الحديدة نيوز موقع إخباري يمني مستقل مختص بنشر الأخبار والقصص الإنسانية والتقارير من محافظة الحديدة-اليمن، الحديدة نيوز، hodeidah news
الحديدة نيوز / فؤاد الجيلاني
رحلت مع موجة النازحين المتجهين الى صنعاء حين صعد طيران التحالف السعودي من ضرباته الوحشية على مدينة الحديده ، مما اثار الخوف والهلع في نفوس السكان ، فنزحت اسر كثيرة الى عدة محافظات ومناطق امنة.
في مدينة صنعاء استقر بها الحال وتعرفت اسرتها على اسرة لديها احد ابنائها يعيش مغتربا لدى دولة السعودية ، اعجبت الأسرة بجمال احلام وخفة روحها وتم طلبها للزواج بهذا الأبن.
أحلام مثلها مثل معظم الفتيات في سنها تحلم بالزواج من رجل ثري ولديه امكانيات مادية تضمن لها المعيشة في مستوى ينأى بها عن فاقة الجوع والفقر ولتفاخر وسط صديقاتها بحياة الترف والثراء التي سوف تحياها في عز زوجها الذي سوف تختاره ، لذلك قبلت ان تتزوجه بل وطارت من فرحتها وشكرت الله انه حقق حلمها و رغبتها.
حضر الأبن واقيمت مراسم الزواج وامتدت مائدة امتلأت بالبذخ الزائد وعاشت احلام في كنف هذا الزوج شهر واحد ثم قرر العودة الى عمله ووطن الإغتراب وقبل ان يغادر ، رسم في مخيلتها عالم من الفخامة والثراء سوف تحياه وتعيشه معه هناك ، ووعدها ان يرسل في طلبها بعد فترة ما إن يرتب اوضاعه ويرتب اجراءات سفرها اليه في ارض الغربة.
رحل زوجها وتركها تعاني ألم الفراق وشتات الوحدة وحرمان النفس من ضمات الزوج وحنان احضانه.
عاشت ايام مزقتها وحشة الغربة و الإشتياق للوليف و انيس الليالي.
اتصلت به تشتكيه اليه وتصف له جنون اشتياقها ومحبتها ورغبتها في الذهاب اليه ، وهو وعدها بسرعة انهاء اجراءات طلبها وترتيب اوضاعه وارسل اليها مبلغ 2000 ريال سعودي ليعينها على الإنتفاع به فترة غيابه تحويل عبر احدى الصرافين المعتمدين.
خرجت على عجالة من امرها فرحة بمبلغ الحوالة الذي ارسله زوجها واخذت معها ابن اختها التي تكبرها سناً دون ان تستئذنها.
اوقفت سيارة تاكسي وطلبت منه ايصالها الى حيث موقع الصراف ولم تشترط معه على الإيجار لأنها نوت في نفسها ان تكرمه وتغدق عليه العطاء.
و بينما السيارة تسير بها الى محل الصرافة رن جرس هاتفها وكانت اختها تسألها عن ابنها ، طمأنتها احلام ان ابنها معها وانها في طريقها الى محل الصرافة لتستلم المبلغ الذي ارسله اليها زوجها من السعودية وسوف يعودان معاً ما ان تستلم المبلغ.
استمع سائق التاكسي الى محادثتها الهاتفية مع اختها وتحفزت كل خلايا الإجرام الكامنة بداخله ، وبسرعة بديهة قال لها انت طلبتني ان اوصلك الى عنوان الصراف الرئيسي ، وهنالك ازدحام دائم وسوف يسلمك نقود قديمة وممزقة ، مارأيك ان اخذتك الى احد فروعه التي في اماكن هادئة وغير مزدحمة ، وسوف يوفرون لك نقوداً سليمة ونظيفة.
بسذاجة صدقته المسكينة ووافقت ان يذهب بها الى فرع اخر هادئ وغير مزدحم ، غير عالمة بما قد كنه في نفسه هذا الشيطان وبما دار في رأسه من افكار ووساوس شيطانية إجرامية.
فرح المجرم بسذاجتها واخذ هاتفه الجوال وكتب عدة رسائل نصية لشركائه في الإجرام والوحشية المتجردة من كل معاني الإنسانية.
توقفت التاكسي امام محل الصرافة وقبل ان تهم احلام بالنزول اراد ابن اختها ان يأكل ، سارع السائق يصف له محل بوفية بعيد نوعاً ما عن محل الصرافة واعطته احلام نقوداً كي يشتري له ساندوتش ومن ثم يلحق بها الى محل الصرافة.
دخلت احلام لتستلم حوالتها وفرحة غامرة تملؤها وفكرت ان تأخذ جزء من المبلغ لتشتري غداء جاهز من احدى المطاعم الفخمة لتتناوله في المنزل مع اسرتها ، وتخطط كيف ستصرف النقود ونوت ان تشتري علاج امها المريضة وستعطي لأختها ايضاً وووووووو.
استلمت حوالتها وخرجت وجدت سيارة التاكسي في انتظارها ولكن ابن اختها لم يعد بعد ، قررت انتظاره بداخل التاكسي حتى يعود ، وما ان فتحت باب السيارة حتى شعرت بيد رجل ثقيلة تدفعها لداخل السيارة ويدخل خلفها رجل ممتلئ البنية واغلق الباب خلفه ارادت ان تصرخ فإذا برجل اخر يدخل من الباب الأخر واطبقا عليها بعد ان كمما فمها كي لاتصرخ وبسرعة انطلق سائق التاكسي ، صارعها المجرمين واوسعاها ضرباً ولكما واطلقوا عليها سبع رصاصات قاتلة انهت حياتها وقضت على احلامها.
سكنت جثتها وفي اقرب زقاق رمى الوحوش الشيطانية بجسدها امام اول مكب نفايات وجدوه امامهم ، وفروا هاربين بمبلغ الفين ريال سعودي.
