يصادف اليوم 6 أكتوبر ذكرى حدثين هامين في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، الأول يتمثل في تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، والثاني اغتيال صاحب القرار السياسي في حرب أكتوبر.
حرب أكتوبر، هي الحرب الرابعة التي دارت بين دول عربية وإسرائيل منذ تأسيس هذا الكيان العام 1948، وتعرف بأسماء عدة، فهي حرب “العاشر من رمضان” لدى المصريين، وحرب “تشرين” للسوريين، وحرب “يوم الغفران” للإسرائيليين.
تلك الحرب جرت العام 1973، وانطلقت بمبادرة عربية، وحقق الجيشان المصري والسوري إنجازات هامة في أيامها الأولى في اتجاه سيناء وهضبة الجولان على جبهتين، عبرت خلالها وحدات الجيش المصري قناة السويس، وحطمت خط بارليف الحصين، واندفعت داخل شبه جزيرة سيناء لمسافة 20 كيلو مترا، ونجح الجيش السوري هو الآخر في التوغل في عمق هضبة الجولان، ووصل إلى بحيرة “طبريا”.
وفيما بعد، تمكن الإسرائيليون من فتح ثغرة الدفرسوار، وعبروا إلى الضفة الغربية لقناة السويس، وأطبقوا الحصار على الجيش الثالث المصري، وبالمثل تمكنوا من إيقاف الجيش السوري واستعادوا الهضبة التي حرر قسم كبير منها لفترة قصيرة من الزمن.
انتهت تلك الحرب بتوقيع أطرافها على اتفاقيات فك الاشتباك، وكان الإنجاز الأبرز لها أنها حطمت حينها عمليا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وبذلك عُدت تلك الحرب نصرا مؤزرا، وبات السادس من أكتوبر رمزا خالدا له.
أما الذكرى الثانية التي ارتبطت بهذا التاريخ، فهي اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات في 6 أكتوبر/تشرين الأول1981، خلال عرض عسكري احتفالا بذكرى الانتصار في حرب أكتوبر.
وفيما كانت الدبابات والآليات العسكرية تهدر أمام المنصة، حيث جلس الرئيس المصري محمد أنور السادات والمسؤولون المصريون الكبار يراقبون الطائرات الحربية المصرية وهي تحلق فوق سماء المنطقة، توقف الزمن وانطلق الرصاص باتجاه المنصة، وترجل خالد الإسلامبولي من شاحنته التي تجر مدفعا مهاجما المنصة.
في تلك اللحظات، تغير طعم التاريخ. فمنذ ذلك الوقت فقد السادس من أكتوبر تفرده، وأحد أهم صانعيه، واقترن بموت “الريس” الذي حضر إلى المنصة مطمئنا خالي البال، ليكون بين صفوف الجيش وصفوف الشعب، لكن الرصاص أسدل الستارة على تاريخ هذا الرجل.
ولعل ما جرى في السنوات اللاحقة من انهيارات على كل الأصعدة في المنطقة العربية يؤكد أن حادثة المنصة كانت البداية لحقبة مظلمة لا تزال تهز المنطقة بسلسلة متوالية من النكبات.