تعز_ من المستفيد من اغتيال العمل الإنساني في تعز اليمنية.. وهل هناك خطة؟
الحديدة نيوز/خـــــــــــــاص
تبدو حادثة اغتيال موظف الصليب الأحمر، في مدينة تعز (وسط البلاد) يوم الأحد، حلقة جديدة ضمن مسلسل لم تنتهي فصوله تجاه المدينة التي تعاني من الحصار منذ ٣ أعوام ونيف.
يذهب مراقبون، إلى أن مقتل “حنا لحود”، وهو لبناني يعمل في “الصليب الأحمر” يهدف إلى استهداف العمل الإنساني في المدينة المحاصرة، بدفع المنظمات الدولية إلى مغادرتها وإلغاء الحضور الإنساني في المدينة.
وقال مصدر مسؤول لـ”يمن مونيتور” إن الهدف من الاغتيال منع منظمات دولية من فتح مكاتب لها في مدينة تعز المحاصرة؛ قبل حسابات سياسية متعددة الأطراف.
وشهدت المدينة، يوم الجمعة، والأسبوع الماضي تظاهرات لمنع وجود “حزام أمني” تدعمه الإمارات في المدينة، يشبه “الحزام الأمني” في مدينة عدن والذي يعمل خارج إطار الحكومة اليمنية ويخضع لقيادة إماراتية -حسب تحقيق لجنة الخبراء التابعين لمجلس الأمن الدولي.
ورفض المسؤول في المدينة، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، اتهام أطراف بعينها لكنه أشار إلى أن تحركات لوقف “الفوضى” ستبين المستفيد الرئيس من عمليات مماثلة كتلك التي استهدف الناشط وخطيب المسجد عمر دوكم مطلع الشهر الجاري.
والصليب الأحمر في اليمن، هو أول مسؤول دولي يخترق حصار مدينة تعز عبر القيام بأعمال إنسانية متميزة، بحسب وزير الخارجية في حكومة اليمن المعترف بها.
وقال عبدالملك المخلافي إنه يجب أن لا تؤثر هذه الحادثة على العمل الإنساني النبيل للصليب الأحمر في تعز، خصوصا وفِي اليمن عموما، كما يسعى لذلك مرتكبي الجريمة ومن يقف ورائهم، حسب قوله.
ووعدت الحكومة اليمنية بتشكيل لجنة تحقيق وملاحقة الجناة.
وقُتل “لحود” في منطقة خاضعة للحكومة المعترف بها دولياً، وليس في منطقة اشتباك، حسب المصدر المسؤول.
وقالت اللجنة الدّولية للصليب الأحمر إنها علقت عملها في تعز بعد مقتل موظفها، وعبرت عن أسفها لمقتله، مشيرة إلى أنها ستتابع التفاصيل.
وأبدى صحافيون وناشطون حزنهم وغضبهم لمقتل “لحود” واعتبروه مخطط لإغراق المدينة في الفوضى.
وكتب الصحافي فاروق الكمالي تغريدة مقتضبة قال: “من الواضح أن القاتل يسعى لإغراق تعز في دوامة العنف والحصار ودفع المنظمات لمغادرتها وإلغاء الحضور الإنساني فيها”.
ومؤخراً، شهدت المدينة الأكثر كثافة سكانية على مستوى اليمن، اختلالات أمنية غير مسبوقة، حصدت أرواح الكثير من القيادات العسكرية والدينية والحزبية.
وعلق الكاتب والصحافي رشاد الشرعبي، على ماجرى بالقول” لا يريدون لتعز الاستقرار وهي تحت اعتداء وحصار الحوثي ويضربون أي مظاهر للاستقرار”.
وأضاف في تغريدة على “تويتر”: اغتيال موظف الصليب الأحمر دليل وجود أيادي خفية (لم يسميها) على إشاعة الفوضى واستدعاء الخارج”.
ونشرت وسائل إعلام عربية إنّ الإمارات اختارت قوة عسكرية من عِدة ألوية عسكرية إلى جانب كتائب “أبو العباس” -قيادي سلفي تتهمه دول الخليج والولايات المتحدة بكونه عضو مع تنظيمي الدولة والقاعدة- وتقوم بعمل معسكرات تدريب في بلدات مجاورة لـ”تعز”.
من جهته قال الصحافي غمدان اليوسفي إن ” حادثة اغتيال موظف الصليب الأحمر في تعز ربما تكون مبرراً مفتعلاً لتدابير سيتم اتخاذها قريبا في المحافظة”.
ومنذ إعلان محافظ تعز محمد محمود، في 25يناير/كانون الماضي عبر وسائل إعلام إماراتية، بدء عملية عسكرية لتحرير المحافظة وفك الحصار المفروض عنها من قبل المسلحين الحوثيين والمدينة تعاني من انفلات أمني وتراجع كبير في أداء القوات الأمنية.
وفشلت المدينة مراراً في فك الحصار الذي يفرضه الحوثيون، ما جعل المنظَّمات الدّولية تضع المدينة كمنطقة خطرة للعاملين الإنسانيين ومنطقة نفوذ وسيطرة لأطراف داخل المقاومة والجيش اليمنيين.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول إلى السلطات الإماراتية والتحالف العربي الذي تقدوه السعودية وأبوظبي جزء منه للتعليق على الحادثة.