مغنيات الحديدة .. من يُصر على إخفاء ظهورهن ؟
الحديدة نيوز – علاء الدين حسين :
من بين طبيعتها المتنوعة كالبحر المتلألئ، والسهل الأخضر،والنخل الباسق ،أخرجت محافظة “الحديدة” العديد من الفنانات ذات الإطلالة البهية،والأصوات الشجية التي يشدين فيها الأغنيات المعبرة عن الأرض،والأفراح ،والأتراح بلهجتهن التهامية المستحبة عند اليمنيين،لكن تلك المغنيات ضللن مطمورات وحبيسات في جغرافيتهن،حيث لم يعرفهن المجتمع اليمني القاطن خارج نطاق مدن وأرياف الساحل الغربي .لأسباب يكشف عنها فنانون وباحثون تحدثوا لـ”الحديدة نيوز” ،كما نتطرق في هذا التقرير لمسيرة أعمال أهم المطربات الشعبيات في المحافظة المنسية.
بنات امريمي :
في عشرينيات القرن المنصرم وبالتحديد في العام 1928،كان “بنات امريمي” أشهر شاعرات ومغنيات في محافظة “الحديدة”، كن خمس مغنيات يرتدين الزي التهامي التقليدي،وكن يجلن خلال القرى ليقدمن إبداعهن المتميز بعذوبة الصوت وجمال الرقص،في الأعراس ومناسبات الخطوبة والولادة والموالد والأعياد الدينية والزراعية. وحينما ذاع صيتهن في كافة مناطق الساحل الغربي،كن يستدعين لإحياء مناسبات في مختلف المناطق اليمنية شمالاً وجنوباً،ففي مناطق “يافع وابين” كن يذهبن سنوياً لإحياء حفلات يقيمها السلاطين وكبار التجار،وفي تلك المجتمعات كان يُطلق على تسميتهن بـ”السرو”،وفي مناطق تعز كنا يذهبن لإحياء موالد الصوفية.كما يقول الباحث في التراث الغنائي أمين هبري لـ”الحديدة نيوز”.
تهميش متعمد :
في عام1974، جاء إلى اليمن باحث بريطاني اسمه أندرسون باكويل ،كما يقول الباحث التهامي عبده عقيلي ،ويضيف”كان باكويل يشتغل على مشروع لتوثيق التراث الموسيقي العالمي في آسيا وإفريقيا ،حينها اكتشف أن منطقة تهامة تقدم ذروة اشتغاله على ذلك المشروع ،ففيها يجتمع مزيج من الفن الإفريقي والهندي والعربي ، وفيها طرائق ساحرة مدهشة لتقديم هذا الفن .. تجمع بين الطقوسية الدينية كما شاهدها في الزيارات،والاحتفالية الاجتماعية كما تقدم في الأعراس ، والرمزية الثقافية كما تقدمها كرنفالات أمير الأخدام ، ناهيك عن البعد العلاجي النفسي كما هو في رقصات الزار ، وفي مقالة له عبر أندرسون باكويل عن انبهاره وشغفه بهذه الفنون التي تتجاوز كل ما شاهده من موسيقى قام بتوثيقها في العالم ، وقد نشر مختارات من ذلك التوثيق على شكل مقاطع من خمسة عشر لونا فنياً وتم وضعها على موقع امازون الشهير”،لكن باكويل لم يتطرق لدور المغنيات التهاميات في إثرا الفن التهامي، ويرجع سبب ذلك الفنان فؤاد الاهدل “،إلى تعمد الإعلام اليمني إهمال فنانات الحديدة ، فعلى مر السنوات الثلاثين الماضية ،كان بعض الفنانين من مناطق يمنية محددة هم المحتكرين في الظهور عبر الإذاعة والتلفزيون الحكومي في اليمن”،ويقول الاهدل متحدثاً لـ”الحديدة نيوز”،”هناك ايضاً من سعى إلى ترويج
ما بعد اليمن :
وفي فترة التسعينيات برزت الفنانة “ريم محمد” من “باجل” صاحبة الأغنيات الشهيرة “اتعب وربي”،”قلبي تولع بك”،”الحب وفاء ماهو جفا”،”مسكين من مثله”.و في بداية الالفية برزت الفنانة “حنان كداف” والفنانة”ريم الاغبري”، والفنانة “سميرة صلوح” الملقبة بـ”الساحل”.كما امتدت شهرة بعض فنانات الحديدة إلى دول الخليج العربي مثل الفنانة “الهام عايش” صاحبة أغنية “كما احبه”،وأغنية “ردو حبيبي وروحي”و أغنية “وين أخذك”.وفي مدينة جدة السعودية تأسست فرقة “ليالي الشوق” لبنات كداف المنتميات لمحافظة الحديدة ،واللواتي اشتهرن بأغنيات ” يارب ودينا”،و”تحسبني ناقص”،و”ماينحني ذا الراس”.
تقرير حلو ذكرنا بأيام زمان