الحديدة ….بين الفل والحرب ؟!

‏  3 دقائق للقراءة        524    كلمة

الحديدة ….بين الفل والحرب ؟!

 

ياسمين الصلوي /خاص الحديدة نيوز

اوجعتنا هذه الحرب …يكفي حرب …صرخات مسن تدوي في سماء هذا الوطن الذي لطالما انهكته الحروب والصراعات على مر التاريخ وتحمل وزرها مواطن سكن الأرض محملا بوجع أنينها ، لم يفر من ويلاتها ولم يحمل في قلبه مثقال ذرة من سئم منها ، أرض تعلم منها الأنسانيه على مر العصور ، تعلم الصبر والصمود والأصرار على المكوث فيها في اسوء ظروفها ، حرب ، حرمان ، ظلم ، دماء ، إقتتال ……
سئم الأنسان في الحديدة من نيران الحرب التي طال أجيجها ، طال سلبها في أخذ منا أعزاء ، سلبها وتحايلها على سعادة واستقرار الأنسان في الحديدة ، حصدت كل مقاومات الحياة ، سرقت فرحتنا ونعيم الحياة ، ورثت لنا رمادا فحسب ، لما نعد نرى هنا الا الموت في كل اتجاه ، فقر مدقع ، وطفل عاري يصرخ خاوية بطنه، احشائه تتمزق جوعا وعطشا ووجع ، نساء يفترشن الارصفه مع أطفالهن بحثا عن لقمة عيش تبقيهم أموات على قيد الحياة ، رجال قتلتهم حرب عمياء ، اما في جبهات القتال او في الأسواق يكافحون من أجل البقاء ، قتلو على اي حال….
العم سالم من ضمن مئات الباعة المتجولين بعربتهم يكافحون من أجل العيش ، تمسكا بالحياة ،يتجول بعربته وكومة الهند الشامي بين الجولات من رصيف الى أخر ومن شارع الى أخر ، مدينة خاويه على عروشيها ، كل مافيها غالي الا حياة الأنسان أرخص مايمكن .
العم سالم يكافح رغم كبر سنه ، يقاوم من أجل ست فتيات حرمن التعليم والحريه ثمن العادات والتقاليد الجائرة ، يخرج صباحا ويعود مساء ، يعود لمنزله ولابناته بقليل من الخبز والخضار ، وجبه واحدة في اليوم لاتكفي ، لكن ماذا عسى رجل طاعن في السن أن يفعل غير أن يصمد في وجه التعب والجوع ، مثل غيره من الأباء ، متعفف هو وبناته مثل الكثير من الأسر المختبئة في احضان هذه المدينة المقهورة والتى تعيش على وجبة واحدة في اليوم …ترى هل هناك مدينة اخرى في العالم يعيش بعض سكانها على وجبة واحدة في اليوم ؟
البقاء في المنزل في هذه المدينة دون الخروج للعمل والكفاح من أجل توفير لقمة العيش ولو في بيع الشاي والبطاطه ! قد يقتلك فقرا دون رحمة ، هنا حرب ، والحرب نثرت كل مخلفاتها في هذه المدينه الذي يعمل معظم ابنائها في الصيد والأشغال الحره وفي الأسواق الشعبية ، غياب التيار الكهربائي اوقف الكثير من الأشغال ومعه تدهور حال الكثير من الأسر ، ارتفاع اسعار المواد الغذائية ساهم في خلق فقر وجوع وشتات ، ارتفاع درجة الحارة كبدت المواطن وجع أخر الى جانب الحرب والدمار ، حالات وفاء بسبب موجة الحر الشديد في المدينة ، جلود حارقة ، طفح الحر ارتسم على ملامح الطفولة ، أرتفاع سعر الثلج مع توقف الأجهزه المنزليه على العمل وخصوصا الثلاجات زاد من معاناة سكان الحديدة… .
هنا الحديدة ….هنا الفل وهنا الموت والوجع ….من ينتصر الفل ام الحرب في الحديدة ؟؟!

عن gamdan

شاهد أيضاً

شركة تيليمن للاتصالات الدولية ترفد القطاع الصحي بالحديدة أدوية مكافحة الاسهالات 

‏‏  2 دقائق للقراءة        255    كلمة الحديدة نيوز / أحمد كنفاني رفدت شركة تيليمن للاتصالات الدولية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *