خوف وجوع وبرد ..ثلاثية ابتلي بها اليمنيون في زمن الحرب !!
الحديده نيوز – خاص – علاء الدين الشلالي
تتعرض المناطق المرتفعة في اليمن هذا العام لموجه برد حادة لم يسبق لها مثيل منذ سنوات ماضية ، وتأتي موجه البرد القارس والتي تعرف محليا بـ”الصقيع” ،متزامنة مع استمرارالحرب المأساوية التي خلفت ثلاثة ملايين نازح داخل اﻻراضي اليمنية ،ومن سلم من النزوح والتشريد لم يسلم الخوف من الموت في كل حين يسقط فيه صاروخا فتاكا أو قذيفة مدمرة هنا أو هناك ، اضافة الى ان الحرب قد ضاعفت من اعداد الفقراء والمحتاجين الذين وصل عددهم الى نصف تعداد سكان اليمن ،وتقول منظمات دولية أن نصف سكان اليمن جائعين. ضريب وانين : و فاقمت درجات الحرارة المتدنية ، معاناة الالاف اليمنيين حيث زادت الحاﻻت المرضية واتلفت اﻻف الهكتارات من المحاصيل الزراعية ،يقول عبد اﻻله السنباني وهو احد مالكي مزارع القات في ذمار ” أن البرد هذا العام قد اتلف محصوله الذي كان سيدر عليه دخل مادي عندما يبيعة بمبلغ مليون ريال ، حيث اصيب بالضريب “لفظ في اللهجة المحلية يقصد به اقسى درجات البرودة ” ،
ويضيف السنباني متحدثا لـ” الحديده نيوز” ” منذ ستة عشر عاما لم نعرف في قريتنا هذا البرد واليوم خسرنا المال بسبب البرد ولم يعد باﻻمكان مواجهته بشتى الوسائل والسبل “. وفي منطقة عمران كان لشدة البرد مفعول مؤلم على اناس يقطنون في احدة مخيمات النازحين المتواجدة عند تخوم المدينة التي تبعد 50 كم عن العاصمة صنعاء يقول محمد عيفان وهو نازح يعول اسرة نزحت من محافظة صعدة الى عمران يقول لـ الحديده نيوز “انه لم يستطع المكوث مع اسرته في المخيم بسبب اشتداد موجة البرد فإحدى ابنتيه تصلبت عظامها وزوجته اصيبت بالتهابات حادة في الصدر اقعدتها عن الحركه وعلى اثر ذلك اضطر لنقل ابنته وزوجته الى احد المستشفيات في العاصمة صنعاء” ليالي بائسة : وفي العاصمة صنعاء ﻻيختلف المشهد كثيرا عن بقية المحافظات المتضررة من موجة البرد القارس فعلى ارصفة شوارعها، ينام مشردون ونازحون وعمال واخرين ﻻمأوى لهم تتفاوت اعمارهم وترتعد اجسامهم من شدة البرد الذي يلازمهم مع ساعات الصباح اﻻولى واخر ساعات ليلهم البائس،وجلهم تجدهم سط اكياس او يحتمون بقطع كراتين او بعض قطع من الاسفنج المهترئة. ومنهم من يحاول ايقاد كراتين وقليلا من الحطب للبحث عن الدفء ولكن دون جدوى .
يقول أحد المشردين الذي ينامون على اﻻرصفة رفض الكشف عن اسمه في حديثه لـ”الحديده نيوز” “لقد سئمنا من هذا البرد وتعبنا من الجوع ولم نعد نرجوا اﻻ ان يفرج الله علينا بمأوى نرقد فيه بدفىء وأمان ” الكوالح والموالح : ويصف الفلكي اليمني احمد الجوبي هذه اﻻيام بالصعبة والقاسية ويرى “هذه اﻻيام هي من أشد أيام الشتاء برودة ومن اسمها سنعرف مدى قسوتها، وقد قسمها اجدادنا الى مسميات مختلفة حيث تبداء يوم 25 ديسمبر من كل عام وتتميز ببرودتها الشديدة نهارا ومساءا وتشكل الندى فجرا وخروج البخار من الفم وسقوط اوراق الشجر .
وتنقسم على النحو التالي : الليالي البيض، والكوالح، والليالي السود، والموالح والصوالح . و الليالي البيض ومدتها 20 يوما يشتد فيها البرد الذي يباغت العظام ، اما الكوالح فمدتها تكون10 ايام ،والليالي السود سميت بهذا اﻻسم نظرا ﻻنها عادة ماتكون ليالي جامدة شديدة البرودة يقترب فيها الناس من مواقد النار واجهزة التدفئة ، أما الموالح فمدتها تكون 10 ايام ، والصوالح تمتد 10 أيام ،وبذلك يكون مجموع ليالي الشتاء البارده 40 ليلة تليها عشر ليالي يتقلب فيها الطقس فعادة تكون دافئة واحيانا باردة وتعرف هذه الليالي باسم العزازة ثم تتبعها ثلاثة ليال شديدة البرودة تعرف باسم قرة العنز ” وكست الثلوج الخفيفة مناطق بني مطر وحزيز بصنعاء ومناطق العدين في اب ، ويشكو معظم من يعيشون في تلك المناطق عدم حصولهم على بطانيات وفرش وملابس تقيهم من موجة البرد القارس ،وفي اﻻونة اﻻخيرة برزت مبادرات مجتمعية حاولت التخفيف من شدة هذا البرد على الفقراء والمحتاجين رغم أن بعض الناشطين في تلك المبادرات يعيشون خارج اليمن لكنهم أحسوا بمايعانيه ابناء جلتدهم داخل الوطن ، شاكر اﻻشول التربوي والكاتب اليمني المقيم في الوﻻيات المتحده اﻻمريكية واحدا ممن تبنى دعوة المنظمات والمبادرات الخيرية التي تعمل في اليمن للمساعدة في استقبال تبرعات تحتوي على ملابس وتوزيعها على الفقراء والمساكين في اليمن ،
يقول الاشول متحدثا ً لـ”الحديده نيوز” : ” هنالك الكثير من الخيرين في البلاد والكثير من المبادرات التي تستحق الدعم والأكيد أن مشوارنا للمساعدة طويل، سنحتاج الكثير من المساعدة وكل واحد منا بحاجة للعمل من زوايته ، وفكرة توزيع الملابس للفقراء والمعوزين في هذه الاجواء الباردة لم تأتي مني بل من اناس آخرين احبوا أن يساعدوا ويتبرعوا بالملابس لليمن واولئك الناس كانوا يتبرعوا الملابس سنويا لفقراء ومحتاجين من سوريا ودول أخرى وهذه المرة ستكون للمحتاجين في اليمن .” ويضيف الاشول ” هناك تفاعل قوي من الجمعيات والمبادرات الخيرية في اليمن وجُلها ابدت الاستعداد التام للتعاون وهذا التفاعل يبعث بالتفاءل والامل أن اليمن لاتزال في خير.”.