نازحون من #الحديدة… نزلاء مقابر بعدن !
الحديدة نيوز / هارون محمد
العشرات من الأسر النازحة من محافظة الحديدة جرّاء الحرب والهاربة من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة اتخذت إحدى مقابر مدينة عدن جنوب اليمن مأوى لها.
يعيش النازحون في مقبرة القطيع الكائنة بمديرية صيرة في مدينة عدن، بجانب الأموات دون أن تلتفت إليهم المنظمات الإغاثية المحلية والدولية.
وتتواصل معاناة النازحين جراء الحرب التي دخلت عامها الرابع، حيث يشكو معظمهم من عدم وجود أبسط الخدمات المعيشية.
أم أحمد، النازحة من محافظة الحديدة، قالت لــ«العربي»: «نحن عايشين بلا كهرباء ولا ماء ولا إغاثة ولا أنابيب غاز ولا مراوح ولا أي شيء مثل الناس، نحن هنا مثل القبور، منبوذين ومحرومين من أبسط الخدمات».
وأضافت «نحن مشردين من بيوتنا، وليس لدينا مأوى، نحن هنا بين القبور، وتمددنا مثل القبور عيشنا كعيشهم».
أما عبده أحمد، النازح أيضاً من الحديدة، أكد في حديث لــ«العربي» أن «عيشتي عيشة أصحاب القبور، نحن ميتين فوق الأرض وميتين تحت الأرض، لا يوجد فرق بيننا وبينهم إلا بالتنفس».
وأضاف «نحن نقوم بجمع القمامة من أجل البحث عن لقمة العيش الصالحة من وجهة نظرنا والمتعفنة من وجهة نظر الأطباء».
المنظمات الإغاثية
وعلى الرغم من وجود المئات من المنظمات المحلية والدولية الإغاثية في مدينة عدن، التي تعتبر العاصمة المؤقتة للحكومة «الشرعية»، إلا أن هؤﻻء النازحين لم يتلقوا أي مساعدات إغاثية، وإن وجدت فهي لن ترقى إلى مستوى المعنى الذي تحمله كلمة «إغاثة».
يؤكد محمد قايد، المسؤول عن النازحين، أنه لم تصل لهؤلاء النازحين أي مساعدات من المنظمات أو من الحكومة «الشرعية» أو من المجتمع، ومن يأتي إليهم من المنظمات أو من الحكومة، يصوروهم ومن ثم يعودوا إلى المكان الذي جاء منه.
وقال محمد قايد، لــ«العربي» إن «النازحين من أصحاب الحديدة المنتشرين في شتى بقاع المناطق المحررة، باتوا يعانون من الحرب والتشريد والدمار والقصف، نزحوا إلى مناطق آمنه، لكن ما وجدوا يد العون ولا وجدوا من يمدهم بشيء من الغذاء أو الماء أو الدواء أو أي شي».
وأضاف أن «هؤلاء الناس ساكنين بالمقبرة حالهم حال الموتى وأسوأ منهم، وقد يكون الميت مرتاح في قبره، ولكن هؤلاء الذين هم فوق القبور يفتقدون أبسط مقومات الحياة».
متابعة المستحقات
لم يحصل النازح محمد يحي، الذي كان يعمل مدرساً في إحدى مدارس الحديدة، على راتبه الشهري الذي كان يحصل عليه قبل الحرب في محافظة الحديدة.
محمد الذي يسكن في مقبرة القطيع مع عدد من النازحين، يحاول المتابعة وراء راتبه منذ عدة أشهر عند الجهات المختصة بصرف الرواتب.
يتلقى محمد يحي، الذي يسكن مع أولاده العشرة وزوجته، في غرفة بدون سقف، الكثير من الوعود بصرف مستحقاته، إلا أنه لم يستلمها حتى اللحظة.
ويقول «أتابع راتبي منذ عدة أشهر عند الجهات المختصة، ويطلبوا مني وثائق وأقوم بتوفير هذه الوثائق ويقولوا لي بعد يومين مر لنا».
وأضاف «كنا صابرين على إطلاق الرصاص والقذائف، وقلنا ننزح فوجدنا المنطقة التي نزحنا إليها أسوء منها، وأولادي يناموا على مرقد واحد فوق الحصى وفوق أحجار القبور».
وتشهد محافظة الحديدة في الآونة الأخيرة اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، مسنودة من «التحالف» من جهة، و«أنصار الله» من جهة أخرى، يخشى بأن تؤدي بحياة المئات من المدنيين، وتجبر الالاف منهم، على النزوح من ديارهم، وتجرع معاناة شبيهة بتلك التي يكتوي بنارها من سبقوهم إلى مقبرة القطيع. المصدر : ” العربي ” .