قصة شاب تهامي يُـعلم ” الموسيقى” في زمن الحرب !!

‏  7 دقائق للقراءة        1359    كلمة

 

قصة شاب تهامي يُـعلم ” الموسيقى” في زمن الحرب !!

الحديدة نيوز- خاص – علاء الدين الشلالي

أدت الحرب المهلكة في اليمن إلى تغيير انماط  المعيشة عند كثير من الشباب اليمني،  فمنهم من أصيب بحالات احباط ،ومنهم من تجاوز الصعوبات التي خلقتها ظروف الحرب واستطاع أن يحقق جزءا من أحلامه ويحول تلك الظروف السلبية إلى ايجابية تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه ، ومن الحديده والتي تعد المحافظة الاكثر تضررا في البلاد حيث حالات الفقر والبؤس المتزايدة يخرج أحد أبنائها ليعلن عن افتتاح معهدا لتعليم الموسيقى في العاصمة صنعاء ، متحديا كل تلك الصعاب ، امجد احمد فقيره الشاب الثلاثيني الحاصل على جائزة الدولة للشباب عن فئة الموسيقى يتحدث لموقع “الحديدة نيوز” عن قصة نجاحه في زمن الحرب .

استقر والد امجد في العاصمة صنعاء خلال فترة التسعينات ، وبدأ شغفه للموسيقى وهو في العقد السابع من عمره ، حيث كأن يستمع وجُـل تركيزه على كيف كانت تُـعزف الآلات الموسيقية ، وكان لديه فضول لمعرفة أسماء تلك الآلات ، والإيقاعات والطبول ، وكان يُـطلب منه أن يغني بعضا من الاغاني التي كان يستمع لها ويرد عليهم :بأنه لايعرف ترديد كلمات تلك الأغاني .

عن تلك الحقية يقول امجد لـ”الحديده نيوز” : ” كنت احاول التفريق بين الآلات واغمض عيناي و أتخيل كيف كانوا يستخدمون الآلات الموسيقية ، كانت مجرد تخيلات ومرت الأيام، وكان اخي يستمع الأغاني الإسبانية ، حيث كانت نغمه الجيتارفي تلك الاغاني لها لمسة مميزة، ودائما تشدني ،ومن كثر الاستماع بدأت اعشق الجيتار ،بدأ النغم يمشي في جسمي ، وكنت أحب الاستماع الى الكاسيات القديمة ،حتى في منامي كنت أحلُـم أنني امسك الوساده وكأني اعزف على الجيتار ، كم كنت اتمنى وأحلم ان تكون لي آله أعزفها ”

ويتحدث امجد بمرارة من عدم تشجيع المجتمع المحيط به لتعلم الموسيقى في الصفوف الدراسية خلال مرحلة التحاقه في المدرسه ، ويقول ” في المدرسة لم يكن  هناك أي اهتمام بالموسيقى ابدا، فكان يراودني تفكيرا بأنه لايوجد في اليمن موسيقيين .

 

استفادة من التقنيات :

إدخال خدمة الانترنت في اليمن شكلت لفقيره فرصة ذهبية لتعلم الموسيقى حينها كان فقيره يتساءل هل بالإمكان أن يشتري الجيتار الذي كان يحلم بأنه سيأتي يوما ليعزفه، يقول فقيره “فكرت ادخل و أتصفح لكي اعرف كم هي أسعار الجيتارات ، فدخلت وتصفحت على موقع معين أو شركه معينه وشفت الأسعار خيالية  تتراوح مابين 1000الى  5000$الف دولار كحد أدنى ،بالنسبة لي  كانت تلك المبالغ خياليه جدآ حتى أنني فقدت الامل أنني سأشتري يوما ما الة الجيتار،ولو ادخر المال طيلة عمري  ،كان حلمي مستمر كنت اشتغل في صيانة الموبايلات بعد فترة من التعلم ، حتى استطيع جمع قيمة تذكرة سفر وأسافر لشراء آلة الجيتار ، حينها لم أكن اعلم أن في العاصمة صنعاء  محلات لبيع الآلات الموسيقية وذات يوم وأنا في مرحلة الثانوية العامة وجدت احد المحلات الخاصة ببيع الآلات الموسيقية ، اقتربت من المحل وسألت صاحبه ويدعى شوقي عبده زغير ، قلت له : كم هو سعر الجيتار ، فرد عليا: بثلاثون الف ريال  يمني ، حينها لم أصدق كررت سؤالي مرات عديدة حتى استغرب البائع من الحاحي بالسؤال عن ثمن الجيتار ، فقلت له أن شاء الله استلم مرتبي وعلى طول سأشتريه ،و فعلا استلمت مرتبي الذي كنت أتقاضاه من عملي في صيانة التلفونات المحمولة واشتريت الجيتار وأنا في قمة السعادة ، حينها ذهبت الى البيت الذي اسكن فيه مع عائلتي ، واتفاجىء بمنع اخوتي لي بعدم العزف على الجيتار، إلا بعد أن أكمل امتحانات الثانوية العامة .”

ويضيف فقيره في حديثه لـ”الحديده نيوز” :  “تخيل تشتري آله وتحلم فيها سنين وتجلس تنظر اليها ، وهي أمام عينيك ،الموضوع بالنسبة لي كـ العذاب ،كنت اذاكر وحواسي عند الجيتار ،وأكملت الاختبارات وأمسكته وبدأت العزف ،وكانت هذي هي الفرحة الكبيرة ، في البداية كنت أحاول أن اعزف وكنت معتقدا انني اعزف بالشكل الصحيح لكنني بعد فترة اكتشفت إنني اجهل الكثير في تعلم عزف الجيتار .”

استغرق امجد وقتا طويلا لتعلم العزف على آلة الجيتار التي كان يعشقها وفي إطار ذلك ، يشير امجد إلى أن أول معزوفه استطاع ان يعزفها  استغرقت منه فترة 6 أشهر ، وكان يقضي  مع الجيتار حوالي 8 ساعات ، بعدها نجح في إعادة عزف مقطوعة موسيقية اسبانية للعازف ” باكو دي لوسيا  ” ويتحدث امجد عن ذلك “كنت أعاني من عدم معرفتي باللغة الانجليزية وأنا أتصفح المواقع الالكترونية الخاصة بتعليم الموسيقى ، يقول امجد “كانت الأماكن التي تعلم الموسيقى في اليمن محصورة على أبناء المسؤلين والأغنياء فلم استطع أن التحق بها ، وكنت أتردد على الأستاذ شوقي عبده الزغير حتى يعلمني العزف ، وقررت أن أحاول وأحاول أن أتعلم بجهود ذاتيه ، كنت أتعذب بمعنى الكلمة من اجل أن اعرف  المصطلحات الموسيقية كالنوته وغيرها بسبب أن اغلبها باللغة الانجليزية ، مثلا نوت نوته مذكرة تقصد النوته النغمة والحمد لله استطعت ”

 

نقلة نوعية  :

كيف استطاع امجد أن يحصد “جائزة الدولة للشباب ” في مجال الموسيقى؟، والتي كانت تسمى قبل الحرب بـ”جائزة رئيس الجمهورية للشباب”، يقول فقيرة ” شاركت في دورات سابقة لجائزة الدولة للشباب في صنعاء ، ولم أكن أتوفق حيث ان القائمين على الجائزة كانوا يعلنون أن الجائزة في مجال الموسيقى محجوبة  لعدم وجود كفاءات،وفي العام الماضي اتصل بي صديقي مرسيل وهو من أبناء محافظة الحديدة ، ليخبرني بأنه لابد وان أشارك في الجائزة ، أخبرته بأن لا رغبة لدي للمشاركة ،، وكانت نفسيتي متأزمة وفعلا أنني وصلت لمرحله إحباط ،ولم استطع أن  اعمل شي وكنت ناوي أوقف عزف الجيتار  بشكل تام، بسبب الظروف والأوضاع والضغوط الحياتية خصوصا وأنا متزوج منذ العام 2006 ،وعليا مسؤوليات وهموم وأوليات أهم من الموسيقى ،  لكن صديقي مارسيل الح عليا ، وبالفعل شاركت في المسابقة .”

ويحدثنا امجد عن المقطوعة الموسيقية التي أداها في عرضه للجنة التحكيم الخاصة بمسابقة “جائزة الدولة للشباب” ، ويقول ” أتذكر أنني دخلت متوترا عند مقابلة لجنة التحكيم وهم الأستاذ جلال احمد من الحديدة والأستاذ عبدالعزيز مكرد والأستاذ فؤاد الشرجبي،  أديت أداء شكوى حول الظروف التي كنت أعاني منها ،شكيت بآلتي ،والحمد لله المعزوفات التي قدمتها لامست لجنة التحكيم واستطعت أن أفوز بالجائزة .”

 

معهد للموسيقى :

يقول فقيرة “كان يراودني حلم افتتاح معهدا لتعليم الموسيقى في العاصمة صنعاء ، وكنت أدرب عدد من طلاب الجامعات الراغبين في تعلم الموسيقى ، كنت أدربهم في منزلي ولم يكن يهمني المال بقدر أن الرغبة كانت تنتابني في مساعدة الراغبين في تعلم الموسيقى ، كنت أعاني من عدم توفر الإمكانيات المادية لافتتاح المعهد ، وواجهت صعوبات جمة ، وبعد أن أُعلن عن فوزي بجائزة الدولة للشباب في مجال الموسيقى ، قررت أن أغامر وافتتح  مركزا للفنون لتعليم الآلات الموسيقية ” البيانو والجيتار والكمان والناي والعود ” وأسميته مركز “ارمادوست ” للفنون ، امنياتي ان يستمر عمل المركز ويكون أكاديمية كبرى لتعليم الموسيقى في اليمن وأن تتوقف الحرب حتى يتحقق هذا الحلم .”

 

لمشاهدة الفيديو بأمكانكم الدخول على الرابط :

#علاء_الدين_الشلاليشاهد بالفيديو قصة شاب تهامي يُـعلم "الموسيقى" في زمن الحربأدت الحرب المهلكة في اليمن إلى تغيير انماط المعيشة عند كثير من الشباب اليمني، فمنهم من أصيب بحالات احباط ،ومنهم من تجاوز الصعوبات التي خلقتها ظروف الحرب واستطاع أن يحقق جزءا من أحلامه ويحول تلك الظروف السلبية إلى ايجابية تعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه ، ومن الحديده والتي تعد المحافظة الاكثر تضررا في البلاد حيث حالات الفقر والبؤس المتزايدة يخرج أحد أبنائها ليعلن عن افتتاح معهدا لتعليم الموسيقى في العاصمة صنعاء ، متحديا كل تلك الصعاب ، امجد احمد فقيره الشاب الثلاثيني الحاصل على جائزة الدولة للشباب عن فئة الموسيقى يتحدث لموقع "الحديدة نيوز" عن قصة نجاحه في زمن الحرب .#الحديدة_نيوز

Posted by ‎غمدان ابوعلي‎ on Tuesday, 6 February 2018

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *