“من أجل صحافة يمنية راشدة “

‏  4 دقائق للقراءة        733    كلمة

 

من أجل صحافة يمنية راشدة

بقلم / حمير مثنى الحوري
الصحافة وبغض النظر عن مدى تأثيرها ونسبة نفوذها الإعلامي بالنسبة لبقية الوسائل لكنها تضل وسيلة من أبرز الوسائل الموجهة للأمة والمعبرة عن أخلاقها وسلوكها الحضاري ومستواها الثقافي وحركتها العلمية والسياسية ,, الصحافة مهنة شريفة إذا أخلص أصحابها نياتهم وأتقنوا أعمالهم
,,
الصحافة أفضل ما يهدد به الظالم ويخوف به ذوو النفوذ من السراق والمنتفعين ,, إذا أردت أن تعرف تفاصيل حياة شعب أو تاريخه اليومي فانظر إلى ما يكتب مثقفوه وما يعلق به مفكروه على الأحداث وما ينقله مراسلو تلك الصحف ,,
لكن وللأسف فان الصحافة في بلادنا أسيئ استخدامها وغيرت رسالتها وغيب دورها وفقدت كثير من الصحف مصداقيتها وهناك أعراض لهذا المرض :
أولا : انحراف بعض الصحف عن أداء رسالتها النبيلة من الحفاظ على القيم والحرص على مصالح الوطن فصحيفة بالله عليكم عملها الدعوة للانفصال وإثارة الاحتراب بين أبناء البلد الواحد أي دور وأي رسالة للصحافة حققتها هذه الصحيفة غير أنها أخطأت وأساءت لشعبها وأمتها.
ثانيا : تقديم البطالين وأصحاب السمعة السيئة وأرباب الفساد على أنهم وطنيون أوفياء وصناع حضارة وداعمي نهضة وما هم إلا سبب من أسباب النكبة ,, كل هذا من أجل ريالات معدودة أو نيل رضى مسئولي الدولة ,,
ثالثا : التزوير في نقل الأخبار وتضليل الرأي العام فمسيرة تخرج أو مظاهرة تطالب بحق من حقوقها لا يتجاوز عددها العشرات فإذا بعدسات الإعلاميين وأقلام المراسلين تحيلهم بشخطة قلم إلى مئات الآلاف ولولا أن عدد الشعب معروف لكانوا بالملايين , ولو أنهم صدقوا في النقل وركزوا على ماهية تلك المطالب وعدالتها بغض النظر عن عدد المطالبين بها لكان شيئا حسنا وعملا إعلاميا مريحا .
رابعا : بعض الصحف تثير معارك وتختلق حروب وتسيل محابر لقضايا تافهة ومسائل هامشية لا تمس التنمية ولا التقدم ولا الصناعة ولا الوعي بشئ اللهم إنها ترضي الجماهير أو بعض الشرائح الاجتماعية التي لا هم لها إلا البطالة والكسل وتناقل الأخبار ,,
خامسا : من أهم أعراض المرض الصحفي في بلادنا هو التخندق خلف الأحزاب والأشخاص بعيدا عن المبادئ الصحفية والقيم الإسلامية والأهداف الوطنية ,, بالإضافة إلى ما يفعله بعض منسوبي الصحف ومراسليها من ابتزاز رجال الأعمال وبعض المصانع والمستشفيات وتهديدهم بالفضيحة ونشر كل ما يأتيهم من شكاوى من أجل الحصول على المال وهذه شكوى أخبرني بها بعض منسوبي المستشفيات بمحافظة الحديدة …..
سادسا : من أهم الأعراض أن تبتذل الكتابة في الصحف ويكتب فيها كل ناظم ودعي فارغ ,, وأن يطلب المشهورين للكتابة حتى وإن لم يجيدوا الصناعة الصحفية ,, فلا معايير واضحة في الانتقاء ولا سياسة راشدة في الاختيار ,,
هذه أعراضا لمستها ومشاكل عايشتها وملاحظات يتداولها الناس عن الصحافة في بلادنا ومع هذا فإني أدعوا وبمناسبة ثورات الربيع العربي إلى إقامة ثورة صحفية تنادي بالعمل على ترشيد وتوجيه العمل الصحفي وهذه وصايا مختصرة من أجل صحافة يمنية راشدة :
إن دور الصحيفة هو الرقابة على الأداء الحكومي والمؤسسي والمساهمة في ترقيته مع توجيه شرائح المجتمع نحو الايجابية والبناء والتنمية والبعد عن كل ما يخالف ذلك كما أن من أهم واجبات الصحيفة أن توصل معاناة المنكوبين والمتضررين والمظلومين للجهات المختصة عبر نقل معاناتهم وشرح ظروفهم لها ,, كما أن مما ينبغي على الصحافة في بلادنا الالكترونية منها أو الورقية عمله هو ترقية اهتمامات الناس والسمو بها لا العكس ,,وان الانطلاق من ثقافة الشعب والعمل على الحفاظ على قيمه ومبادئه وعقيدته له دلالة واضحة على مصداقية هذه الصحيفة وصدق ما تنقله ,, كما أن الوقوف أمام مشاريع الاستعمار العسكرية والسياسية والفكرية من أولى أولويات أي صحيفة معتبرة,, كما أن من إتقان العمل الصحفي هو تقديم ذوي الخبرة والاختصاص والقدرة في التحليل والتعليق على الأحداث الوطنية المهمة ,, هذا وإن رعاية العاملين في الصحف من محررين ومراسلين له دور مهم في تطوير الرسالة الصحفية وزيادة الاحتراف الإعلامي وحسن الأداء الوظيفي لهم فينبغي على النقابات الصحفية ووزارة الإعلام اليمنية ومنظمات المجتمع المدني والميسورين التنبه لهذا الأمر ووضعه في الحسبان .. هذا صراط وطريق نجاح وتقدم الصحف في بلادنا وكل صحيفة أخطأت هذا الصراط فعلى الأمة تأديبها ولو بالسياط .

حمير مثنى الحوري
H_mm1@hotmail.com

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *