الحديدة نيوز / فوازالمقطري ..
– منذُ اليوم الأول لاشتعال فتيل الحرب بين الأطراف المتنازعة في اليمن – قبيل ثلاثة أعوامٍ ونيف – شهدت عدة محافظات يمنية موجات نزوحٍ جماعيةٍ وفرديه .
محافظة الحديدة .. عاصمة تهامة وحاضرتها ، وعروس مدائنها هي الأخرى بعد أن استقبل أبنائها وساكنيها “ممن جُبلوا على الطيبة والتسامح ودماثة الأخلاق” أرتال النازحين من محافظات : حجة وعمران وصعدة وتعز …. وغيرها .
شآئت الأقدار – ولنفس الأسباب – أن تنزح ألآف الأسر من أبناء محافظة الحديدة رغم مرارة الحياة وقساوتها – إلى عدة محافظات ك صنعاء وإب وتعز وعدن ولحج .
ليكتوي الكثير منهم بمرارة النزوح وذل الحاجة إلى الناس ؛ فأبناء الحديدة السواد الأعظم منهم من البسطاء والمعوزين .. زاد على ذلك انقطاع المرتبات عنهم والتي لاتغطي احتياجات الناس – لتدنيها في ظل مارثون الأسعار وارتفاع الدولار – لعامين متتاليين تقريباً ، والعدوان الممنهج على اليمن ، وجشع التجار وبعض المؤجرين الذين بالغوا بإيجارات الشقق والعقارات .. بالإضافة إلى قصور عمل بعض المنظمات الإنسانية والإغاثية ، والاعتداءات التي تعرضت لها بعض مخيمات النازحين في عدن ولحج .
– الشمايتين الذي تتوسط محافظات تعز ولحج وعدن ، والتابعه للأولى إدارياً .. هي الأخرى احتضنت بين جنباتها منذ بداية الحرب أعداداً كبيرةً من النازحين من مختلف المحافظات اليمنية ، الشمالية والجنوبية .
هاهي ذا تستقبلُ مرةً أخرى موجة نزوحٍ جديده من أبناء الحديدة وساكنيها من أبناء المنطقة.
ليبدأو رحلةً جديدة من المعاناة التي لم يعد يأبه بها أحد بسبب الظروف القهرية التي فرضت على الجميع مؤخراً .
المنظمات الإغاثية والإنسانية – التي ازداد عددها في المنطقة وانحسر دور بعضها – هي الأخرى كما يبدو لم تعد مهتمةً بالجانب الإغاثي أو أنها غيرت نشاطاتها .. أو لعلها تنظر بعين العطف والشفقة لبعض المناطق وتتجاهل مناطق أخرى لأسبابٍ يجهلها النازحين .
كمنطقة القريشة التي هجرتها المنظمات الإغاثيه كعقابٍ على بعض الأخطاء الفردية لبعض أبناء المنطقة والتي لم يتمكن عقلاء المنطقة وكبارائها من احتوائها ولم تحاول المنظمات اختيار عقابٍ أخر .. كأن تتم عملية التوزيع في التربة مركز المديرية أو ماشابه بدلاً عن سياسة السيئة تعم!!!
والتي لاناقة للنازحين في ذلك ولاجمل .
إذ لم تصل أي منظمات أو فرق مسح للنازحين منذُ قرابة شهر أو أكثر .. غير منظمة أنتر سوس الذي كان لها قصب السبق في النزول والمسح ، ولكن دون عوده !!!
* مادعاني للكتابة في هذا الموضوع .. ليس ظروف النازحين في المنطقة ومعاناتهم فحسب ، بل دموع إمرةٍ تهاميةٍ ثكلى تعول ستة أطفال حد قولها نزحت إلى إحدى قرى الشمايتين بعد مقتل زوجها وتصاعد حدة المعارك بالقرب من الحديدة .. كانت تستجدي الناس أن يعطوها مايسد رمق فلذات أكبادها الجياع.
#الحديدة_نيوز