خبراء: تفجير الدقهلية يهدف لتعطيل الاستفتاء وللانتقام
أكد خبراء أمنيون أن الدوافع الانتقامية والرغبة في تعطيل عملية الاستفتاء، ومنع إجرائه، واستدراج البلاد إلى الانفلات الأمني، والحرب الأهلية، تقف وراء حادث التفجير لسيارة مفخخة، الذي طال ودمر مديرية أمن الدقهلية، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، وأوقع 14 قتيلاً بينهم خمسة رجال شرطة وأكثر من مئة مصاب.
وأشار الخبراء إلى أن جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول، يخوضون المعركة الأخيرة، بمثل هذه التفجيرات.
وقال الخبير الأمني خالد عكاشة لـ”العربية.نت”، إن الدارس لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين يدرك جيداً، أن الإخوان يسعون إلى “الخلاص”، وأنه كلما اقتربت ساعة الخلاص بالنسبة لهم يزدادون عنفاً وحدّة، مفسراً بأن “الخلاص” لهم الآن هو منع إجراء الاستفتاء وتعطيله، ولذلك يسعون إلى إدخال البلاد في حالة انفلات أمني واسعة، بمثل هذا التفجير الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية، وأوقع هذا الكم من القتلى والمصابين.
وأضاف عكاشة أن “الخلاص” لشعب مصر من هذه الحالة المتردية، هو إجراء الاستفتاء وإتمامه، لأن من شأنه أن يقضي على آخر أمل للإخوان، ويحرق تماما ورقة “الشرعية” المزيفة التي يلعبون بها.
وأردف عكاشة بأننا أمام تصعيد ممنهج من جماعة الإخوان، وأن هذا التصعيد ربما يزيد خلال الأيام التي تسبق الاستفتاء، محذراً من أعمال إرهابية أكثر عنفا، خصوصاً في مناطق التوترات أو ما نسميه “النقاط الساخنة”، وقد يتم استهداف مناطق عشوائية مزدحمة بالمدنيين تماما، والغرض من هذا كله هو الحيلولة دون إجراء الاستفتاء.
لغز الدقهلية للمرة الثانية
وفسر عكاشة لغز اختيار الدقهلية، للمرة الثانية، كهدف للتفجير، بأن تاريخ الإخوان يشهد أيضا باختيارهم لأكثر المناطق الساخنة، لعملياتهم الإرهابية، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من حدة التوتر، إذ المعلوم أن المحافظة كانت وما زالت مسرحا لاشتباكات واستقطابات بين المناصرين لهم والرئيس المعزول، في مواجهة الغالبية المؤيدة لثورة 30 يونيو.
وبالتالي حسب المحلل، فإن الدقهلية نقطة ساخنة، ومثل هذا التفجير يزيد من حدة السخونة والتوتر بين الجانبين، وصولاً إلى الانفلات الذي يرغبونه أو يتمنونه لمنع إجراء الاستفتاء، داعياً إلى توخي الحذر لإفشال هذا المخطط.
ومن جانبه، قال الخبير الأمني اللواء عماد أبو الفتوح مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ “العربية.نت”، إن حادث التفجير الثلاثاء، يأتي في سياق الأعمال الانتقامية بين الإخوان أو الجماعات الموالية من ناحية، وبين أهالي الدقهلية والشرطة في الجانب الآخر، مشيراً إلى حادث ذبح الإخوان لـ”سائق المنصورة”، وإحراق سيارته، وهو ما ترتب عليه إجراءات أمنية وشرطية بالقبض على المتهمين، وغضب من الأهالي انعكس بأفعال غاضبة وانفعالية على الإخوان هناك ومنشآتهم التجارية هناك، في ظل أجواء مسممة بالتعصب، والانقسامات، وفرقة تتعمق بنفوس المصريين.
واختصر اللواء أبو الفتوح تفسيره بأن الحادث هو عمل انتقامي يستهدف إشعال حرب أهلية بالدقهلية، أملا من الجناة في تمددها لتشمل مصر.
أما سياسيا، وبشأن تأثير هذه التفجيرات على عملية الاستفتاء فيرى محمد أنور السادات ريئس حزب الاصلاح والتنمية أن الحكومة تعهدت بالمضي في طريق خارطة الطريق وعليها أن توفي بهذا الوعد”.
ويستدرك أنور السادات “لكن لن تستطيع الحكومة وحدها مواجهة هذا الارهاب، بل لابد من تكاتف كافة قوى الشعب من أحزاب ومجتمع مدني وقوى ثورية سياسية مع الجيش والشرطة، وأن تعمل القوى المدنية والسياسية على تنمية وعي الشعب خلال هذه المرحلة، وأعتقد أن الاستفتاء سيمر لأن الجماهير تعي أهميته وترفض إرهاب الإخوان وأنصارها”.