«ذا هيل»: هل يخرج الكونغرس واشنطن من حرب اليمن؟
الحديدة نيوز/خـــــــــــــــاص
إنتقد موقع «ذا هيل» سياسة الولايات المتحدة الداعمة لحرب «التحالف» الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية في اليمن، مشيراً إلى أن «تنازل الكونغرس عن واجباته (الدستورية) على صعيد المناقشة والتصويت» في شأن قرارات البيت الأبيض المتعلقة بالحرب والسلم، يبرز «تآكل» الديمقراطية الأمريكية من جهة، و«تبعاتها الشديدة» على الشعب اليمني.
وأردف الموقع الإلكتروني الأمريكي أن مشروع القرار الذي تقدم به كل من السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، والسيناتور الجمهوري مايك لي، قبل أيام، يرمي إلى «مواجهة تآكل» صلاحيات الكونغرس واختصاصاته الدستورية في السياسة الخارجية، و«تلافي تداعيات» هذا التآكل على الأوضاع في اليمن، عبر المطالبة بـ«وقف دور الجيش الأمريكي في الحرب الأهلية اليمنية، إلا في حال أجاز الكونغرس بذلك».
ولفت الموقع الإلكتروني إلى «التداعيات» المترتبة عن تنازل الكونغرس عن اختصاصاته في ما يخص إعلان الحرب، موضحاً أن الشعب اليمني هو أكثر الشعوب المتضررة جراء ذلك، حيث «أدت العمليات العسكرية الأمريكية غير المصرح بها في اليمن، دوراً مساعداً في تفاقم أسوأ كارثة إنسانية في العالم». فمنذ ما يقارب ثلاث سنوات، كانت الولايات المتحدة بمثابة «الشريك الثابت» لقوات «التحالف» في وجه «الحوثيين»، عسكرياً ولوجستياً، لا سيما وأن سفن البحرية الأمريكية دعمت جهوده لمحاصرة السواحل اليمنية، ما أفضى إلى «خنق وصول إمدادات الغذاء والوقود واللوازم الطبية» للبلاد. وبحسب الموقع، فإن «النتيجة المباشرة» للحرب في اليمن، تتمثل في صراع ملايين اليمنيين بشكل يومي من أجل البقاء. وبالإستناد إلى الإحصائيات الأممية، فإن ثلاثة أرباع الشعب اليمني، أي حوالي 22 مليون شخص، وهو عدد يزيد على عدد سكان مدينة فلوريدا الأمريكية، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، فيما يقف نحو 8.4 مليون شخص، وهو عدد يوازي عدد سكان مدينة نيويورك الأمريكية، على حافة الوقوع في المجاعة. كذلك، أصيب أكثر من مليون شخص، وهو عدد يوازي عدد سكان مدينة مونتانا الأمريكية، بالكوليرا بسبب عدم توافر المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي المناسبة.
وأكمل «ذا هيل» في استعراض تداعيات موقف البيت الأبيض في حرب اليمن، خلال عهدي أوباما وترامب، وتساهل المؤسسة التشريعية إزاءه، معتبراً أن الحرب التي ينظر إليها اليمنيون كـ«كارثة لا نظير لها… لم توفر أي مزايا» لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية، حيث «استفادت الجماعات الإرهابية من حالة اليأس وانعدام الاستقرار في البلاد»، لتبادر إلى «توسيع رقعة سيطرتها بشكل ملحوظ داخل اليمن».
وفضلاً عن نجاح تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في الحصول على أسلحة ثقيلة تعود للقوات اليمنية، التي حصلت عليها بدورها من المملكة العربية السعودية، المسلحة أمريكياً، أشار الموقع إلى قيام «تحالف أمر واقع» بين التنظيم المتشدد و«التحالف» ضد «العدو المشترك»، المتمثل بحركة «أنصار الله»، شارحاً كيف وفرت الغارات الأمريكية داخل البلاد «أدوات تجنيد قوية» لصالح التنظيمات المتشددة.
وبحسب ما جاء في تقرير لوزارة الخارجية الامريكية حول ملف مكافحة الإرهاب، في العام 2016، فقد واصل تنظيما «القاعدة في جزيرة العرب» وفرع «الدولة الإسلامية» (داعش) في اليمن، استغلالهما للفراغ الأمني والسياسي الناجم عن الصراع المتواصل هناك.
وفي سياق الإضاءة على مسؤوليات المؤسسة التشريعية الأمريكية حيال الأزمة اليمنية، أشار «ذا هيل» إلى أنه «كان بإمكان الكونغرس، عقب إصدار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قراراً أحادياً لدعم التدخل العسكري، بقيادة المملكة العربية السعودية» في اليمن (في العام 2015)، أن يدق ناقوس الخطر، وأن يطالب بتعليق الدعم الأمريكي (للتحالف) إلى حين إتاحة الوقت للمناقشة والتصويت» على المسألة.
وفي حين عملت «مجموعة صغيرة» من المشرعين الأمريكيين، في خلال الأعوام الماضية، على «إظهار مخاوفها» حيال الوضع في اليمن، فإن «مؤسسة الكونغرس ككل» بقيت «صماء وبكماء حتى فترة وجيرة».
وفي معرض الإشارة إلى توجهات الرأي العام الأمريكي إزاء الأزمة اليمنية، والدور المنوط بالكونغرس لوقف التدهور في اليمن، لفت «ذا هيل» إلى أبرز نتائج إستطلاع للرأي أجراه مركز «جاي والين أوبينيون ريسيرش»، أواخر العام الفائت، حيث عبّر 57 في المئة من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن المساعدات العسكرية الخارجية تحصد «نتائج عكسية»، فيما رأى 63.9 منهم عن اعتقادهم بأن المساعدات الخارجية، لا سيما العسكرية منها، يجب أن لا تقدم إلى دول مثل المملكة العربية السعودية.