الحديدة : هل جسد الفن “الوجع التهامي” في زمن الحرب؟

‏  4 دقائق للقراءة        691    كلمة

الحديدة نيوز- خاص- علاء الدين حسين :

رغم “القتل واستمرار نزيف الدم ، والنزوح والتشرد”،وباقي المشكلات التي نجمت عن الحرب في مناطق الساحل الغربي ،الا أن البعض يرى بأن “الاعمال الفنية من (غناء ورقص ومسرح ودراما ) لم تواكب ذلك “الوجع التهامي” المستمر”، بينما يرى أخرون أن”الاعمال الفنية أخذت طابعاً سياسياً فكل طرف من أطراف النزاع ،عمل على تجيير تلك الاعمال لصالح أجنداته وأهدافه الخاصة”، وبين كلا الرأيين يبقى الفن”التهامي” له طابعه الخاص الذي يميزه عن باقي المناطق اليمنية .

المواجهة بالفن :
منذ اندلاع الحرب في مناطق “الساحل الغربي ” انتجت حركة أنصار الله العديد من “الزوامل” التي كان لها انتشار وشهرة واسعة لدى أبناء تهامة، وكان من أبرزها:” ، يارجاجيل الحديدة وبركان الحديدة لعبد الخالق النبهان ،وقاحي ياتهامي ،و قال امتهامي،وبشرى الحديدة لعيسى الليث، ،بحر الحديدة لعبدالعظيم المرتضى ،الحديدة بعيده لذو الفقار السراجي، أرض الحديدة يالرجال الطارقة لعيسى الدغمري،وزامل الحديدة بعيده مثل صنعاء، وسلمنا الحديدة،والحديدة كيلو16″.
بالمقابل أنتجت القوات التابعة للرئيس هادي والتحالف عدة أعمال شبية بالزوامل ، وكان من أبرزها: “دق طبل الحرب لأبوهزاز، عروس البحر لبجاش الجاسري، الرحى نار لقناف المعظي”.


وخلال السنوات الماضية كثفت حركة “أنصار الله” انتاج الاعمال الدرامية باللهجة التهامية، وكان أبرزها مسلسل “ماشي كماشي” من بطولة”عبداللطيف الزيلعي و عبدالله الكميم وعصام القديمي ومحمد القصاب وامل اسماعيل ومحمد الحرازي”،و يحكي المسلسل أحداث وقعت في”شهامه” إحدى القرى الافتراضية للحديدة، بينما لم تنتج القوات المواليه للرئيس هادي والتحالف أي عمل درامي.
أغاني الوجع:
ولم ينسى أحد فناني الحديدة ،معاناة النازحين ، حيث غنى الفنان يوسف موتان “ياأصحاب الحديدة من فيان نازحين”، وتقول كلمات الاغنية التي تداولها مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي : ” اشدوانتظاري والكل سامعين.. ياأصحاب الحديدة من فيان نازحين،عاد لكم موعد متى راجعين”.
كما أن بعض الفنانين الشعبيين عبرو عن حزنهم للمؤامرات التي تحاك على أبناء تهامه من خلال مووايل محزنة مثل ” واستشهدو بالفرح في غيابتنا..لو قدر الله موعدنا من غيابتنا، في أول الحرب نستلطف بحالتهم..وفي أخر الحرب نجعلهم غنيمتنا”، وأغنية”مشاش تلعيشه”.

الرقص التهامي:
وتُـعد الرقصات بشكل عام في تهامة ذات نمط حربي؛ ومن أشهر الرقصات: “الحمرة”، “الشنب”، “التسييف”، “المباينة”، “الحقفة”، وأداؤها (الرقصة) يكون كما يكون الظبي تماما تحت الشجرة”.
ويؤكد عبد الودود مقشر، الباحث في التراث الشعبي بمحافظة الحديدةإن “هذه الرقصات قتالية، ومن يشاهدها يجدها كذلك، فهي رقصات حربية من خلال طريقة أدائها والمعدات المستخدمة فيها، إضافة إلى أن البعض يعتقد أن بعض هذه الرقصات كانت رقصات تعبدية، إضافة إلى كونها قتالية. وهذه الرقصات كانت تؤدَّى قبيل وبعيد الحروب وأيضا في الأفراح”
ويضيف للشرق الاوسط” هذه المهارات تسمى في اللهجة التهامية بـ«العشلة» أو «التبريش». ويصطف الراقصون ويقبل كل واحد منهم بانتظام على الآخر بأشكال متعددة منها «الزراء»، وهي الجلوس على أطراف الأصابع، وهي أصعب حركة في الرقصة نزولاً وصعوداً ولكن الأصعب منها الشكل الثاني، وهو «المحنجل»، وهو الجلوس والوقوف صعودا وهبوطاً على قدم واحدة وببطء أشد من الأولى وطول المدة التي يقضيها الرجل صعودا وهبوطاً تدل على قوته.

لا للتهميش:
“الفن والتراث التهامي هو نبض حي في أفئدة الناس وان كان لم يوضف بشكل صحيح ولم يقدم بطريقة تليق به بسبب ان منطقة تهامة مهمشة منذ امد بعيد ،وتعمق التهميش بسبب اوضاع الحرب والصراع الاعلامي الذي وضف بشكل خاطئ ،ولم يعطي مساحة لهذي المنطقة الساحلية الجميلة لإظهار فنها بشكل يليق بها” كما ترى الباحثه في التراث التهامي ياسمين الشلال في حديثها لـ”الحديدة نيوز” توتقول ، أن “مناطق تهامة مظلومة من الانتاجات الفنية منذ سنين عديدة،وإن وجدت بعض الاعمال تكون في موضع السخرية وهذي مشكلة أخرى،، للاسف أن عدم تقديم اعمال جادة بطريقة هادفة أصبحت القالب الذي يوضع دائما فيه اهل تهامة، لذا يجب أن تتغير هذا التعامل”.

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *