الحديدة نيوز/ خاص
أدت الحرب القائمة لما يقرب من 4 سنوات في اليمن، إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، حتى أصبح 20 مليون مواطن لا يستيطعون شراء قوت يومهم.
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ما يقرب من ثلثي سكان اليمن لا يملكون ما يكفي من الطعام، ولا يتحملون أسعاره، بسبب قيود الاستيراد، وارتفاع تكاليف النقل إثر ندرة الوقود، والعملة المنهارة.
ولفتت إلى أنه خلال العام الماضي فقط، تفاقمت أزمة المجاعة بشكل كبير، مع زيادة بنسبة 60 % في عدد المناطق التي تعتبر الآن في مواجهة ظروف طارئة، وفقًا لتحليل صدر الشهر الجاري عن مجموعة وكالات الإغاثة.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الصراع الدائر في بعض المناطق، جعل من الصعب على المنظمات الإغاثية تقديم معونات هناك، موضحةً أن الحكومة اليمنية ، ولا تقوى على خدمة مصالحها.
وقالت عبير عطيفة الناطقة الإقليمية البارزة لبرنامج الغذاء العالمي “اليوم، كثير من اليمنيين يقولون إنهم يواجهون حربين”، موضحة: “الأولى هي التي تأتي من السماء، والثانية على الأرض وتؤثر على حياة الشعب بشكل كبير”.
وكان تقرير نشره برنامج الغذاء العالمي، في أكتوبر الماضي، أكد أن الصراع في اليمن، أدى إلى ارتفاع تكلفة المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، حتى أن وجبة بسيطة من الفول تكفي 5 أفراد تتعدى 62 دولارًا.
وأوضحت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، أن المحظوظين في اليمن، هم من يجدهم عمال الإغاثة وسط حطام الحرب، مؤكدة أنه حتى بعد العثور عليهم يصعب تقديم دعم وعلاج لهم، نتيجة اكتظاظ المستشفيات بالحالات المرضية.
فيما أكدت “واشنطن بوست”، أنه في كثير من الأحيان، يضطر الآباء إلى اتخاذ قرار ما بين إنقاذ أطفالهم المرضى، أو إطعام أنفسهم. وأوضحت أن الأوضاع تزداد تفاقمًا في اليمن، نتيجة اعتماده على الغذاء المستورد بشكل كبير، في الوقت التي أصبحت قوة عملتهم الشرائية ضعيفة للغاية.
على الجانب الآخر، أكد المحلل السياسي اليمني، صالح البيضاني، أن تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة حول سعر وجبة الفول في بلاده، كاذب ولا أساس له من الصحة، قائلاً: “من الذي خدع برنامج الغذاء العالمي وأقنعهم أن طبق الفول في اليمن سعره يتعدى 62 دولارًا.. بينما لايتجاوز دولارًا واحدًا”. وكتب على “تويتر”: “هل تذهب بقية قيمة طبق الفول المزعوم للمجهود الحربي للحوثيين؟ أم لموظفي الأمم المتحدة؟”.
فيما أوضح إياد الموسمي، المحلل السياسي اليمني، أن المنظمات لديها معايير معينة في حساباتها طريقة قسمة عدد معين على عدد السكان، لافتًا إلى أن ” اليونسيف” تقول إن عدد من الأطفال يموتون في الساعة الواحدة، وهذا لا يلاحظ أن نشاهد هكذا يموتون بالساعة، ولكن الحسابات، وفق بعض الاحصائيات.
وأكد أن الغذاء في اليمن يدخل بشكل طبيعي وإلا كان الناس يموتون من الجوع، موضحًا أن القمح، وكل المواد الغذائية كانت ارتفعت مع ارتفاع سعر الدولار، على اعتبار أن اليمن يستورد 90 % من احتياجاته تقريبًا.
وأوضح الموسمي، أن المشكلة تكمن في عدم وصول المساعدات الإغاثية إلى المحتاجين بسبب محسوبيات أو تلاعب من قبل الشركاء المحليين والاطراف المتصارعة في مناطق نفوذها.
وأضاف أنه بالنسبة لأسعار الغذاء قيمة السلة الغذائية تقديريا في اليمن 60 دولار، وهي تكفي عائلة متوسطة، 50 كجم من الدقيق، و10 ليتر من الزيت، و10 كجم من السكر، ومثله من الارز وبعض الاشياء البسيطة.