مدير أمن الحديدة تم ضبط الكثير من الأسلحة المهربة والاختلالات الأمنية!
الحديدة نيوز- الجمهورية نت
تدخل بلادنا ضمن أعلى النسب عالمياً لأفراد الشرطة بقياس حجم الشرطة بحجم السكان, بل وتتجاوز الحد الموصى به عالمياً بثلاثة أضعاف, ففي حين تُوصي الأمم المتحدة بأن يكون متوسط قوة الشرطة (222)شرطياً لكل مائة ألف مواطن, فإن متوسط ذلك في بلادنا هو (715)شرطيا لكل مائة ألف مواطن.. ورغم ذلك فإن الكفاءة الأمنية لجهاز الشرطة لا ترتقي إلى مستوى حجمه ولا حتى إلى نصف أو ثلث مستوى الحجم. وتشير الدراسات إلى أن سوء توزيع الأفراد وتركز نسبة كبيرة من القوة الأمنية في الأمانة وفي عواصم المحافظات يُعد سبباً رئيساً في تدني المستوى؛ إذ يُفترض توزيع القوة الأمنية وفقاً لحجم كل منطقة ومديرية.
وفي هذا اللقاء نناقش مع العميد محمد المقالح مدير أمن محافظة الحديدة بعضاً من جوانب هذا الموضوع على مستوى المحافظة, وانعكاسات ذلك على الوضع الأمني فيها واحتياجاتها الأمنية, وكذا مواضيع أخرى تتعلق بعمل الشرطة.
توزيع
>>.. بداية نود أن تعطينا صورة عن توزيع القوى الأمنية في محافظة الحديدة، وهل يتناسب هذا التوزيع مع حجم كل مديرية من حيث عدد سكانها و مساحتها الجغرافية؟
ـ بالنسبة لتوزيع القوى تم الآن توزيع القوى لكل مديرية من مديريات محافظة الحديدة على حسب الحجم السكاني تم في الآونة الأخيرة تطبيق هذا المبدأ.. بينما في السابق كان هناك قلة في أعداد القوى الأمنية، لكن الآن تم رفدنا بقوة أمنية جديدة خلال هذا العام وتم توزيعها على كل مديريات المحافظة، وهناك قوى كافية بالنسبة للمديريات فالحماية الأمنية موجودة بكثافة وإذا احتاجوا إلى تعزيز أو استدعى الأمر تعزيزهم بقوة أخرى فنحن نقوم بتعزيزهم من داخل المحافظة.
>>.. كم نسبة الأفراد الموزعين على المديريات خارج عاصمة المحافظة؟
ـ لدينا قوى في الأمن المركزي والنجدة وقوى الأمن العام وهي قوى كافية بالنسبة للمحافظة ولا يستحضرني الآن قوام أعدادها وما أستحضره الآن هو أن أعداد قوى الأمن العام بحدود 4000 جندي تقريباً 40 % من القوى موجودة في عاصمة المحافظة و 60 % موزعة على المديريات.
>>.. ألا يُعد ذلك خللا في نسبة التوزيع بأن يتركز في عاصمة المحافظة كل أفراد الأمن المركزي وأفراد النجدة, و40 % من أفراد الأمن العام, مقارنة بنسبة سكانها التي لا تتجاوز 20 % من إجمالي تعداد المحافظة؟
ـ لا أعتقد أن ذلك اختلال؛ لأن عاصمة المحافظة هي اكبر مدينة موجودة وعدد سكانها يفوق كل المديريات ولذلك جعلنا فيها قوى احتياطية لدعم أي مديرية تحتاج إلى قوة.
خطة الانتشار
>>.. ما هو تقييمكم لخطة الانتشار الأمني التي نفذتها الداخلية منذ سنوات، هل ترون أنها حققت الهدف المطلوب؟
ـ كان الهدف منها التوزيع العادل للمديريات وأيضاً حفظ الأمن في كل مديرية بأعداد كافية وحققت جزءا بسيطا من النجاح لأنها شابتها بعض العيوب مثلاً هناك بعض الإشكاليات التي حدثت في الماضي وهي اختلالات بسيطة هي نفسها العيوب التي أقصد كغياب وفرار الجنود أيضا التنقلات التي تمت بصورة مزاجية فقط، لكن هي هدفها رائع وإنما كما قلت هناك بعض العيوب التي شابتها.
>>.. محافظة الحديدة محافظة ذات مساحة واسعة ومفتوحة, ألا ترون أن ذلك يمثل عبئاً وإشكالاً أمنياً بحاجة إلى توزّع ونشر للقوات الأمنية لإحكام السيطرة الأمنية فيها؟
ـ أكيد لأن المحافظة مفتوحة وكبيرة ومتمددة وتحادد البحر من الغرب وبقية المحافظات الأخرى من الشرق والجنوب والشمال وهناك إشكالات أمنية كثيرة وهي متوسطة لخط مرور عبور إلى المملكة العربية السعودية أيضاً لذلك هناك تعقيدات كثيرةً جداً نحن بصدد حل مشاكلها وضبطها وتحقيق خططنا التي نكتبها ونصيغها على أرض الواقع هذه تفيدنا، تطبيق الإغلاق الكامل للمحافظة في حال حصول جريمة هذا بحاجة إلى إمكانيات كبيرة جداً ونناقش هذا الموضوع مع الأخ وزير الداخلية ونحن بصدد تقييم الموقف هذا بحيث يتم إغلاق المحافظة في حال حصول أي خلل أمني طالما وهي منطقة مفتوحة وهناك منافذ للدخول والخروج من قبل بعض الجماعات المسلحة التي تدخل إلى المحافظة فلا تمر عبر الخطوط الرسمية ونحن عاملون خطة لإحكام السيطرة إن شاء الله قريباً.
>>.. لماذا لا يتم استغلال الوفر الكبير لقوات الأمن المركزي والنجدة في تحقيق انتشار أمني أفضل في المحافظة؟
ـ الندوة العلمية لهيكلة الوزارة تحدثت عن عدد من الاختلالات الأمنية المتمثلة في عدم خضوع قوات الأمن المركزي وكذا قوات النجدة أو الشرطة الراجلة لإدارات الأمن وهذه القوات تدار مركزياً, ومع إعادة هيكلة الداخلية سيتم حل مثل هذه الاختلالات وهذا تم الحديث عنه في المشروع الذي نحن فيه بصدد الهيكلة وتحدثوا أيضا حتى عن غرفة العمليات وكذلك كلام رئيس الجمهورية كان واضحاً حيث ذكر عمليات في النجدة وعمليات في الأمن المركزي وعمليات في الأمن العام يفترض أن تكون غرفة عمليات واحدة تخضع لمدير الأمن فقط وليس غرف عمليات لكل مكان.
>>.. بعد توجيهات الرئيس ماذا ستفعلون؟
ـ نحن بصدد عملية الهيكلة الآن وسيوضع بعدها برنامج جديد للكل على أساس أن تطبق الهيكلة على الكل وتطبق التعليمات هذه على الكل وستنزل رسمياً على الكل ما أقصده أنه وإن تعددت غرف العمليات هذه فالكل يخضع لأوامر المسؤول الأمني الأول.
جهود
>>.. ماهي الجهود التي تبذلونها لضبط الأمن بالمحافظة في هذه المرحلة التي يسعى البعض لزعزعة أمن البلاد فيها؟
* بداية مباشرة عملنا في المحافظة كان همنا الأول هو وقف إزهاق الأرواح وقف نزيف أي دم فبدأنا بضبط الأسلحة بضبط إطلاق الأعيرة النارية؛ لأنه كان اطلاق الأعيرة النارية تطلق في الهواء وتسقط على رؤوس الآمنين فالذي يصاب في عينه والتي تخرق بطنه فنهاك أشياء كانت مزعجة جداً، فأول شيء قمنا به هو وقف اطلاق النار وخاصة في الأعراس وأيضا استخدام الألعاب النارية بعد ذلك هدأت المدينة هدوءاً غير عادي؛ لأننا كنا نقوم بعمليات ضبط سريعة وإلى الآن نتعامل مع مثل الأحداث بسرعة التحرك وهذا مفيد جداً؛ لأننا نملك دوريات على مدار الـ 24 ساعة متحركة وعليه فأي مسلح أيا كانت شخصيته يتم القبض عليه فوراً بدون أي تردد؛ ولذلك تم الحد من الجريمة بمحافظة الحديدة أيضا تم منع دخول السيارات إلى محافظة الحديدة بدون أرقام مهما كانت لا نتعامل بأي معايير لا وساطة ولا محسوبية ولا مقبول تدخل أي شخص كان ولا نعير أي احد اهتماما؛ وإنما همنا الأول هو النظام وهذا الذي نحن معولون عليه الآن؛ ولذلك أعتقد أن محافظة الحديدة من المحافظات التي تقل فيها نسبة ارتكاب الجريمة.
>>.. يُقال إن محافظة الحديدة وتهامة بشكل عام من أكثر المناطق التي تسود فيها سلطة المتنفذين بشكل يدحر سلطة الدولة تماماً، ما مدى صحة ذلك؟
ـ لا أعتقد أن هناك سلطة فوق سلطة القانون مطلقاً لكن الذي يتصرف من ذات نفسه وبدون خضوع للنظام دوره ضعيف أصلا لكن نحن عندما نكون مع النظام وبيدنا القوة فنحن أقوى من الكل!
>>.. لكن سمعنا أن هناك سجونا خاصة يديرها بعض المتنفذين والمشائخ وقد أُثيرت أكثر من قضية بهذا الصدد؟
ـ لا هذا كلام كان في الماضي لكن الآن لا نقبل بوجود أي سجين خاص، وإن علمنا بأن هناك سجنا خاصا أو تم إبلاغنا فلن نتردد في التحرك وهذا كلامي أنا مسئول عنه وكلام صادق لا يحمل تزلفا ولا مزايدة فأي بلاغ سيصلني أن هناك سجينا يقبع في سجن غير قانوني فلا يمكن القبول به.
>>.. تشتهر الحيدة بأنها طريق التهريب والمهربين عبر سواحلها الممتدة, ما هي جهودكم في مكافحة هذه الآفة؟
ـ التهريب نحن خلال الفترة الماضية الناس كلها تعرف انه تم ضبط الكثير من الأسلحة المهربة، كما تم ضبط الكثير من الاختلالات التي كانت موجودة في الميناء، فقد تم ضبط أسلحة متعلقة بالمجهود الحربي كانت يستوردها المواطنون يعني لناس تجار وتم ضبطها في الميناء وكذلك الألعاب النارية المهربة ضبطت ومحجوزة في الميناء في 23 حاوية كانت قادمة من الصين تم استيرادها من قبل احد التجار اليمنيين، بالإضافة إلى كميات هائلة جداً من هذه الألعاب النارية تم ضبطها أيضاً وهي في طريق تهريبها عبر المخا كانت متجهة إلى الحديدة على أنها حلويات وتم إحالتها إلى المراكز على أساس تحجزها الجمارك لأن هذه الشحنات لا تملك تصريحاً فلا يمكن أن تخرج من قبضة ضبط الجمارك.
>>.. وبالنسبة لتهريب البشر؟
ـ تهريب البشر يتم فعلاً وهذه مشكلة بالفعل تؤرقنا وهذه حقيقة الكثير من الأفارقة يعبرون إلى السعودية ودول الخليج عبر اليمن لهذا المهربون يعاملونهم معاملة سيئةً جداً فلا الأمم المتحدة يمثلها مندوبها لشئون اللاجئين في اليمن علموا شيئا طلبوا منا في محافظة الحديدة ان يقوم محافظ المحافظة يمنحهم ارض وقد فعل وأعطاهم إلا انهم لم يعملوا بها أي شيء وكنا نتوقع ان يبنوا بها ملجأ للاجئين لكي يكون مأوى لأي لاجئ يحاول العبور لذلك اليمن لوحدها لا نستطيع ان تحل هذه المشكلة مطلقاً فلابد من جهود دولية لمشكلة الأفارقة الكبيرة جداً؟
>>.. هل هناك من يقوم بتهريبهم, أم أن التهرب يتم بشكل ارتجالي من قبل المتهربين؟
ـ نعم هناك أشخاص متخصصون بتهريبهم وقد تم القبض على بعضهم واكثر من ذلك حيث تم ردعهم بإطلاق النار فهناك رجال أمن تبادلوا معهم إطلاق النار وكانوا هم من باشر إطلاق النار على رجال الأمن لأنهم استوقفوا الأجانب وأطلقوا النار فحصل تبادل لإطلاق النار وسقط قتلى من المهربين انفسهم وهذه القضايا منظورة في جهة الاختصاص نيابة الحديدة.
>>.. وكيف تعاملتم مع من تم اعتراضهم من المتهربين؟
ـ كما قلت مشكلتهم كبيرة جداً، قمنا بتجميعهم لدينا في السجن التابع للبحث الجنائي بحكم عددهم الكبير الأمر الذي جعلنا عاجزين عن توفير الغذاء لهم فاضطررنا إلى طلب مساعدات من الجمعيات الخيرية لتدعمهم بالأكل، فمشكلتهم هي إنسانية بالدرجة الأولى فالأفارقة يتعرضون للتعذيب من قبل المهربين ومن قبل المجرمين في الطرقات ويموتون أحياناً بسبب السير على الأقدام لما يصيبهم من الجوع فيهلكوا وهناك حالات كثيرة حصلت بالنسبة للأفارقة ونحن نتألم لمثل هذا كونهم بشرا مثلنا.
>>..هل لديكم رؤية لإنهاء مشكلة تهرب وتدفق اللاجئين الأفارقة؟
ـ السواحل كبيرة في اليمن ومن الصعب ضبطها حتماً لا نستطيع فالذي يقول أستطيع القضاء على الجريمة فهذا يكذب فيما يقول؛ لأن اللاجئ إذا دخل اليمن تجد المشكلة أمامك لكن اذا كان هذا اللاجئ لايزال في البحر فحتى وهو في البحر أين تذهب به؛ فالمهربون يستلمون منهم مبالغ مالية ثم يقومون بإدخالهم في الليل إلى السواحل واذا وصل اللاجئ البلد فهذه مشكلة فلا تستطيع أن ترجعه البحر. كما أن اللاجئين لا يتم إنزالهم في الحديدة الا نادراً ويتم ضبطهم كما حدث في ميدي في اللحية أحياناً يقبض عليهم هناك لكن الأكثرية يأتون من محافظة تعز من المخا تلك مناطق معروفة للتهريب فيوفدون إلى الحديدة لكي يعبروا إلى السعودية وهذا غرض دخولهم الحديدة العبور فقط.
>>.. سمعنا أن هناك بعض الخلافات بين إدارة الأمن والسلطة المحلية في الحديدة أو بعض الجهات التابعة لها؟
ـ السلطة المحلية متفهمة الموقف الأمني ومتعاونة بشكل إيجابي قوي؛ لأن هدفنا مصلحة الوطن فكيف سنختلف اذاُ هذه حقيقة يجب أن نطلع عليها، فأي شخص يحمل في همه خدمة الوطن ومصلحة الوطن لن يختلف مع احد وبالتالي يكون كلامه منطقيا وموضوعيا، فالناس لا يختلفون إلا على المصالح لا أظن انهم قد اختلفوا على وطن.
>>.. كلمة أخيرة لكم؟
ـ أنا أدعو كل مواطن يمني خصوصاً أهالي محافظة الحديدة أن يسرعوا في الإبلاغ عن أي جريمة أو عن أي مسلح في الشارع أو أي خلل امني يرونه يتواصلون بغرفة العمليات ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك في أي لحظة ولن نتردد في أي شيء وما يهمنا هو مصلحة اليمن يهمنا من البلد هذا هو كل طموحنا.
* أكيد أن لكل عمل لابد له من صعوبات لكننا حقيقة كل همنا هو الوطن فكل الصعوبات خفيفة بالنسبة لنا!