الحديدة نيوز / خاص
ارتفعت إيجارات الشقق والمنازل في العاصمة صنعاء إلی مستويات غير مسبوقة تزامنا مع نزوح آلاف الأسر من سكان الحديدة جراء المواجهات المسلحة الدائرة فيها بين قوات المقاومة المشتركة ومسلحي أنصار الله .
وقالت مصادر محلية “إن إيجارات المنازل المكونة من ثلاث غرف وصل إلى 50 ألف ريال مقارنة ب40 ألف ريال في السابق، فيما ارتفع إيجار منزل مكون من غرفتين فقط إلى 35 ألف ريال وأضافت، “إن إيجارات الشقق المفروشة قفزت إلى حدود 150 ألف ريال ..
وكشفت تلك المصادر أن إيجارات المنازل في العاصمة صنعاء ارتفعت منذ عامين نتيجة للطلب المتزايد علی المنازل المعروضة للإيجار سيما وأن صنعاء تحتضن منذ بداية الحرب عشرات الآلاف من الأسر النازحة من المحافظات التي شهدت مواجهات مسلحة خصوصا تعز والبيضاء وصعدة وحجة.
ولفتت تلك المصادر إلی أن أغلب النازحين من الحديدة معدمون وفقراء وخرجوا من منازلهم لايمتلكون شيئا، ولذلك لايستطيعون حتی الحصول علی منازل في ضوء الارتفاع الجنوني للايجارات في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات.
ووفقاً لمصادر محلية في الحديدة فإن أغلب الأسر المعدمة لم تجد حتی إيجار وسيلة نقل توصلها الی محافظات مجاورة فاتجهت نحو مزارع مديريات شمال محافظة الحديدة تفترش العراء وتلتحف السماء وحياتهم أصبحت مهددة بالموت جوعا وعطشا.. مبينة في هذا الشأن أن مئات الأسر الفقيرة النازحة من مدينة الحديدة خاصة التي لا تمتلك أقارب في المناطق الآمنة بعيدا عن مناطق الخطر يصلون إلى خط الدائري في مديرية المنصورية ويفترشون خط الإسفلت هم ونساؤهم وأطفالهم.
وأفادت تلك المصادر أن الأسر التي تمتلك وسيلة نقل أو مبالغ مالية متواضعة سارعت باستئجار سيارات واقلتها الی المحافظات المجاورة وفي المقدمة العاصمة صنعاء لكنها تجد صعوبة في إيجاد السكن المناسب وبايجار معقول يتناسب مع ظروفهم المادية الصعبة.
وفي هذا الصدد يقول محمد عبده الذي نزح من الحديدة إلى صنعاء “اضطررت للنزوح من الحديدة بعد أن سقطت قذيفة مدفع بجانب منزلي في السلخانة بحي الزهور وجئت إلی صنعاء بمفردي علی أمل أن أجد شقة قبل استقدام باقي اسرتي من الحديدة، لكني انصدمت بالارتفاع الخيالي للايجارات وظروفنا صعبة جدا ولم نجد من يساعدنا أو يمد يد العون لنا“.
ويتابع قائلاً، “مضت عدة أيام وأنا أبحث عن شقة مناسبة لاسرتي وايجارها ما بين 20 و30 ألف ريال شهريا ولكن لم أجد للاسف.. وساواصل البحث أياما اخری، مالم ساذهب إلى عمران للبحث هناك واذا وجدت سأستقدم بقية أفراد أسرتي“..
ومضی قائلا “كنت شخصا ميسور الحال أملك بيتين في الحديدة، إلا أنه في الفترة الأخيرة مع انقطاع الرواتب انقطع كل دخلي ولم أعد أملك شيئا لا إيجار ولا رواتب“.
بسام الجفري يقول من جانبه “مع اشتداد المعارك في محيط مطار الحديدة غادرنا منزلنا انا وافراد اسرتي قبل ان يتعرض للتدمير لاحقا هو ومجموعة من البيوت المجاورة لم يبق غير بيت واحد“.
ويضيف “كتب الله علينا النزوح هربا من الموت وبحثنا عن بعض الأمان لاطفالنا ولم يكن أمامنا غير صنعاء ولكنا انصدمنا بالاستغلال الذي يمارسه اصحاب العقارات والدلالون بصنعاء على النازحين من الحديدة“.
ويتابع قائلا “اندهشنا للارتفاع المهول في اسعار الإيجارات لأكثر من ضعف الإيجار الحقيقي في أوقات سابقة”.. مؤكدا انه علی مدی ثلاثة أيام متواصلة من البحث ولم يجد وأسرته شقة يسكنون فيها لا مفروشة ولا فاضية.
بدورها قالت النازحة من الحديدة إلى صنعاء آسيا يوسف، “إن عشرات الأسر النازحة من الحديدة تفترش أرصفة جولة عصر غربي أمانة العاصمة وبحالة يرثى لها“.
وفي الإطار ذاته رصد الناشط الحقوقي بمحافظة إب محمد مزاحم، مشهدا محزنا لاسرة نزحت من الحديدة ووجدها علی جانب الطريق.
ويقول في منشور علی حسابه بالفيس بوك “مساء اليوم أثناء عودتي من القرية، لفت نظري وجود هذه الأسرة الظاهرة ب(الصورة) والمكونة من أكثر من عشرين فردا معظمهم من الأطفال والنساء، وهي ترتص بشكل تلقائي على جانبي الطريق بمنطقة الركه / خط إب _ العدين.. فقادني فضولي للسؤال
عن سبب تجمع هذه الاسرة بهذا المكان..؟”.
ويضيف “فجاء الرد من رب الأسرة (هائل سلام) بأنه وأسرته نزحوا من الحديدة صوب مدينة إب، للبحث عن مكان آمن يأويهم”.. مؤكدا ان مصيره ومصير أسرته حتى اللحظة مازال في حكم المجهول، فهم لأول مرة يزورون إب، إضافة إلى أنه وأسرته توكلوا على الله واتجهوا إلى إب دون تنسيق مع أي جهة أو منظمة إنسانية لمساعدتهم في توفير الغذاء والسكن..
ودعا جميع وسائل الإعلام إلی نقل معاناة هذه الأسر التهامية التي تفتقد لأبسط مقومات الحياة، لعلها تسهم في لفت انتباه الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية اليها لتعجل باغاثتها وإيجاد مأوى يضم أفرادها، أو إيصال معاناتها إلى المنظمات الإنسانية التي طالما ازعجتنا بإعلاناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة إبلاغها عن أي أسر فقيرة أو نازحة.
من ناحيته تساءل الناشط نايف عبد الكريم بقوله.. كيف للمواطن من أبناء تهامة والحديدة الذي يشتري زيت الطبخ في أكياس بلاستيكية لوجبة واحدة أن ينزح ويستأجر شقة ويعيل أطفاله؟ ” المركز اليمني للأعلام .