الحديدة نيوز / خاص
مدينةالحديدة تأسست في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي، وتنسب إلى أحد فخوذ قبيلة المعازبة، وهو الحُديدَ بن يعقوب بن مارغ من معزب، وإن كان بعضهم يرى أنها تعود إلى ما قبل الإسلام بناء على التأويل اللفظي وإن كان آخرين يرون أنها كانت تسمى البيضاء قبل الحديدة.
ما يصادفه المرء في دراسة تاريخ الحديدة، أنها على مر التاريخ تعرضت لكوارث ومصائب وأمراض وأوبئة طبيعية، والأعجب والأغرب أن هذه المدينة بالذات تعرضت لكل أنواع التدمير من قبل الامبراطوريات والدول الكبرى عبر التاريخ، كونها عاصرت الدولة الزيادية والنجاحية والمهدية والأيوبية والرسولية، والطاهرية ثم دولة الجراكسة (المماليك)، والتي قصفتها لأول مرة بالمدفعية وأحرقتها، وصولا إلى العثمانيين.
فقد تعرضت المدينة للقصف والإبادة والتدمير على أيدي القوات الصليبية البرتغاليين والاسبانيين والفرنسيين والإيطاليين والبريطانيين، ولعل قراءة بسيطة للأحداث خلال الحرب العالمية الأولى من خلال الوثائق تثبت حرق الحديدة وتدميرها بشكل شبه تام وتشرد أبنائها في مدن تهامة الداخل واستقرارهم إلى الآن. ما هذه المدينة.. ؟ إنها أعجوبة بل هي نار برمثيوس، عشرات المدن والموانئ دمرت وانتهت فوراً إلا الحديدة، تعاد من جديد وبشكل أقوى.
كما أن الحديدة كانت عاصمة ولاية اليمن في عهد الدولة العثمانية من (1849 -1873م).
* توضيح للصور المرفقة: (صورة تظهر سور الحديدة وهي أول صورة في الجزيرة العربية فوتوغرافية ترجع لسنة 1856م للنحات والرحالة الشهير الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي صاحب تمثال الحرية بامريكا وطبع كتابه في 1991م ضمن مجموعة نادرة من الصور التقطها، ورسمة للحديدة ترجع لسنة 1789 موجودة بالارشيف البريطاني تبين مدى ثراء وتمدن الحديدة، الصورة الاخيرة لتحقيق صحفي فرنسي عن الثورة اليمنية ضد العثمانيين باليمن سنة 1891م).
*المصدر الأرشيف البريطاني
*تحقيق أ.د.المؤرخ عبدالودود مقشر. #اليمن_الجمهوري