تحقيق صحفي .. المخلفات الطبية للمستشفيات ودورها في تفشي وانتشار وباء الكوليرا ( الحلقة الأولى ) !!
الحديدة نيوز / تحقيق : حسين الضوراني
تعتبر المخلفات الطبية من المشاكل الخطيرة التي التفتت إليها كافة دول العالم بما في ذلك الدول النامية من خلال وضع التدابير والمعالجات اللازمة خلال فترات وجيزة وذلك لما لهذه المخلفات من خطورة على البيئة والإنسان والحيوان والتربة وسببا مباشرا ورئيسيا في انتشار الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها وباء الكوليرا ..
ونظرا للظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا في ظل ماتشهده من عدوان بربري غاشم وحصار جائر وهو ما انعكس بطبيعة الحال على حياتنا اليومية وخلق لدينا الكثير من المعاناة والأزمات في ظل استمرار تحالف العدوان وتماديه في استهداف الحياة العامة أرضا وإنسانا لبلد الإيمان والحكمة ، وأمام هذا العدوان وهذه الغطرسة استطاعت بلادنا أن تقدم للعالم نموذجا فريدا من الصمود والإباء والتضحية والكرامة ، وقدم اليمانيون ومازالوا مشهدا ناصعا من العزة والإباء .
وهذه الظروف والأجواء التي نعيشها مهما كانت قسوتها وجبروتها فقد كسرناها وقهرناها ، وكانت ومازالت وستظل مظلوميتنا هي الزاد الذي يشعل فينا في كل لحظة مزيدا من الإرادة والعمل ، وهذا يتطلب منا جميعا أن نشخص ونتناول قضايانا ومشاكلنا بمصداقية وشفافية مطلقة والعمل الدؤوب كل في موقعه بصدق وإخلاص .
وقد لفت انتباهنا كثرة الحملات الطبية التي تعلن عنها وزارة الصحة العامة والسكان سواء كانت الكوليرا أو الحصبة أو الدفتيريا أو البلهارسيا ، وبالطبع كل هذه الحملات تستنزف الملايين من الدولارات .
وكانت الدولة قد أنشأت خلال السنوات الماضية المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي لتوعية الناس والمجتمع بالقضايا والمشاكل الطبية خاصة وقد رصدت له الدولة المئات من الملايين لتجهيزه بأحدث المعدات ، وللأسف الشديد نجد أن هذا المركز لم يتناول أي ظاهره من مئات الظواهر السلبية ومظاهر الفساد التي يعاني منها القطاع الصحي ، وتحول هذا المركز إلى بوق للترويج لأنشطة وهمية وكذل لتخويف الناس في كثير من المواسم بذريعة تفشي الأمراض والأوبئة مما زرع الخوف والهلع في أوساط الجميع وأتضح من خلال هذا التحقيق أن وزارة الصحة العامة والسكان تستغل ظروف الحرب والعدوان الذي تعاني منه بلادنا لجني الأموال الذي لم نعرف إلى أين اتجهت حتى اللحظة ، وبدلا من أن تكون الجهة المعنية بمعالجة هذه الأمراض والأوبئة تحولت إلى مصدر لتصنيع الأوبئة والأمراض في بلدنا وفي مقدمتها وباء الكوليرا ..
ومن خلال هذا التحقيق الإستقصائي الذي خضنا من خلاله كواليس ودهاليز الكثير من المرافق الصحية كالمستشفيات العامة والمختبرات والمراكز الصحية الحكومية لتتبع ومعرفة أسباب إنتشار وباء الكوليرا القاتل ، وهو السؤال ذاته الذي أشغل عامة الناس وزاد من مخاوفهم نتيجة الهلع والرعب الذي بثته أدوات وزارة الصحة بين أوساط المجتمع.
وقد وجدنا أنه لزاما علينا مهنيا ووطنيا تقصي الحقائق من المعنيين والمتخصصين في هذا الجانب لإطلاع الناس وقيادة البلد على حقيقة مصدر إنتشار وباء الكوليرا الذي راح ضحيته حتى الآن الآلاف من الأبرياء .
ومن خلال بحثنا عن إجابة لهذا السؤال حصلنا على شهادات من قبل المتخصصين والعاملين في تلك المرافق الصحية ، وأيضا على ضوء ما شاهدناه والذي نعكسه على هيئة صور فوتوغرافية ، اتضح بأن مصدر انتشار وباء الكوليرا يتواجد داخل المستشفيات والمرافق الصحية بشكل مخيف ، حيث توافقت جميع الإجابات والحقائق والشواهد بأن الأمراض والأوبئة تتمركز في أماكن تواجد البكتيريا المتواجده داخل المستشفيات والتي تنهش أرواحنا جميعا دون علم أو دراية في قضية علنية وفاضحة وجريمة مكتملة الأركان نضعها أمام الرأي العام وقيادة البلد وللتأريخ .
المخلفات الطبيه
المخلفات الطبيه الموجوده داخل المستشفيات بكميات لايتصورها العقل البشري تعتبر المصدر الرئيس للبكتيريا وبقية الاوبئه والأمراض الاخرى .
وبحسب شهادة عدد من الاطباء المتخصصين الذين التقينا بهم/ فإن المستشفى بدلا من أن يداوي الناس اصبح يساهم في نشر المرض /، و ذلك في سياق حديثهم عن المخلفات الطبيه .
وهنا نتناول المخلفات الطبيه كقضيه خطيره يعاني منها بالدرجه الاولى العاملين في المستشفيات والمرافق الصحيه الحكوميه وكذا المرضى والزوار ….
ذهبنا اليهم لنبحث عن الدواء فوجدناهم ذاتهم يعانون من الداء ، والأفضع من ذلك أنهم جزء في صناعته .
نتناول المخلفات الطبيه على اعتبار انها انواع مختلفة على لسان الاطباء والفنييين والمخبريين ونتناولها تفصيلا في هذا السياق على اعتبار انها سبب في نشر الأوبئة ومنها الكوليرا .
النفايات الطبيه داخل المؤسسات والمرافق الصحيه اثناء العنايه بالمرضى النازلين باقسام الايواء والمرضى المترددين علئ العيادات الخارجيه وفي كل الاقسام الصحيه في المستشفيات العامه والتعليميه والمراكز الطبيه التخصصيه ومعامل التحاليل الطبيه العامه والخاصه ومختبرات الابحاث واالعيادات الخارجيه ومصحات الإيواء وخدمات الكلى ومراكز وعيادات الاسنان ومراكز التبرع بالدم وكافة انواع المختبرات ومراكز الاورام .. ينتج عن كل ذلك يوميا كميات كبيره جدا من المخلفات تحتوي علئ :
– المخلفات الطبيه كالابر والحقن والقطن والشاش وبقايا العينات الملوثه بسوائل ودماء المرضى ومخلفات صيدلانيه وكيماويه ومخلفات مشعه ومخلفات عمليات .
هذه المخلفات جميعا شاهدناها بئوم اعيننا جهارا نهارا وباكوام وكميات مختلفه داخل المستشفيات ، ومن المشاهد التي رايناها في واحد من المستشفيات الكبيرة في البلد ،
راينا هذه المخلفات على هيئة وشكل مقلب قمامه من كثر كميتها تفوح منها الروائح الكريهه وتتطاير منها حشرات النامس والذباب باعداد هائله جدا وهي تتغذي من كل المخلفات الطبيه المستخدمه في غرف العمليات والجراحه وارتال من القطن والشاش المتجمد بالدماء ( ونحتفظ بتصوير الفيديو الذي يوثق هذا المشهد )،
اضف الى ذلك أن حالة العبث والعشوائيه في تلك الارتال من القمائم متناثره وروائحها تفوح الى داخل اروقه المستشفى بما يثبت وبما لايدع مجالا للشك وبحسب شهادة عدد من عمال النظافة ان هذه الاكوام من النفايات تضل على هذا الحال لعدة ايام ثم تأتي بلدية المدينة لنقلها ،
– مثل هذه الظاهره المتفشيه في المستشفيات الحكوميه طرحناها على الدكتور فؤاد علي بازل القباطي – رئيس قسم الجراثيم والفطريات بالمركز الوطني لمختبرات الصحه العامه (33) عام من الخبره المخبرية يؤكد بان المخلفات الطبيه اذا لم يتم حفضها في ادوات مخصصه ونقلها والتخلص منها بالطرق العلميه المعروفه فانها تكون سببا في تفشي البكتيريا والاوبئه والامراض .
* والكثير من المشاهد والصور واشكال مختلفة من المخلفات الطبيه في المستشفيات بحيث يتم تجميعها في غرف خاصه اصبح الاقتراب منها كمن يقدم على الإنتحار،
ولفت انتباهنا في إحدى المستشفيات مكتوب على ظهر جدار غرفة تجميع المخلفات ( النظافه من الايمان )
فاقتربنا لنتاكد ولم نشاهد سوى ارتال متعفنة من النفايات الطبية السامة تتنافى مع الإيمان .
– وتحذر الكثير من الدراسات الطبيه بان كل المواد المستخدمه للتشخيص او للعناية بالمرضى داخل المرفق الصحي او خارجه وتلوثها بدم وسوائل جسم المريض بطريقه مباشره او غير مباشره وسواء كان المريض مصاب بمرض معد أو غير مصاب ، ويراد التحلص منها وترمى كالنفايه ، تعتبر من ضمن المخلفات الطبيه الخطيره ويجب التخلص منها بالطرق السليمه عن طريق المحارق والافران والتعقيم ،وهذا مايتم العمل به في كافة دول العالم باستثاء بلادنا حيث لاتآبه المستشفيات الحكوميه ولاتعني لها صحة الانسان اي اهميه من قريب او بعيد ، ووتجاهل ان هذه الاكوام من المخلفات المنتشرة في أرجائها هي مصدر تفشي الأوبئة ..
يقول عبدالملك الجرادي – مدير شركة نظافه في مستشفى حكومي ( وقعنا عقد مع بلدية العاصمه لنقل النفايات وتتحمل الشركة تكاليف النقل ) ، لكنه أكد بأنه لايعلم الى اين يتم نقل النفايات الطبية ، ولا طرق التخلص منها .
نفايات باثولوجية:
وهذا النوع الخطير من النفايات ووجوده في فناء وأروقة المستشفيات والمرافق الصحية يعتبر بحد ذاته صرخة مدوية وينقل صورة بشعة ومخيفة للامبالاة والتسيب والإستهتار بأرواح وصحة الناس ، هذا النوع من النفايات
يشكل غاية في الخطورة حيث تتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية من جراحات وتشمل أعضاء بشرية مستأصلة تحوي المرض وسوائل الجسم من أثر العمليات والدم الناتج عن العمليات والذي قد يحتوي على الكثير من الأمراض، ويشمل ذلك أيضا بقايا المختبرات من سوائل التحليلات وبقايا العينات التي تستخدم في التحاليل.
وهذا ما أكده لنا مسئول الخدمات في مستشفى حكومي الذي اصطحبنا الى مكان تواجد القمامة في حوش المستشفى وأثبت لنا بالدليل القاطع إحتواء هذه القمائم على مختلف النفايات الطبية من بينها هذا النوع من النفايات .
في حين يحذر الدكتور خالد ( مستشفى حكومي ) من مخاطر النفايات الباثولوجية ونواتج التفاعلات الكيميائية التي تلقى بعد معرفة نتائج التحاليل وكلها مخلفات غاية في الخطورة، ولا يجب أن تعامل مثل هذه النفايات معاملة النفايات العادية بل يجب أن توضع في علب خاصة محكمة الغلق وتعامل معاملة خاصة للتخلص منها ولا يكون ذلك بإلقائها مع النفايات العادية حيث يشكل ذلك وسطاً جيداً لنمو الجراثيم أو يكون بمقام مزرعة خاصة لتكاثرها ومن ثم نشر الأمراض المختلفة إلى العالم الخارجي البريء من مكان يسعى إلى القضاء على هذه الأمراض بالذات. .
وبهذا الخصوص كشفت لنا الدكتوره هناء ( المدير الفني للمختبر في مستشفى حكومي) ، كشفت عن العديد من المظاهر الخطيرة القائمة في المستشفى الذي تعمل فيه حيث أكدت بأن بقايا تحاليل الدم يتم رميه في حوش المستشفى على بعد خطوات من مبنى المختبر وتنبعث منه روائح كريهه ..
وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية كانت الأطباق الزراعية للبكتريا يتم التعامل معها كأي مخلفات عادية رغم ظررها الكبير في انتشار البكتريا والأمراض وكان يتم رميها في الشارع بجانب براميل القمامة وتم معالجة هذه الظاهره حيث تم توفير جهاز إعدام للأطباق .
وعبرت عن استنكارها لعدم إلتزام المستشفى بإعدام الإبر وأن شركة التنظيف تتعامل معها كأي مخلفات ، وأضافت بأن للمستشفى محرقة تستخدم بين فترة وفترة ..،
وقالت ( بأن المستشفى بدلا من أن يداوي أصبح يساهم في نشر المرض ).
نفايات ملوثة:
ومما شاهدناه على أرض الواقع في المستشفيات جميع اشكال
النفايات الناتجة من مستلزمات الجراحة مثل الضمادات الملوثة التي استهلكت ، والملابس التابعة للمرضى والتي يتم ارتداؤها في غرف العمليات مثلا وقفازات الأطباء التي يستخدمونها في الجراحة ثم تلقى بعد ذلك والقطن الملوث والإبر البلاستيكية والحقن الشرجية وغيرها من النفايات الملوثة في حد ذاتها والتي تشكل مصدراً للعدوى في حالة تعرض الإنسان العادي السليم إليها بشكل أو بآخر..
نفايات مشعة:
وهي تشمل بقايا غرف الأشعة، والمختبرات المتخصصة، والمحاليل المشعة المستخدمة في التحاليل الطبية ، وقد أكد الدكتور /خالد مطهر / مشرف قسم الأشعة في مستشفى حكومي بأن لدى المستشفى محاليل تحميض كيميائية تلحق الضرر بالبيئة .
وبالعودة إلى المستشفى الذي يتعهد نظافته عبدالملك الجرادي الذي سألناه عن الأسباب التي حالت دون بناء غرفة للنفايات الطبية بحسب مواصفات منظمة الصحة العالمية حيث أكد لنا بأنه يطالب المستشفى منذ ثلاث سنوات ببناء غرفة مخصصة للقمامة وللنفايات ولم يجد أي تجاوب ،وأكد بأن غرفة القمامة الحالية تكتض بالبكتريا وجميع انواع النفايات الطبية.
وأضاف :- كما طالبنا بتوفير بوكسات للإبر الحاده لكن مع الأسف يتم رميها في القمامة ، ويؤكد بأن الأطباء والممرضين في المستشفى يرمون جميع المخلفات الحاده والغير حاده في الأرض وليس في سلة القمامه .
يقول/ محمد الزيكم / يعمل رئيسا لقسم الأحياء الدقيقة في إحدى المستشفيات كان لدينا محرقة خلف المختبر ولانعرف ما الذي حصل ، ويضيف من المفروض يكون هناك مركبة خاصة بنقل النفايات الطبية وإتلافها بشكل صحيح عن طريق محرقة مركزية .
وكان المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة واحدا من المؤسسات الطبية و المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى التي وقع عليها الإختيار كعينة لإستقصاء الأسباب المؤدية لإنتشار وباء الكوليرا ، وشاهدنا عوامل النظافة تتوفر في جميع ممرات وأقسام المختبر وكذا في فنائه الخارجي ، أيضا عدد قليل من العاملين في أقسام المختبر لايرتدون الكمامات ، وتتوفر في المختبر جهازين لإعدام النفايات الطبية وهما من الأنواع القديمة لكنهما يفيان بالغرض بحسب مدير الخدمات والصيانة سعيد الصبري الذي اصطحبنا الى غرفة إعدام المخلفات ، بعكس المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى الذي لم نجد أي تجاوب من قبل المعنيين بشأن إطلاعنا على أماكن التخلص من النفايات بالطرق التي تضمن عدم انتشار البكترياء والأوبئة والأمراض بين عامة الناس ، فمثلا مسئول النظافة في إحدى المستشفيات قال بأنه لايعلم إلى أين يتم نقل النفايات من قبل بلدية أمانة العاصمة ، وبحسب ما يسمع عن نقلها للأزرقين لكنه غير متأكد ،ونائب مدير الخدمات في مستشفى آخر تلكأ عن الإجابة حينما سألناه عن النفايات وكيفية التخلص منها وبعد إلحاحنا عليه أجاب باختصار بأن لديهم نفايات يتم رميها في القمامة ونفايات أخرى يتم دفنها ، ورفض الذهاب بنا الى مكان دفن النفايات ،برعم إبلاغه من قبل إدارة المستشفى توجيهات مدير المستشفى لجميع الأقسام تقديم كافة المعلومات لهذا التحقيق الصحفي ، ولولا تحفظنا عن ذكر أسماء المستشفيات بسبب ظروف البلد لكان من الواجب الأخلاقي أن أتطرق لإسم مدير المستشفى الذي صرح لنا بالحصول على كل المعلومات بشفافية مطلقة الأمر الذي يعكس رغبة أمثال هؤلاء على تطوير العمل حتى وإن شابهه أي تقصير في الأداء ، والأمر ذاته ينطبق على بقية المستشفيات التي تتحفظ و تتكتم عن مصير النفايات الطبية وطرق التخلص منها وقد أدركنا من خلال هذا التحقيق أن المخلفات الطبية تخفى ورائها طوفان من الوبائيات سينهشنا جميعا دون استثناء ، والمخيف في ذات الوقت أن المتسببين في هذه الكارثة لايكترثون لما سيئول إليه الوضع الصحي في البلد نتيجة لفساد ضمائرهم ولكونهم من يعول عليهم معالجة الداء فإذا بهم الداء بذاته وأي وظيفة تنتظرهم في غرف العمليات وقد فاحت منهم رائحة العفن المنتشرة في أرجاء المستشفيات غير مبالين بالخطر القادم وفداحة الكارثة الصحية التي ستحل بالبلد ، وسكوتهم عن هذه الجريمة يسلبهم قدسية المهنة وإضافة إلى كونهم يمثلون أحد المتسببين في تفشي الأوبئة الناتجة عن المخلفات الطبية فهم في ذات الوقت يتسترون على واحده من أكبر الجرائم الطبية التي تستدعي إحالة إن لم نقل إقالة وزير الصحة ومحاكمته لكونه يعتبر المسئول الأول عن هذه الكارثة ولكونه أيضا ساهم إلى حد كبير في تفشيها لإبتزاز المانحين بغطاء وباء الكوليرا وغيره من الأوبئة ومستغلا في ذات الوقت إنشغال أعين الجميع في مواجهة العدوان .
ومن المظاهر السلبية التي شاهدناها ووثقنا نماذج منها ( فوتوغرافيا ) عدم إلتزام الأطباء بارتداء الأقنعة والجوانتيات أثناء معالجتهم للمرضى ، هذا غير ما أفاد به مصدر طبي موثوق بأن الأطباء يتعاملون مع النفايات الطبية باستهتار وذلك بإلقائها على الأرض على مستوى غرف العمليات والجراحة ، ومن ضمن ما تم توثيقه عدم إرتداء أغلب عمال النظافة لأدنى وسائل السلامة وهم يتعاملون مع هذه المواد السامة وبعضهم ظهرت جروح على أقدامهم ناهيك عن عدم استخدامهم للأحذية .
كما أن الزائر لأقسام الرقود يشعر بالوضع المزري الذي قد يرافقه التقيوء من الروائح المنبعثة من الحمامات التي شاهدنا أغلبها وهي في وضع مزري ولاتصلح للاستخدام الآدمي ، وهذا بدوره يسهم في سرعة انتقال الأمراض المعدية .
كما لفت انتباهنا وجود أفرش ممدودة أمام إحدى الحمامات في غرفة طوارئ المستشفى وبعد سؤالنا عن هذا المشهد حضر أحد عمال النظافة وأفاد بأنه ينام في هذا المكان ..
الدكتورة أماني – مختبرات/ مستشفى خاص / أكدت بأنها لاتعلم إلى أين يتم أخذ بقايا ومخلفات المحاليل الطبية .
عمال نظافة عدنان الشمري و محمد حسين /مستشفى خاص/ أكدوا بأن عدوى الحصبة منتشرة بين عمال النظافة وحاليا هناك خمسة مصابين .
الدكتور رائد /طوارئ/ قال أن رمي المخلفات الطبية بطرق غير صحيحة يؤدي إلى إنتشار الأمراض والأوبئة والفيروسات .
غالب أحمد /فني أشعة/ ذكر بأن مخلفات الأشعة تسبب الأمراض وتنقل العدوى سواء من خلال أفلام الطباعة أو أثناء إستخدام إبر الحقن أثناء استخدام الصبغات التي يحتاجها المريض .