وصفي.. طبيب يمني غادر«الحديدة» ليُعالج في«مصر»

الحديدة نيوز- منتهى حسين:

لا يـفوح من الحديدة إلا الفُـل والروائح الزكية التي يبقى أثرها دائم لدى الناس،وهكذا هم من ترعرعوا وعاشوا في الحديدة وتعّـلموا وعلّـموا فيها،تكون أعمالهم الطيبة خالدة ولها الأثر الطيب في اليمن وخارجه،من بين أولئك النماذج المشرفة شاب وأستاذ جامعي عمل لسنوات طويلة في جامعة الحديدة وتدرج في مختلف المناصب الأكاديمية فيها،وفي ذات الوقت هو طبيب ناجح كان صدره مفتوحاً قبل أبواب عياداته لخدمة أبناء الحديدة وتلمس احتياجاتهم الطبية.نتحدث هنا عن الدكتور وصفي،الذي ذاعت شهرته خارج اليمن حتى أصبحت كالنار في الهشيم،فمن هو الدكتور وصفي؟،ولماذا أختار مصر مقراً لرحلته العملية الجديدة؟ولماذا حقق شهرة واسعة في أرض الكنانة؟.

حلم الطب في الحديدة  :

أجمل سنوات العمر التي لا تُـمحى من الذاكرة تمر أيام سنوات من العمر، لكن أيام تواجدي في الحديدة حيث كنت اعمل في جامعة الحديدة كمعيد أكاديمي له وقع خاص في القلب أكثر من أي فترة أخرى، تضل الذكرى نقطة البداية هي الأجمل،كانت تلك الكلمات مفتتح حديث الدكتور وصفي عبدالله،لـ”الحديدة نيوز”،حينما تذكر أيامه الأولى في مدينة الحديدة غربي اليمن.

أربعة أعوام عمل فيها الشاب العشريني وصفي عبدالله قائد المولود سنة 1983،عمل في جامعة الحديدة ،وفيها ساهم مع مجموعة من الأكاديميين أمثال الدكتور قاسم بريك، ابوبكر راسل من أجل تأسيس أول كلية للطب والعلوم الصحية في مناطق الساحل الغربي وتهامة بشكل عام،كان وصفي عبدالله المتخرج من جامعة ذمار سنة 2006،يعمل ليلاً نهاراً كي يتحقق حلم أبناء تهامة بتأسيس صرح أكاديمي يُعنى بشؤونهم الصحية.

يقول الدكتور وصفي” كان هناك نقص في الكادر وتحملت عبىء كبير من أجل المساهمة في استمرار تحقيق الحلم بتخريج أفواج من كلية الطب بهدف خدمة الحديدة واليمن”.

تخرج على يدي الدكتور وصفي الذي كانت درجته الأكاديمية مدرساً في كلية الطب، تخرج على يديه ثلاث دفعات من طلاب أبناء الحديدة وغيرها من المحافظات اليمنية القريبة منها، جُـلهم لديهم شغف للعلم ولديهم صفاء ذهني،وتميز بحكم أنهم يعتبروا الدفع الأولى المتخرجة من كلية الطب في الحديدة.

سكن الدكتور وصفي  في شارع صنعاء جوار حديقة الشعب وعاش حياة عزوبية قاسية لكنها من وجهة نظره كانت أيام رائعة حقق فيها ذاته وساعد غيره في تحقيق ذواتهم،يقول وصفي”كان معي زملاء مهندسين يعملون في الصندوق الاجتماعي للتنمية  في ذات السكن، كنت رغم قساوة المعيشة دون عائلة اقضي وقتي في القراءة وتحضير المحاضرات “.

يوصف الدكتور وصفي تلك الأيام بأنها كانت أسعد أيام حياته،لأنها البذور الأولى والسلالم الأولى لتحقيق طموحاته في خدمة أبناء الحديدة واليمنيين والإنسانية بشكل عام.

يتذكر الدكتور وصفي أظرف موقف حصل له  حينما استلم أول راتب له من جامعة الحديدة وكان حينها 60الف ريال يمني،وحينها من فرحته بالراتب الجديد ترك ركوب الدراجة النارية التي كان متعوداً عليها،واستقل سيارة تاكسي.كتعبيراً منه تدشين مرحلة جديدة من حياة الكفاح التي عاشها ومازال يعيشها .

الأقربون أولى بالمعرف    :

عام 2010تزوج الدكتور وصفي،وكانت مرحلة جديدة في حياته العاطفية انعكست إيجابا على حياته المهنية والأكاديمية،حينها ترك وصفي بصمات متميزة في عمله الأكاديمي كأستاذ مساعد لماده ترميم وتجميل الأسنان في جامعة الحديدة وهو الأمر الذي جعل الجامعة تكافئه من خلال إبتعاثه إلى جمهورية مصر العربية لمواصلة دراساته العليا،وبالفعل حصد وصفي درجة الماجستير من جامعة القاهرة سنة 2٠١٤ ،وبسبب تفوقه المستمر في دراسته الأكاديمية في مصر ،قررت الحكومة اليمنية أن تواصل ابتعاثه لدراسة الدكتوراه في القاهرة،وبالفعل حصل وصفي على الدكتوراه من جامعه القاهرة عام ٢٠١٨.

شارك الدكتور وصفي في مجموعه من الدورات والندوات والمؤتمرات الطبية العالمية،وحقق تميزاً بشهادة عدد من زملاؤه الذين التقى “الحديدة نيوز“بهم.

كما كتب عدد من الأبحاث العلمية التي أثرت المكتبة الطبية في اليمن ومصر.

حينما اندلعت الحرب في اليمن لم يستطع الدكتور وصفي الرجوع الى الحديدة،فأضطر أن يفتتح مشروعه الخاص وهي عيادة طبية في منطقة المنيل التي التي تتواجد فيها العديد من العائلات اليمنية ، إذ يقدم الدكتور وصفي مختلف المعالجات السنية المختلفة بأسعار وإتقان وخدمه منافسه على الصعيد الطبي،وهو الأمر الذي جعل عيادته مزاراً لكثير من اليمنيين وحتى المصريين .

تقول إحدى النساء اليمنيات المقيمات في القاهرة لـ”الحديدة نيوز“،”كان الدكتور وصفي يقدم لنا خدمات كثيرة وساهم في علاج اسناني بأسعار تتناسب مع مدخولنا المادي الضئيل،كل ذلك لأنني يمنية”.

يختتم الدكتور وصفي حديثه لـ”الحديدة نيوز“قائلاً” لحم أكتافنا هو من وطننا ولا ينسى ذلك إلا اللئيم ، يتحسن الوضع وسنعود إلى وطننا “.