عيد ميلاد النبي
بقلم/
تطل ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وأوضاعنا العربية والمحلية لا تسر أحداً منا، والذي يُحزن في الأمر هو أن سوء هذه الأوضاع جاء من صنع أيدينا ومن حروبنا التاريخية مع بعضنا البعض، تلك الحروب التي تصر الأطراف المتصارعة أو بعضها على أن تجعلها دفاعاً عن صاحب الذكرى المطهرة أو باسمه! فهل تناسى هذا «البعض» أن النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام جاء رحمةً للعالمين، وليس ماركة مسجلة مخصوصة لأناس معينين؟! وأن «التمسح» بأي سبب لإظهار «قداسة» معينة أو تعالياً على الخلق يكونان قبيحين عندما يُلصقان بصاحب القدر الأسنى و الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام.
فلماذا نجعل مناسباتنا الدينية مناسبات لإظهار خلافاتنا، بدلاً من أن تكون مناسبات لإظهار تسامحنا مع بعضنا البعض؟ نحن المسلمون بكل طوائفنا ومذاهبنا نتفق في أغلب الأمور وما المختلَف فيه إلا اجتهادات «بشريةس أضفينا عليها طابع القداسات من ذات أنفسنا ورحنا نتقاتل على تلك القداسات المزعومة، مع أن الجوهر الأصل – وهو التوحيد- جميع المسلمين متفقون عليه.. وكل الاختلافات لو تتبعنا أصلها سنجدها تصب في التاريخ البشري الذي دوّنه بشر ونقله إلينا بشر لا يمس المقدس السماوي بشيء، إلا أن الأهواء المتضاربة والنفوس المريضة منا تصرّ على الخلاف ولو لم يكن موجوداً لاخترعناه، ولو تلفتنا حولنا سنجد أن الطوائف المسيحية«الكاثوليك» و «الأرثوذكس» و «البروتستانت» رغم اختلافها على تحديد موعد السيد المسيح عليه السلام ما بين تاريخ 25 ديسمبر إلى 7 يناير، إلا أنهم يحتفلون بعيد ميلاده بهدوء.. نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام جاء ليجمع الناس على كلمة واحدة، وهي التوحيد الأعظم، فلا تجعلوا من ذكرى ميلاده مناسبة للتفرقة أيها المسلمون، هذا إذا كنتم – حقاً – تتبعون سبيله!
وأخيراً:
ابن النبي فتىً فيه شمائلهُ …وفيه نخوتهُ والعهدُ والشمَمُ
أحمد شوقي – من قصيدة «ضجيج الحجيج».