عذراً للقوافل العائدة إلينا:
بقلم / أ . عبد الرحمن النهاري
هتف الشعب اليمني في ثورته السلمية (إرحل) وارتدت هذه الكلمة نحو المغتربين اليمنيين في السعودية (إرحلوا) (وسترحلون)
تم ترحيلهم في فضيحة إنسانية مؤلمة مستغربة مثيرة لتساؤلات كثيرة.
السلطات اليمنية قابلت الكارثة بصمت لا مسؤول وبتجاهل لا معقول!!!!
رغم أنها تستطيع عمل شئ ما(مفاوضات – تفاهمات – تدويل للقضية واستخدام الدبلوماسية)
لم يحصل من ذلك ما يفترض أن يكون في إطار الممكن. نزلت القارعة على المغتربين وتدفقوا زرافاتٍ ووحداناً…راكبين وراجلين. في مشاهد مأساوية مقززة.
مجلس النواب اليمني : تبرع بعشرة مليون ريال ومثلها من مجلس الشورى لاستقبال المرحلين بعد ضجيج الإعلام.
فاجعة بهذا الحجم ألا تستحق إعلان حالة الاستنفار الرسمي والأهلي على الأقل تشكيل لجنة عليا للتعامل مع هذا الوضع والبحث عن إجراءات ومعالجات لمثل هكذا قضية.
الغياب المذهل كان هو ديدن منظمات المجتمع المدني (الاغاثية – التنموية – الحقوقية – الخدمية …) لادور لها رغم معزوفاتها الجميلة حين تسويق برامجها وكياناتها. مع أنها قادرة أن تسهم في تقديم ما يفيد في علاج هذه المشكلة.
الشركات والبيوت التجارية هي الأخرى لم تكترث لهذا الأمر ولم تبادر في تحمل مسؤليتها الاجتماعية تجاه الحالة الإنسانية المرعبة والمستثيرة لقيم ومعاني الإخاء واستشعار التكليف اللامقنن البعيد عن حسابات الربح والخسارة والذي يمكن أن يكون تسويقياً دعائياً يستفيد من حجم النازلة وأبعادها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
بإمكاننا كسلطات ومنظمات وكيانات تجارية وإعلام وشخصيات اعتبارية أن نصنع شيئاً يقضي على فضيحة الصمت والاهمال والتقاعس المخزي.