الحديدة نيوز — متابعات
فازت الفنانة منة شلبي بـجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم نوارة، وذلك في حفل ختام الدورة الـ21 من المهرجان القومي للسينما المصرية، ليصل بذلك عدد الجوائز التي حصلت عليها عن هذا الفيلم فقط إلى 8 جوائز على مدار عام واحد فقط.
فقد سبق وفازت مؤخراً بنفس الجائزة في الدورة الثانية من جوائز السينما العربية، وقبلها من مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان مالمو للسينما العربية، ومهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، ومهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، ومهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، ومهرجان وهران السينمائي الدولي، كما فازت بجائزة النقاد كـأفضل ممثلة من مهرجان الفضائيات عن دورها في مسلسل المخرجة كاملة أبوذكري، والمعروض موسم رمضان الماضي.
في أول مشاهد فيلم “نوارة”، تقتحم الكادر فتاة بسيطة تحمل وعاءين خاويين، تخترق بهما شوارع وأزقة العشوائيات، باتجاه أحد صنابير المياه العمومية، حيث تصطف النساء لتملأ أوعية المياه النظيفة، كجزء من هذه البيئة التي من الواضح أنها درستها جيداً وهي القادمة من حي المنيل الراقي في الواقع، والذي لا يتيح الفرصة للتعرف على هذه النماذج، لكن منة شلبي أتقنت محاكاة الشخصية بكل متناقضاتها.
تنتقل نوارة في طريقها اليومي، من وسيلة مواصلات عامة لأخرى، تارة خلف “ميكروباص” أو “باص” يتراص فيه البشر بأعجوبة في رحلة تحايل يومية للعيش، قبل أن تعود في آخر النهار منهكة في “توك توك” يمكنه اختراق الحواري الضيقة الملتوية لتصل إلى منزلها البسيط، والذى تعيش فيه مع جدتها “توحة” البائسة التي تقترب من الانزواء، وتحلم بلقمة ورشفة ماء وكفن يسترها.
نوارة كما يرسمها سيناريو الفيلم شخصية مخلصة بلا حدود للأسرة التي ائتمنتها علي بيتها، بل وهي ترى بسذاجة مفرطة أنهم أناس طيبون لا يستحقون ما يحدث معهم، وبعد أن تمنحها مخدومتها مبلغا مكافأة لزواجها قدره 20 ألف جنيه، تأتي الشرطة لجرد الفيلا وتتهم نوارة بسرقة المبلغ المالي، لتسجن الفتاة الوفية النبيلة المطحونة، وهنا نلمح واحدة من أروع المشاهد والانفعالات لممثلة حين تكشف عن قمة الإحباط والانهيار أمام كل هذا الظلم رغم إخلاصها.
في بدايتها، حين منحها رضوان الكاشف بطولة أول أعمالها في فيلمه ( الساحر)، كانت منة شلبي تهمس لي في جنوب تونس، حيث قدمت الفيلم هناك بأنها مجنونة سينما وفن، وأنها عشقت توجيهات المخرج وكانت كما تحب أن تكون عجينة طيعة، وكان ما أعجب المخرج على ما يبدو أنها بتلقائيتها وعفوية نطقها للكلمات قادرة على توصيل المعنى المراد من الشخصية التي كانت تحمل بالصدفة اسم نور، وشتان بينها وبين “نوارة” الأكثر نضجاً وحكمة والتي عصرتها الأيام وعلمتها التجربة.
وبين نور ونوارة قدمت منة شلبي العديد من الأدوار الكوميدية والدرامية والأكشن والرومانسية كما في أفلام (بحب السيما، وأحلى الأوقات، وهي فوضى، والماء والخضرة والوجه الحسن، وبعد الموقعة، والأصليين)، وفي التليفزيون مسلسلات (حديث الصباح والمساء، حارة اليهود ونيران صديقة وواحة الغروب، وحرب الجواسيس وغيرها)، وحصدت في المقابل العديد من الجوائز من مهرجانات دبي وتطوان ومالمو ووهران 2016 عن نوارة، وقبلها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (بنات وسط البلد) من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية 2006، وجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (عن العشق والهوى) من المهرجان القومي للسينما المصرية 2006، كما منحها الجمهور لقب أفضل ممثلة في عدة استفتاءات أجرتها صحف وإذاعات مصرية وعربية.