هَل الشُّرطََةُ فِي خِدْمَةِ الشّعْب؟ (2) بقلم /المحامي احمدمحمد نعمان مرشد

‏  4 دقائق للقراءة        702    كلمة


 

 

 

 

هَل الشُّرطََةُ  فِي خِدْمَةِ الشّعْب؟ (2)

بقلم /المحامي احمدمحمد نعمان مرشد

الشرطة في كل أنحاء العالم وفي الدساتير والقوانين العربية والدولية  من أهم الشرائح الاجتماعية التي يقع على عاتقها حفظ الأمن والاستقرار  وتوفير الهدوء والحفاظ على السكينة والآداب العامة  واستقصاء الجرائم  وتعقب مرتكبيها  وجمع المعلومات  المتعلقة بها  وإثباتها في محاضرها  وإرسالها  إلى النيابة العامة  وأستدرك هنا  ما كان ينبغي أن يشار إليه  في المقال السابق رقم (1) حول معايير دخول الكليات العسكرية   في عهد الرئيس السابق (صالح )  وحديثنا  عن قبضته الحديدية عليها وعدم القبول فيها إلا بالمعايير السابق بيانها  بَيْدَ أننا نضيف معياراً استثنائياً  خاصا بمن حالفهم الحض من المتقدمين إليها  من أصحاب الكفاءة والنباهة والذكاء ممن  كانوا مجهولين الانتماء الحزبي لدى لجنة القبول للحزب الحاكم  فيُقبلُون وبعد التخرج يوزعون مع زملائهم  إلى المؤسسات الحكومية  وأقسام الشرطة وكان لهؤلاء  الضباط الشرفاء دور فعال في الإدارات التي يوزعون للعمل فيها  وبقدر نسبة تواجدهم  ومن مزايا تواجدهم  إيجاد السكينة العامة  والعمل بالقانون نوعا ما وتلقي شكاوى   المواطنين والتحقيق فيها   وإحالة ذلك إلى جهة الاختصاص  مع  الأطراف  ومثل هؤلاء  نادرون  فَقَلّما  تجدهم  بسبب  النظام  الذي كان  لا يشجعهم  ولا يرقيهم   لاسيما  إذا  كانوا  لا يمدون أيديهم  إلى الرشوة  ولا إلى استغلال الوظيفة العامة  أو العنترة على المساكين  ومن خلال استقراء الواقع  فانك تجد نسبة الضباط الشرفاء الوطنين بالنسبة للضباط الفاسدين  كالشعرة البيضاء في الثور الأسود وكم  نشعر بالارتياح والسعادة  عندما نذهب إلى بعض الدوائر الحكومية  ومنها أقسام الشرطة ونجد مثل هؤلاء ويتساءل البعض كيف لو زاد عددهم   ؟ لصلح الوضع  واستتب  الأمر وقل الفساد ولكن  ولكثرة الضباط الفاسدين  فقد كنتَ تجد بعض المواطنين يتركون  الكثير من حقوقهم وربما يتنازلون عنها بسبب  الفساد الذي عم الدوائر الحكومية فإذا ما قلت لشخص  ما  قدم شكواك  إلى الشرطة فالشرطة في خدمة الشعب  يضحك عليك ساخرا ويرد  (الشرطة في خدمة الجيب والوساطة وتوجيهات النافذين )  ناهيك أن النظام كان يشجع الفاسدين الذين لايهمهم جمع المال من حلال أو حرام كما لا يهمهم حفظ حقوق الناس وحرياتهم أو  انتهاكها الأمر الذي  اوجد هوةَ  وعداءً بين الشرطة والشعب  إلى درجة أن المواطنين  فقدوا الثقة تماما  بمأموري الضبط القضائي  ولذلك تجد العداء  موجوداً بين  الشرطة  والمواطنين فلربما أن الآخيرين  يعتبرون الشرطة  المكلفين  من جهة الاختصاص  بإحضارهم  أكثر عداءً  من الخصم الحقيقي لان نظام الرئيس السابق كان قد غرس في الأذهان أن الشرطة والجيش تابعون له  وليسوا حماة الشعب والوطن ولذلك  وُجِد العداء الأزلي بين الفريقين واستمر حتى انطلاق الثورة الشبابية السلمية  في فبراير 2011م ولا يزال العداء قائما عند البعض حتى الآن  بسبب الثقافة الظلامية السابقة  وكلنا يعلم  إهمال النظام لحقوق هذه الشريحة ومقدار رواتبها  الزهيدة التي  لا تكفيهم حتى لسد الرمق  والحاجة   الضرورية وبدلا من أن يُنْظَر إلى وضعهم باعتبارهم حماة الوطن فتُرفَع رواتبهم حتى لايمدون أيديهم إلى الرشوة والاختلاس لكنه ترك لهم الحبل  على الغارب  فتجد بعضهم   يمدون أيديهم لإستلام الرشوة ويتلاعبون بقضايا الناس وقلب الحقائق والوقوف مع الظلمة ضد المظلومين وللنظام هدفه  من ذلك وهو  شق العصا بين  الشعب والعسكر ليستقوي بالعسكر على الشعب وذلك ما حصل  ونضرب  مثالاًًً  لك على صيغة سؤال أيهما أكثر ظلماً الإمام احمد حميد الدين الذي وجه جيشه بالقول  العدين فودكم وخولان فودكم !! أم الرئيس السابق علي  صالح  الذي وجه الشرطة والجيش  (الشعب فودكم)  ولك أخي القارئ أن تصدر حكمك في ذلك وللحديث بقية في مقالا آخر إنشاء الله .

 

عن arafat

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

هَل الشُّرطََةُ فِي خِدْمَةِ الشّعْب؟(1)

‏  5 دقائق للقراءة        815    كلمة

 

هَل الشُّرطََةُ  فِي خِدْمَةِ الشعب

بقلم المحامي احمد محمد نعمان مرشد

 

كم كنا نسمع قبل سنوات برامج إذاعية وتلفزيونية  تتحدث عن الشرطة وأنها في خدمة الشعب وقد كانت هذه البرامج  جميلة ورائعة  تحمل  مدلولات  نابعة من روح الدستور والقانون   ناهيك   أنها جذابة   في شكلها  عليلة  في موضوعها متعثرة  في تطبيقها  وليعذرني  الأخوة  الضباط  والصف  الجنود  إن قلت أن الشرطة  كانت  في العقود الثلاثة الماضية  خادمة للفرد  والأسرة  والنظام الفاسد ولم تكن  في خدمة الشعب  والوطن لان الشعب والوطن  كان  يكفيهما  البرامج الإعلامية   التي  تنشر  بهدف التضليل  على الرأي  العامة  ليس  إلا  واكبر  شاهد  على ذلك  انحياز  أقسام الشرطة  في معظم  محافظات الجمهورية إلى الوقوف  قبل  الثورة  وأثنائها مع صالح   ونظامه الفاسد  وقيامهم   باختطاف الناشطين  السياسيين   والحقوقيين  والثورين  وإخفائهم   وحبس  من قدروا عليهم من الثوار وذلك  بسبب ثقافة النظام الغبية  التي  تربو  عليها جعلتهم خدامين  للنظام الدكتاتوري  ومتنكرين للشعب والوطن  وكانت النصوص  الدستورية والقانونية المتعلقة بالشرطة  في واد  والواقع  المُعَاش  في واد  آخر  ولأن النظام  اليمني  احد الأنظمة العربية العسكرية الدكتاتورية  فقد  كان يعامل  الشعب  معاملة العبيد  الذين  لا  يشتروا  إلا والعصا  معهم  لضربهم  وإخضاعهم  وإذلالهم  ولذلك  استطاع  نظام الرئيس  السابق (صالح )   أن يقسم المجتمع إلى قسمين (الأول)  العسكر  وهم   القادة  وأصحاب  الصولة  والجولة  والتنفذ  واهم  شيء  أن يكون  عند الواحد  منهم  رتبة  عسكرية  وسيارة  تحمل  رقم الشرطة  والجيش  أو حكومي  أما القسم (الثاني)  فهم المواطنون  المساكين   الغلابة  على أنفسهم   وهم الضحية  ووضعهم الاجتماعي   محكومين  لا حاكمين  ومظلومين  لا  ظالمين  ومُرشِّحِين  لا مرشَّّحين  ومصفقين  لا متكلمين   ومسجونين  لا سجانين  ومدهوفين  لا  داهفين وو….الخ  هذه الثقافة التي  أرساها نظام الرئيس السابق  فابن الضابط  يولد  ضابطا  وابن العسكري  يولد  عسكريا  وابن المواطن المسكين  يولد  خادما  ومنفذا  للأوامر   وتوجيهات  الضباط  والصف  ومصفقا  لكل  ما يقوله الوالي  المعظم فجميع  أولاد  صالح وأولاد  أخيه  وأولاد  قادته العسكريين   كلهم ضباطا يحتلون  اكبر المراكز القيادية في الجيش  والأمن  ومهمتهم  الأساسية  حماية كرسي الحاكم  الذي  كان يجلس  على رؤؤس الثعابين حسب زعمه  هذا بالإضافة إلى تكميم أفواه الأحرار   وإخراسها  فالجيش  والأمن يتبع  ولاءات   وأشخاص  ولا يتبع  نظام  دولة   ولم  يكن يوما  ما   يتبع  المؤسسة الوطنية  المستقلة  يقودها الكفاءات الذين  لم تتلطخ   أيديهم  بدماء  شباب الثورة    أو جرائمه  ضد الشعب اليمني   أما  الكليات العسكرية  المختلفة   شرطة  وطيران  حربية وبحرية  ودفاع  جوي فكلها  بيد أقارب الرئيس  السابق والمقربين  منه  وهي  حكرا  عليهم  وعلى أولادهم من بعدهم  والموالين  لهم ومن رغب  في الالتحاق  بإحدى الكليات المذكورة  من أبناء الشعب  المحكومين   ومحرمة  عليهم  إلا  من كان  أبوه  تاجرا   أو مغتربا  أو مالكا  لأرض  فيبيع أغبطها   ويدفع الملايين  حتى  يكون مقبولا  في هذه الكلية  أو تلك    ولان دخول  مثل هؤلاء  الكليات  كانت بالوساطة 

 والرشوة  والمحسوبية  والمجاملة  فماذا تتوقعون   أن تكون  نتيجة  دراستهم   وثمرة تعليمهم   وكسف  سيكون  تعاملهم  في الإدارات   التي  وزعون

للعمل بها  لاسيما  وأنا  أقاربهم  قد قدموا  مبالغ كبيرة   كالرشاوي  ومن كان  نجاحه  بالرشوة  والغش   فكيف سيكون  عطائه  لخدمة ألمجتمعه  وكيف  سيتعامل  مع المواطنين  عد تخرجه  ان كان   في إدارة امن  أو قسم  شرطة أو في أي مرفق حكومي  هذا  ما سيكون  إيضاحه  وبيانه في المقالات القادمة بإذنه تعالى.

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *