الحديدة نيوز- متابعات
ألقت الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 4 أعوام بظلالها السوداء على مختلف شرائح المجتمع، من بينها صيادو الأسماك في مدينة الحديدة الساحلية، والذين تضاعفت معاناتهم بعد أن طالتهم رحى هذه الحرب الطاحنة.
أحد صيادي الأسماك من أهالي الحديدة، عصام فتيني، يمارس على متن قارب مهترء مهنته المعتادة التي ورثها عن أجداده كما يقول، لكن الحرب حولت عصام ومعظم الصيادين إلى فريسة، ومن نجا من الموت، لم يسلم من المخاطرة.
وقال عصام فتيني، ، إننا “نذهب لاصطياد الأسماك فقط لاستمرار الحياة وتأمين قوت يومنا، فلا نحمل في قواربتا سوى أدوات الصيد، شباكٌ ومياه”.
ولا يقتصر صراع الصيادين مع أمواج البحر فحسب، فهم يصارعون من أجل البقاء حيث تعرض الصياد عصام و7 من زملائه لحادث مؤلم قبل أشهر، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، فيما تعرض عصام لإعاقة شاهدة على ما تعرض له الصيادون اليمنيون في زمن الحرب التي أهلكت الحرث والنسل.
وفي هذا السياق أضاف الصياد عصام: “في حادث سابق، تعرضنا لقصف جوي، فتحول معظم أصدقائي إلى أشلاء وأكوام من اللحم المتفحم، كان موقفاً صعباً، نحن مجرد صيادين ولم نتعرض من قبل لمثل هذا الموقف المآساوي”.
هذه القصة ليست الأولى من نوعها، فإلى جانب عصام، هناك مئات الصيادين المتضررين، وهذه القوارب المركونة على رصيف ميناء الاصطياد، أوقفت الحرب هدير محركاتها أيضاً، وبات حوالي 300 ألف صياد من أبناء مدينة الحديدة غرب اليمن مهددين بفقدان عملهم.
من جهته قال رئيس “ملتقى الصيادين” في الحديدة، محمد الحسني، لرووداو، إن “أكثر من 222 صياداً قُتلوا مباشرةً، و62 آخرين بطريقة غير مباشرة، كما يوجد عدد كبير منهم في سجون دول الجوار، مثل إرتيريا والسعودية، ومنهم من تم الإفراج عنه، ولكن بالمحصلة فإن معظم الصيادين متوقفون عن العمل وخائفون من استهدافهم”.
تعالت أصوات بائعي السمك في الحديدة مجدداً، وعاد نبض الحياة “خجولاً” إلى السوق، لكن الكميات المعروضة من الأسماك شحيحة للغاية، فهذا “الحراج” كان يكتظ بمئات الباعة والصيادين في سالف الأيام.
وأوضح أحد بائعي الأسماك، صدام شوعي، قائلاً: “كان هذا المكان يكتظ بالصيادين والباعة، بواقع أكثر من 90 بائع سمك، ولكن بعد الضربة الجوية التي تعرضت لها المنطقة، أصبح السوق شبه خالٍ، فالناس خائفون بسبب الحرب الدائرة”.
يظل توقفُ الحربِ الأمنيةَ التي يتطلع إليها كل هؤلاء العاملين، الذين يتشبثون بأمل العودة إلى أعمالهم وقواربهم، ويترقبون سلاماً باتت ملامحه تلوح في الأفق.