الحديدة نيوز – خاص – علاء الدين حسين :
تُـعتبر الدراجات النارية وسيلة نقل مهمة لدى غالبية الشبان الذين لم يجدوا فرص عمل مناسبة في محافظة الحديدة،حيث أعتاد ساكني وزوار مدينة الحديدة بالتنقل عبر تلك الدراجات نظراً لسرعتها ، ومقدرتها على اجتياز السيارات المزدحمة في الطرق الطويلة وداخل الأحياء والحارات ،ولرخص أجرة الراكب فيها .
ويبلغ عدد الدراجات النارية في مدينة الحديدة أكثر من70 ألف ، منها مايقارب الـ 20ألف خلال الفترة التي سبقت العام 2014 ، بحسب تصريحات سابقة للناطق باسم إدارة المرور بالمحافظة الرائد عبّاد علي فرج ..
وحين اندلعت الحرب في مناطق الساحل الغربي،اضطر عدد من سائقي الدراجات النارية في الحديدة إلى النزوح بدراجاتهم الى العاصمة صنعاء ومختلف المناطق اليمنية، على اعتبار أنها مصدر رزق مهم ،من خلالها بامكان أولئك النازحين العمل في أي مكان، لكن ما يحصل في العاصمة صنعاء غـير من قناعات السائقين الذين انصدمو بواقع مختلف .
قساوة :
محمد الاهدل 21عاماً، أحد الشباب الذين نزحو من منطقة الجراحي بمدينة الحدديدة إلى منطقة حزيز بالعاصمة صنعاء ،يقول ل ” الحديدة نيوز ” أنه أخطأ التقدير عندما كان يعتقد أنه سيعمل بكل سهولة ويسر في شوارع صنعاء كما كان معتاد عليه في الحديدة.
ويضيف محمد القول في حديثه لـ”الحديدة نيوز”:
“أول مشكلة واجهتها في صنعاء عدم معرفتي بالشوارع الكبيرة ،حيث لم أكن أعلم أن مدينة صنعاء كبيرة ومترامية الاطراف، هذا الامر سبب لي احراج حينما كان كثير من الركاب ،يطلبو مني أن ننقلهم من منطقة الى أخرى لا أعرف موقعها،مشكلة أخرى أيضاً واجهتها هي انزعاج السائقين القدامى من وجودنا ،فذات مره قال لي أحد السائقين : ” لماذا جئتم يا أصحاب الحديدة تقاسموننا في أرزاقنا ؟ أنتم تاخذو أجرة قليلة مقابل المشاورير التي تقومون بها،عليكم أن تلتزمو بالتسعيرة التي نقررها نحن أو مغادرة مدينتا “، كانت تلك الكلمات قاسية عليا حينها شعرت لأول مرة أنني نازح “.
لا للتعميم :
أما وليد يحيى صباحي 24عاماً من منطقة الجاح التابعة لبيت الفقيه بالحديدة ،فيرى أنه”من الطبيعي أن يواجه سائقي الدراجات النارية من نازحي الحديدة أو غيرها من المناطق اليمنية صعوبات في عملهم كونهم غير متأقلمين على العمل في مناطق بعيدة غير المناطق التي اعتادوا العمل فيها ”
وليد الذي يعول أسرة كبيرة مكونة من 15 شخص ، ويعمل سائقاً للدراجة النارية التي أستأجرها منذ عامين من أحد أصدقائه ، حينما اشتدت المعارك المسلحة بالقرب من منطقة سكنه اضطر هو وأسرته النزوح الى العاصمة صنعاء ويستأجر شقة متواضعة فيها.
يقول وليد في حديثه لـ”الحديدة نيوز”،:
” في البداية كان مالك الدراجة النارية التي استأجرتها يعارض بشده العمل بدراجته في صنعاء لكنني قدمت له ضمانات بسلامتها وفي حال تعرضها لأي شىء فسأدفع له قيمة دراجة نارية جديدة ،ومنذ أن دخلنا صنعاء وأنا أجني المال الحلال من خلال عملي بالدراجة والحمد لله مستورة ، ومن خلال عملي لاحظت أن سائقي الدراجات النارية الذين نزحوا من الحديدة إلى العاصمة صنعاء، ، شأنهم كسائر السائقين المتواجدين في المدينة ذات المساحة الواسعة لهم حقوق وعليهم واجبات ،ويجب عدم تعميم السلبيات “.
لم تكتمل فرحة وليد فمالك الدراجة النارية التي استأجرها منه في الحديدة ، أصبح اليوم نازحاً وحدد لوليد مهلة شهر كامل لتسليم دراجته النارية حتى يعمل بها،وبالتالي أصبح وليد مهدداً في لقمة عيشه .