقص الادوية وغيرها فبعض الأقسام الحيوية مثل اقسام الطوارئ والمختبرات والرقود عن توقفها اذا لم تقم الدولة والمنظمات بتقديم الدعم للمستشفى واستشعار الخطر للوضع الذي يمر به في ظل الظروف الراهنة .
واضطر مستشفى الثورة بالحديدة الذي يقدّم الخدمات الصحية لقرابة 2200 مواطن في اليوم العادي للعمل خلال هذه الايام فوق طاقته الاستيعابية ضمانا لعدم توقف خدماته الصحية والتي تستمر على مدار الساعة .
ويتسائل الكثير ممن قابلناهم في دهاليز المستشفى مرضى ومواطنين الى متى الصمت والوقوف موقف المتفرج للمعاناة الحقيقية التي تعانيها هيئة مستشفى لسد إلاحتياجات العلاجية للمرضى ؟
واشاروا الى انه من منطلق الاستشعار بالمسئولية التي تقع على الدولة والحكومة و وسائل الاعلام والمنظمات الدولية سرعة تقديم المساعدة العاجلة للمستشفى مؤكدين ان تشدق المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثات الطبية والمساندة للمنشأت الطبية الحكومية بما تدعيه وتقديمها للعلاجات الطبية لمكافحة وبائي الملاريا وحمى الضنك عار من الصحة ولا اساس له حيث أن كبرى هذه المنظمات الدولية والمرتبطة بهيئة الأمم المتحدة كانت ترفض التصريحات الصحفية حول ما تقدمه من مساعدات وإغاثة باعتبار ان ماتقدمه هي مساعدات شحيحة لا تستحق التناول منوهين الى ان هذه المنظمات بما تمتلكه من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ونشرها عن توزيع مساعدات وادوية هي كاذبة مؤكدين على تنصلها عن مسئوليتها وتخليها عن الدور الإنساني المناط بها في أشد الأوقات إحتياجاً الى دورها الإنساني والمساند للشعب اليمني خاصة مع إشتداد حصار العدوان الجائر على المطارات والموانئ اليمنية ومنعه لإدخال الغذاء والدواء مشيرين الى ان صمود المستشفى في وجه هذا الطوفان من المرضى يأتي بفضل جهود قيادتها ممثلة برئيس الهيئة الدكتور خالد احمد سهيل والموظفي والكواد الذين يعملون جميعا كخلية نحل دون كلل وملل وبضمير وإنسانية قلمها نجدها في اي مرفق حكومي في الوطن موجهين لهم الشكر والتقدير معبرين عن تساؤلاهم :
لماذا اصبح دور المنظمات في ظل هذا الوضع مغيبا واختفاء دورها المناط بها كمنظمات دولية عاملة في مجال الإغاثة الطبية المساندة للمنشأت الحكومية ؟؟؟؟ ولماذا الغياب في ظل هذا التوقيت الحساس وذروة انتشار الحميات وجائحة الوباء بالمحافظة ؟؟؟؟
ام ان هناك تحالف سري وغير معلن بينها وبين دول العدوان المتحالفة للمساهمة في قتل وإبادة الشعب اليمني موجهين رسالتهم بالقول يا هؤلاء صمود هيئة مستشفى الثورة وكوادرها الطبية مع الوقت سوف يتضعضع ثم ينهار مالم تسارع كل الجهات ذات العلاقة للضغط على هذه المنظمات الدولية العاملة في بلادنا لتوجيه كل الدعم والمساندة وسرعة توفير الأدوية وكافة الإحتياجات الطبية لهيئة مستشفى الثورة كونها أثبتت انها المرفق الطبي الوحيد الذي مازال يقدم معظم الإحتياجات العلاجية في معظم التخصصات المرضية التي تعانيها المحافظة والمحافظات المجاورة او لتغادر هذه المنظمات بلادنا غير مأسوف عليها.