يحصل في الحديدة: عاقل ومسلحين يهاجمون مدرسة ويجبرون طلابها على القفز من السطوح
الحديدة نيوز / خاص
في مشاهد عدوانية مرعبة، أقدمت مجموعة مسلحة على مهاجمة مدرسة أساسية في قرية “المعبار” منطقة المراوعة في محافظة الحديدة، وقامت بتكسير النوافذ وتحطيم الكراسي وبث الرعب في نفوس الطلاب والاعتداء عليهم، بالإضافة إلى الاعتداء على مدير المدرسة وضربه ضرباً مبرحاً، دون مراعاة لحرمة المدرسة وشرف ومكانة التعليم، وبراءة التلاميذ الصغار الذين أصيب الكثير منهم خلال الاعتداء..
“المستقلة” زارت مدرسة الهدى واستمعت إلى شهادات حية من طلاب وطالبات المدرسة وأولياء أمورهم.. تقول منى علي عبدالله، ذات العشر أعوام “واحد منهم- أي المهاجمين- ركلني برجله وجعلني أهوي من أعلى درج المدرسة إلى أسفلها”.. بينما يقول تلميذ آخر “واحد منهم صفعني على وجهي”.. ويؤكد الطلاب وأولياء أمورهم أن الاعتداء نفذه المدعو منصور الريمي العاقل وسبعة أفراد مسلحون قدموا من مدينة الحديدة، واعتدوا على المدرسة والطلاب والمدير..
يقول حارس المدرسة “ولدي مصاب بعدما قفز من الدور الثاني، هرباً من المسلحين الذين يقودهم الريمي، الذين حاصروا المدرسة وبعد تأكدهم من وجود المدير قاموا باقتحامها، حيث قام بعضهم بالتوجه نحو المدير والاعتداء عليه وقاموا بسحبه من الدور الثاني إلى الخارج، في حين توجه بعضهم نحو الفصول الدراسية، وأثاروا الرعب في نفوس الطلاب الذين تفرقوا فزعين في كل الاتجاهات، وبدافع من الخوف الشديد قام نحو خمسة عشر تلميذاً بالقفز من الدور الثاني إلى الأرض، وتعرضوا لإصابات بعضها خطيرة، مستنجدين بأهل القرية..
تم إسعاف المدير إلى المستشفى بعد تعرضه لضرب مبرح، وبقي الطلاب يعانون من آلامهم وفجائعهم يقول أحد التلاميذ “ابن العاقل كان يمارس علينا الكارتيه”، وبعد أن شاهد رجال القرية الطلاب وهم يتقافزون من الدور الثاني سمعوا صراخهم، تجمعوا بسرعة وهرعوا نحو المدرسة وتمكنوا من محاصرة المعتدين وقبضوا على منصور الريمي- العاقل ومجموعته المسلحة وأغلقوا عليهم في إحدى الفصول.. ولم يتجاوب مكتب التربية بالمحافظة مع شكاوى أولياء الأمور بشأن الاعتداء..
قام أحد المشائخ بإبلاغ أمن المراوعة بالحادثة، فأقبل أثنين من الجنود واقتادوا المعتدين الذين قيدهم أبناء القرية بحسب ما قاله أحمد سعيد أحد أعيان القرية، لكن إدارة البحث الجنائي- كما قال عاقل القرية دويد محمد سالم- قامت بالإفراج عن العصابة وزعيمها بعد ما أصلحوا بينهم وبين مدير المدرسة المختلفين حول قضية تجارية.. لكن لم يتم معالجة ما تعرض له الطلاب من اعتداء وما أصابهم من خوف وفزع، لم يتم رد الاعتبار للتعليم، ولا حل قضية الحق العام، ولم تتخذ الجهات الحكومية شيئاً يعيد الحرمة المنتهكة للمدرسة وطلابها الذين ما زالوا لا يستطيعون الذهاب للدراسة في مدرستهم خوفاً من تكرار المشهد المرعب والاعتداء الغاشم عليها مناشدين الجهات المعنية والنيابة العامة الوقوف أمام هذا الاعتداء وإحالة من قاموا به إلى العدالة.
*المصدر: صحيفة المستقلة