الحديدة نيوز- : حاوره- غدير طيره.
التاريخ والتراث التهامي مادة خام ومسرح كبير خصب للكتابة عنه وكل ما كتب في هذا المجال يعد جزءً يسيراً لا يكاد يذكر قياساً بما هو في دهاليز وخزانات المخطوطات لدي الأفراد و الجهات الرسمية .
موقع الحديدة نيوز حاور أ- علي واجرى معه هذا الحوار وذلك بمناسبة اصداره كتابه الاخير «ثمرة الحقيقة ومرشد السالك الى اوضح الطريقة »
من هو علي العقيلي ؟
علي إبراهيم محمد العقيلي من مواليد جيزان سنة 1970هجرية , أب لبنتين وولد , موظف حكومي , من مديرية اللحية قرية دير العطيفة , أعيش مع أسرتي حياة بسيطة في مدينة الحديدة ولله الحمد .
عملك الصادر أخيراً «ثمرة الحقيقة ومرشد السالك الى اوضح الطريقة » كيف تصنفه ؟
كتاب ثمرة الحقيقة ومرشد السالك إلى أوضح الطريقة , صادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والبحوث والنشر .
القاهرة جمهورية مصر العربية .
هو في الأصل كتاب مخطوط حصلت عليه من مكتبة الأزهر الشريف للعلامة الصوفي سلطان العارفين أحمد بن عمر الزيلعي العقيلي المتوفي سنة 704 هجرية وهو صاحب مدينة اللُحية . تشرفت بدراسته وتحقيقه .
يتمحور الكتاب حول التربية الروحية والسلوك ويشتمل على حكم ومواعظ غاية في الأهمية . وقسمت عملي في الكتاب إلى قسمين القسم الأول الدراسة وتشمل تاريخ المؤلف وترجمة وافية له ومنهجه العلمي في الكتابة والقسم الثاني تحقيق نص المخطوطة مع اجتهادي في وضع عناوين واقسام للكتاب وأشرت إلى ذلك في منهج تحقيقي .. كتبه الشيخ أحمد بن عمر الزيلعي مصنفه في فترة حكم الدولة الرسولية وهي من أحفل فترات الحركة العلمية الزاخرة بالعلماء والفقهاء في اليمن خصوصاً في تهامة . ونظراً لما لمسته في المخطوطة من أهمية كبرى وفوائد عظيمة رأيت نفعاً في إطلاع الناس عليها . صحيح واجهتني صعوبات كثيرة بسبب الأوضاع التي تعصف ببلادنا وانقطاع الكهرباء وصعوبة التنقل لكل دافع الرغبة لإتمام هذا الإنجاز كان سبباً في إتمامه والحمد لله وتحقق ذلك وأكرمني الله في إصداره في وقت قياسي بعد حصولي على معظم المصادر التي لم أكن اتوقع الحصول عليها . هنا أشيد بموقف أستاذنا الكبير عرفات بن عبدالرحمن الحضرمي مدير مركز المخطوطات في زبيد ولن أنسى له تيسير الوصول الى تاريخ هذا العلامة من خلال مخطوطة أهداني تتحدث عن تاريخه وسيرته وأعماله .
التمركز حول التاريخ التهامي يبدو واضحاً في كل ما تكتب ؟
التاريخ والتراث التهامي مادة خام ومسرح كبير خصب للكتابة عنه وكل ما كتب في هذا المجال يعد جزءً يسيراً لا يكاد يذكر قياساً بما هو في دهاليز وخزانات المخطوطات لدي الأفراد و الجهات الرسمية . وأما عن التراث والأدب أشير إلى جهود كبيرة قام بها أستاذنا الكبير المؤرخ الأديب الناقد علوان الجيلاني من خلال إصداراته فكتب عن بكير شاعر تهامة الاسطوري وعن مناجي ثواب وغيرهم كذلك الأستاذ المؤرخ عبدالله خادم العمري من خلال كتابه الشعر المغنى في تهامة وكتاب والامثال التهامية .
وأنا أسير كذلك على خطى هؤلاء الكبار الذين بذلوا جهود للكتابة عن تاريخ وموروث تهامة . قدمت حلقات وثائقية (معالم خالدة) عن القلاع العثمانية على قناة رشد الفضائية وشاركت في مهرجان تأسيس زبيد والكثير من المقالات والحلقات المسلسلة التاريخية على صفحات التواصل بجهدي المتواضع فقدمت حلقات مسلسلة في تاريخ الخياريتين في تهامة كذلك قدمت تاريخ الحديدة في حلقات أيضا لكن للأسف تعرضت كثيراً للسطو على جهودي وعدم الإشارة إلى حقي الأدبي ونسب ما أكتب اليَّ أنا لا أمانع أبداً في مشاركة منشوراتي والاستفادة منها شرط أن ينسب الحق إلى أهله …
من وجهة نظرك كيف ترى المشهد الثقافي في الحديدة ؟
أرى المشهد الثقافي في اليمن عموماً والحديدة على وجه الخصوص غائبا تماماً نظرا للظروف الحالية أتحدث عن الدور الرسمي وحتى في ظل النظام السابق كان يقتصر دور الجانب الرسمي في أقامه المناسبات الوطنية وأما في جانب الارتقاء بالشباب والمبدعين كان أيضاً شبه مغيب إلا ما ندر . لكن ما يثلج الصدر ما يبدع به الكثير من أبنائنا وبناتنا على صفحات التواصل من نشاط ثقافي محموم فقد وجدوا نافذة تتيح للكثير منهم اكتشاف مواهبه وقدراته صحيح أنها خفت لكن جذوة النشاط ستنطلق من جديد وستنعم بلادنا بمستقبل زاهر إن شاء الله تعالى قلوبنا معلقة بالله أن يرفع عنا ما نحن فيه وأنا على يقين من أن سر حكمته تعالى ورائها خير كثير .
– ما رأي أ/ ” علي العقيلي ” ابن اللحية بالجيل القادم؟
رأيي بالجيل القادم هذا علمه عند الله تعالى لكن لنقل ما هو استقرائي لمستقبل الجيل القادم في بلادنا .هذا الموضوع أشرت إليه في مقدمة كتاب ثمرة الحقيقة ومرشد السالك إلى أوضح الطريقة . واسمحوا لي باقتباس النص ( وقد خرجت من هذه التجربة وأنا على يقين أن ما تعيشه أمتنا الإسلامية من انسلاخ فكري, وعقائدي في ظل هذه الأجواء التي تموج بالأحداث والفتن وتدق ناقوس الخطر منذرةً بمصير غامض لمستقبل أجيالنا في ظل الانفتاح الغير مدروس على ثقافات الأمم الأخرى عبر تكنلوجيا العصر الحديث فأصبح لزاماً علينا أن نتمسك بحبل الله المتين, ونستمد منه العون والقوة وننبذ كل خلافاتنا الاجتهادية والمذهبية جانباً, وأن نتنبه للهوة الكبيرة بين الجيل الجديد وتراثه نتيجة عوامل كثيرة لامجال لحصرها هنا ).
لكن يا أبنائي تنبهوا كثيرا لخطورة وسائل التواصل فهي سلاح ذو حدين كما أن لها فوائد كثيرة أيضا لها مخاطر كثيرة .
أهمها جرنا إلى ثقافات وتقاليد لا تمت الى قيمنا وتقاليدنا الإسلامية وهويتنا اليمنية الأصيلة وأنتم تعرفون جيدا خطورة العولمة التي وجدت طريقها عن طريق مواقع وشبكات التواصل . وعلينا جميعنا أن نتمسك بجذورنا الأصيلة ونسعى جميعا لمحاربة الثقافات الدخيلة وعدم الالتفات إليها . فالآمال معلقة بكم انت أيها الشباب لرسم خطوط مستقبل اليمن .بلادنا تاريخ ناصع مشرق. لقد نشر أجدادكم الإسلام في أصقاع الأرض وساهم أجدادكم في شتى صنوف المعارف في كل العالم . وعليكم أن تتذكروا الأمانة في مواصلة هذا الدور .
– هل تهتم بحق المرأة والدفاع عنها عبر قلمك؟
المرأة هي الأم والزوجة والاخت والأبنة وهى جنباً الى جنب مع الرجل تساهم في رفعة وازدهار الأمة بل هي صاحبة الدور الرئيس في نهضة وارتقاء الشعوب .
قال معروف الرصافي :
هي الأخلاق تنبت كالبناتِ
إذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا أعدها المربي
على ساق الفضيلة مُثمرات
وتسمو للمكارم باتساقِ
كما اتسقت أنابيب القناةِ
الى أن قال:
فحضن الأم مدرسة تسامت
بتربية البنين والبنات
وأخلاق الوليد تقاس حسناً
بأخلاق النساء الوالداتِ
والمرأة اليمنية خير نموذج للمرأة الصالحة لمجتمعها وأمتها والشواهد في صفحات التاريخ كثيرة.
وعن حقوقها فقد شرعها الإسلام فالله تعالى الذي خلقنا ويعلم ما يصلح لنا ويضرنا .
والاحاديث الدالة على حقوقها كثيرة .فقال صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه وسلم .
..إنما النساء شقائق الرجال
..خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف
وعلى العموم لا خوف على حقوق المرأة في اليمن وهي تحتكم للشريعة الإسلامية .
وبصراحة لم يسبق لي الكتابة عن حقوق المرأة لقناعتي بأن الشريعة كفلت لها ذلك.
وأعد بأن أهتم بالكتابة عن المرأة وحقوقها والدفاع عنها .
– ماهي مشاريعك القادمة ؟
مشاريعي القادمة كثيرة أهمها إنجاز كتابي القادم واسمه المستخلص من الحكم والمواعظ .
ولدي بعض الأعمال الشبه جاهزة خصوصا عن تاريخ تهامة وكتاب في .التراث الأدبي في الأحداث السياسية في تهامة .أسأل تعالى الله العون والتوفيق .
– رسالتك التي تود ان توجهها للشباب ؟
أهم رسالة أوجهها للشباب القراءة ثم القراءة ثم القراءة فهي تنير الطريق .والأهم من ذلك أن يتم تدوين كل فائدة تمر علينا ومراجعة تلك الفوائد مرة بعد مرة لترسخ المعلومة وتكون لديكم الملكة في الكلام . وفي أزاله أي إشكال مستنداً للمعلومة العلمية من مصدرها الموثوق .
ونصيحتي أيضا مواصلة التحصيل العلمي الدراسي والاشتراك في دورات اللغات والتكنلوجيا بقدر الامكان المستقبل واعد بإذن الله كونوا على يقين من الله تعالى وكل ما يحدث يجب أن نعلق الحكم عليه الآن لأن الله يعلم سر حكمته .
بارك الله جهودك يااستاذنا الأديب والمفكر على أبراهيم العقيلي