الحديدة نيوز / تقرير / وسيم السامعي
“بالتحدي والعزيمة نصنع الإنجازات” بهذه الكلمات تحدث (فاروق الخامري)(35 عام) والذي يعمل في البناء منذ 20 عام ،حيث توقف عن الدراسة في مستوى ثالث تخصص مادة الرياضيات بجامعة الحديدة نتيجة لظروفه المادية وقرر في زمن الحرب افتتاح مشروع تعليمي حمل اسم” قد التحدي” إشارة منه لمواجهة اثار الحرب على القطاع التعليمي ومحاولته تعليم أطفال الحي رغم تأثير الحرب على التعليم وانقطاع رواتب المدرسين ..
كانت بداية مشروع الخامري بالتزامن مع بداية الحرب على اليمن وسوء الوضع التعليمي بشكل خاص دفعه لتعليم أبنائه مسخراً ما تبقى من عمره في سبيل تطويريهم ، لم يستمر في تعليم أبنائه فقط بل قرر تطوير فكرته الى أن أستأجر غرفة صغير بالقرب من منزله و تعليم أطفال الحي وكان الناتج كبير جداً و برسوم رمزية فقط تحت شعار ” طلاب قد التحدي ” حسب حديثه ويضيف “بالرغم من شحة الإمكانيات كنت لا امتلك سوى السبورة والقلم والطلاب يفترشون التراب ” ..
تفاعل المجتمع مع مشروع الخامري حيث قدم فاعل خير عشرة كارسي كبداية ساهمت في استمراره في خدمة المجتمع حيث استأجر غرفة نتيجة لكثافة الطلاب الملتحقين حيث بلغ عدد الغرف التي استأجرها خمس غرف وبإمكانيات متواضعة و يضيف” اتفقت مع كادر تعليمي متميز ببناء جيل متعلم وأن رأس مالي الوحيد هم الطلاب ،استطيع ان ابني جيل متعلم رغم الحرب ومتحدياً هذه الظروف”.
مادفع الخامري لمواصلة دراسته الجامعية كما يقول انه “في إحدى الليالي طلبت من إبني لأعلمه درس لمادة الرياضيات قلت له تعال اذاكر لك دروسك” اجابني قائلاً “انت ليس مدرساً انت شاقي بالبناء” هكذا كان رده لي كأنه اطلق على رأسي وابل من الرصاص حيث ضلت كلماته تعصف في دماغي كانت هذه الكلمات دافع كبير لي لمواصلت تعليمي الجامعي وخدمة المجتمع”.
رغم ظروف الحرب القاسية والمعوقات التي واجهها في بداية مشروعه إلا انه كان قد التحدي لهذه الظروف متغلب عليها بعزيمة وإصرار كبيرين استطاع ان يفتتح مدرسة خاصة له في محافظة الحديدة حي الزبارية تحت إسم مدرسة ” قد التحدي ” ويخبرنا الخامري إن الهدف الرئيسي من هذاالمشروع ليس كسب المال بقدر ماهو بناء جيل متعلم ومتفادي الإهمال والضياع وغياب التعليم بالمدارس بسبب الحرب والحصار الذي تشهده اليمن بشكل عام والحديدة بشكلٍ خاص والإهمال الحكومي وان طموحه ان ينشئ مدينة علمية متمسكا” لطموحاته ..
واختتم الخامري حديثه “ان الخوف على الوطن ليس من الحرب والدمار بل الخوف من ضياع التعليم لأن كل شي يمكن ان يعوض إلا التعليم لا يعوض” .
