نقل جثمان الأمير نايف من جدة إلى مكة المكرمة
ولي العهد تُوفي في مدينة جنيف السويسرية عن عُمر يناهز 78 عاماً
الحديدة نيوز-متابعات
نُقل جثمان الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، اليوم الأحد، من مطار مدينة جدة إلى مكة المكرمة، تمهيدا لدفنه في مكة بعد صلاة المغرب في المسجد الحرام.
ووصل العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى مكة المكرمة لتقبل التعازي في وفاة الأمير نايف.
وفي وقت سابق اليوم، وصلت الطائرة التي تقل جثمان الأمير نايف من جنيف إلى جدة غرب السعودية. وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مقدم مستقبلي جثمان الأمير نايف في مطار جدة، فضلا عن كبار المسؤولين السعوديين.
وكان الديوان الملكي السعودي أعلن أمس السبت عن وفاة الأمير نايف عن عمر يناهز 78 عاماً.
وبحسب بيان للديوان الملكي، ستكون الصلاة على جثمان الأمير بعد صلاة مغرب الأحد في المسجد الحرام بمكة المكرمة.
جنيف تودع الأمير نايف
وودعت جنيف، جثمان الأمير نايف صباح اليوم الأحد من مسجد مدينة جنيف إلى المطار، وحمل عدد من الأمراء، الجثمان إلى طاولة المصعد الآلي، الذي تحرك علواً نحو بوابة الطائرة، وسط مشاهد تأثر أعضاء الوفد السعودي.
ووقف أعضاء الوفد من أمراء ودبلوماسيين وبعض أفراد الجالية السعودية في صف واحد للسلام وتقديم العزاء إلى الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، رئيس ديوانه وأكبر أنجاله.
ودامت مراسم نقل جثمان ولي العهد 30 دقيقة تقريباً في أرض مطار جنيف، ثم أقلعت طائرة الخطوط الجوية السعودية، في اتجاه المملكة.
وقضى جثمان الأمير، الليلة الماضية في جامع مدينة جنيف، حيث تولت البعثة الدبلوماسية السعودية، الإجراءات المادية والقانونية اللازمة في مثل هذه الحالات.
وستفتح البعثة الدبلوماسية السعودية في جنيف، وكذلك السفارة السعودية في بيرن، سجل العزاء يوم غد الاثنين لتقبل العزاء من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سويسرا وأعضاء الجالية.
وتوفي ولي العهد خارج المملكة في مدينة جنيف السويسرية، حيث كان يقضي إجازة تخللتها فحوص مجدولة.
وكان غادر جدة في 26 مايو/أيار الماضي لإجراء فحوص طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر.
يُذكر أن الأمير نايف تولى ولاية العهد في عام 2011 خلفاً لأخيه الشقيق الأمير سلطان، كما كان يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 27 مارس/آذار 2009 ووزير الداخلية منذ عام 1975، وقد بقي على رأس وزارة الداخلية طوال 36 عاماً.
وعُرف عن الأمير نايف جهوده الكبيرة في القضاء على القاعدة في السعودية، وقيامه بإنشاء برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية.
وأشاد كثير من المنظمات بهذه الجهود، والتي نجحت في إعادة الكثير من المغرّر بهم إلى دائرة الصواب.
سيرة حياة
وولد الأمير نايف في مدينة الطائف عام 1934، وتلقى تعليمه في مدرسة الأمراء، ثم درس على أيدي كبار العلماء والمشايخ، وواصل اطلاعه في الشؤون السياسية والدبلوماسية والأمنية.
وتقلد الراحل عدة مناصب، فقد عُين وكيلاً لإمارة منطقة الرياض في عهد والده المؤسس، ثم أميراً لمنطقة الرياض.
ثم عُين عام 1952 أميراً لمنطقة الرياض، وبعدها نائباً لوزير الداخلية برتبة وزير، ثم وزير دولة للشؤون الداخلية.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1975، صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للداخلية.
وهو الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وقد عمل على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية والعدل العرب.
حداد في البحرين والكويت.. وعزاء الإمارات
هذا وأعلنت مملكة البحرين الحداد لمدة 3 أيام على وفاة ولي العهد السعودي.
وإلى ذلك، بعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، برقية تعزية ومواساة إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في وفاة الأمير نايف.
وأعرب رئيس الإمارات عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأخيه خادم الحرمين الشريفين، داعياً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
ومن جانبه، أعلن أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام داخل البلاد وعلى سفارات دولة الكويت بالخارج بدءا من الأحد، حداداً على وفاة الأمير نايف.
وأعلنت المملكة الأردنية، الحداد على وفاة ولي العهد السعودي. وسيشارك العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في تشييع جثمان ولي العهد الأحد.
ومن جانبه، نعى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الأمير نايف. وقال العربي: “ببالغ الحزن والأسى، أنعى باسم جامعة الدول العربية، وباسمي شخصياً، الأمير نايف”.
وأضاف: “لقد كان الفقيد العزيز شخصية بارزة على الساحتين العربية والإسلامية، كما عُرف بجهوده وتفانيه في خدمة وطنه والمساهمة في نهضة المملكة في كافة المجالات، وتعزيز دورها الريادي على المستوى الإقليمي والدولي”.
وتقدم الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب “الحرية والعدالة”، بالتعازي لخادم الحرمين الشريفين في الأمير نايف.
وقال د.مرسي في تغريدة عبر موقع “تويتر”: “خالص التعازي لملك السعودية وشعبها في وفاة الأمير نايف ولي العهد رحمه الله”.
كما نعى الفريق أحمد شفيق، المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية في مصر، ببالغ الحزن الأمير نايف، محتسباً إياه بين الصالحين عند الله، وداعيا الله أن يتغمده بفسيح جناته.
ومن ناحية أخرى، أعرب عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عبر حسابه على موقع التواصل الجتماعي “تويتر” عن أصدق تعازيه للملك عبدالله بن عبدالعزيز، والشعب السعودي الشقيق، لرحيل الأمير نايف.
فرنسا وبريطانيا تنعيان نايف
ومن جانبه، أعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن تأثره “بوفاة ولي العهد السعودي وزير الداخلية الأمير نايف”، مؤكداً أن فرنسا “خسرت صديقاً”، وفق بيان للإليزيه.
وأورد البيان أن “السعودية خسرت رجل دولة طبع نهضة هذا البلد، وساهم في شكل حاسم في أمنه، وفي التصدي المشترك للإرهاب”.
وأضاف أن الأمير نايف “ساهم أيضا في شكل حاسم في تعميق العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية. ومعه، تخسر فرنسا صديقا أقامت معه شراكة واسعة”.
كما أصدر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، بيانا قدم فيه تعازي الحكومة البريطانية، وقال إنه حزين لسماع نبأ وفاة الأمير نايف، الذي خدم المملكة لسنوات بشرف عظيم وتفانٍ.
اتصالات من المغرب وتركيا ومصر وتونس
وفور الإعلان عن نبأ وفاة الأمير نايف، تلقى الملك عبدالله اتصالاً هاتفياً من العاهل المغربي، محمد السادس، أعرب فيه عن بالغ حزنه على وفاة ولي العهد.
بينما قدم الرئيس التركي عبدالله غول التعازي بالأمير الراحل في اتصال هاتفي مع العاهل السعودي.
كما تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً من رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر المشير حسين طنطاوي، عبّر خلاله عن تعازيه ومواساته في وفاة الأمير نايف.