صورة تعبيرية

يوميات مواطنة

‏  3 دقائق للقراءة        549    كلمة
صورة تعبيرية

ياسمين الصلوي / الحديدة نيوز

دار بيني وبين احدى الزميلات نقاش حول الوضع ، نقاش لايخلو من الإتزان ، لتدخل ثالثة بيننا تحدثني:- احمدي ربك ..معك كلية تدرسي فيها . أود أن اعرف كيف يمكن تفسير هذه الجملة ..تستكثرون علينا جدران كلية تفتقر لطلة طلاء، شعرت بغصة تجتاحني ، لذت بالصمت وسألتها إن كانت تدرس ومن أين لأكتشف أنها من أحدى قرى مديرية ، لم تدلف رجلها باب مدرسة ، عذرتها والتزمت الصمت . تلك الريفية فجرت شلالا من الذكريات التي غدت كابوسا يؤرقني ، أصبحت اتهرب منها ، ذكريات الكلية وواقع الدراسة ، التعليم وواقع الشباب اليمني ، واقع معطوب ، مشحون بحرمان وجروح إهمال ، فلا هو وجد في كراسته مايشبع رغبته العلمية من تعليم كاف يسد ميوله العلمي ، فالدراسة واقع والميدان مغاير تماما، ولا هو وجد واقعا ماديا يسهل له البحث عن التعليم في المكان الذي يكفل له تعليما افضل. في المحاضرة يفتقر لمعلومة صادقة ، اذا خرج الى الكشك يجد صعوبة في توفير سعر الملزمة ، شبح هنا وشبح هناك . اربع سنوات عشتها في كلية تعيش تحت إدارة تتغير بين السنة والأخرى، لم أتذكر شهرا مر دون التظاهر والمطالبة بتغير داخل حرم الكلية مع الزميلات والزملاء ، ها أنا أتذكر يوم احتجزنا سيارة رئيس الجامعة في ساحة الكلية لضغط عليه لتوفير متطلبات الكلية من المعدات والأجهزة التي يحتاجها الطالب ، واتذكر مهاجمة زميلة لي بأني أبحث عن مشاكل في الكلية وعرقلة الدراسة . ها أنا اتذكر ذلك المكان أعلى السلم المؤدي الى سطح المبنى، حيث البوابة المغلقة والجدران المتحرش بها شخبطات المذكرات لزملاء سبقونا الى الوجع ، وها نحن نعيشه اليوم في سطور أكثر وجعا ، ذاك المكان أعلى السلم جعلنا من درجاته مكانا نفترش عليه ما اشتريناه من مأكل- فطور الصباح- كنت بحاجة لأن أجلس في كافتيريا يحلم بها الطالب اليمني كنوع من التقدم بعكس الطالب في بلدان العالم ، كونه يحلم بأشياء لم يصل إليها الطالب اليمني بعد!!. نرى ما وصل اليه العالم ونموت حسرة على ما وصل اليه الوطن ، لم ينعم الطالب فيه بكرسي في قاعة متواضعة إلا بعد بحث شاق في قاعات مجاورة ، لا جسر يتباهى به ولا برج يتغنى فيه ولا صرح تعليمي يرفع رأسه ويتفاخر به، لا مدينة استحوذت على اهتمام عدسات التلفاز ولا تاريخ حفظ ليصبح شغل السياح الشاغل ، دمار للحاضر ومحاولة لطمس ماض يمثل تاريخ وحضارة وطن . حين شاهدت الوطن يتقاطر إهمالا ودموعا مثل المطر ، ويهطل مالا الى أجياب النهب والفساد وينهال حرمانا لأبناء الشعب ، هرعت في العصرية لإنخراط في المظاهرة السلمية اطالب بتغير الواقع صاحب العمر الطويل والذي رفض ان يندمل ، لأجد نفسي في الصباح أحث الخطى مشيا من باب المنزل الى باب قاعة الدرس لأجد نفسي قد فقدت جزءا من المحاضرة ، ليبدأ نظام الإنتقام ودستور تصفية الحساب .. وماذا بعد؟

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *