بعد نفاذ الصبر اليمني.. آلاف المقيمين يغادرون السعودية

بعد اسبوعين من دخول الحرب على اليمن عامها الرابع، وبعد يومين من اعلان رئيس المجلس السياسي الاعلى أن اليمن ستطلق كل يوم صواريخ باليستية لن تسلم منها السعودية، حولت القوة الصاروخية اعلان الصماد الى واقع تشهد به مطارات أبها وجيزان ومدينة الملك عبدالله.

ومع وصول الدفعة الأولى من صواريخ اليمن الباليستية حزم الآلاف من المقيمين في السعودية أمتعتهم للمغادرة، ولكن هذه المرة ليس نتيجة لقرارات السعودة التي صدرت خلال العامين الاخيرين، وإنما خوفاً على سلامتهم من ردة الفعل اليمنية التي سقط بشظاياها منهم أكثر من مقيم الاسبوع الماضي.

وبردة الفعل الجادة من الجيش اليمني تكون السعودية قد شهدت اليوم أبلغ رسالة قاسية مفادها أن كل المدن والمطارات تحت رحمة القوة الصاروخية اليمنية، وتكون المملكة قد تكبدت في يوم واحد خسائر عسكرية واقتصادية وسياحية لا سابق لها في تاريخها الوليد.

وإذا كانت اليمن قد خسرت بعض العملاء مطلع 2015م كانوا يعملون فيها كسفراء وعملاء وجواسيس، فإن المملكة اليوم ستخسر مئآت الآلاف من العمال الذين عملوا فيها على مدى سنوات كعمال ومهندسين ومقاولين ورجال مال وأعمال ومعلمين.

وبحسب مصادر يمنية في السعودية فإن حالة من الذعر عمت جميع المدن السعودية بعد الضربات التي استهدفت اليوم الاربعاء العاصمة الرياض ومدينة الملك عبدالله ومطار أبها الدولي، الأمر الذي انعكس بشكل سريع على معظم المقيمين الذين حزموا أمتعتهم وبدأوا بالانتقال من مدينة الى أخرى بغرض انهاء اجراءات السفر الى بلدانهم.

ووفقاً لـ قناة الـ بي بي سي البريطانية فإن العاصمة السعودية الرياض شهدت أكثر من ثلاثة انفجارات هزت كامل المدينة وأن شهود عيان أفادوا بتصاعد أعمدة الدخان.

ومع هذا الهجوم المضاد بعد صبر استراتيجي تجاوز ثلاثة أعوام تشهد القوات السعودية حالة من الارتباك نتيجة لوصول أكثر من صاروخ باليستي الى أكثر من مدينة سعودية في نفس الوقت، الأمر الذي يضع أنظمتها الدفاعية خارج المعادلة إذا أنها بعد اليوم لن تدري أي المدن يجب حمايتها بتلك المنظومات، ناهيك عن كون تلك المنظومات أثبتت فشلها وشيخوختها.