وفاة أحد علماء الاهلة في الحديدة .. تعرف على سيرة حياتة !!

الشيخ عبدالرحمن مكرم
‏  7 دقائق للقراءة        1241    كلمة

    وفاة أحد علماء الاهلة في الحديدة .. تعرف على سيرة حياتة !!

   الحديدة نيوز / خاص

   توفي امس الشيخ العلامة عبدالرحمن عبدالله مكرم امام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة وعضو هيئة الافتاء اليمنية والذي وافتة المنية يوم أمس جراء مرض عضال الم بة  ..

   هذا وينشر لكم موقع ” الحديدة نيوز ” نبذة بسيطة عن مسيرة عطاء للعلامة الفضيل الشيخ عبدالرحمن مكرم رحمة الله ..
    رغم التقدم التكنولوجي الكبير في علم الفلك ، وانتشار أجهزة الرصد العملاقة في الفضاء ، إلا أن ذلك لم يستطع إلغاء الوسائل التي اتبعها العرب منذ الأزل في تحديد مواعيد دخول الشهور وانتهائها، خاصة في التقويم الهجري، الذي يعتمد على مراقبة منازل القمر وظهور الأهلة.

   وعلى مدى عقود عرفت معظم البلدان العربية أشخاصا بعينهم توارثوا مهنة مراقبة أهلة الشهور، خاصة هلالي رمضان والعيد. ولا يزال يعتمد عليهم في هذه العملية حتى اليوم. وفي اليمن، وعلى مدى قرون، ظلت هذه المهمة مسنودة إلى علماء تهامة، الذين عرفوا بإجادتهم علم الفلك. وتوارثوا هذا العلم جدا عن جد إلى الوقت الراهن.

  وتعد أسرة المكرم من الأسر الشهيرة في هذا العلم، إذ توارث مهمة مراقبة الأهلة منذ عقود طويلة، إلى أن وصلت إلى الشيخ عبدالرحمن عبدالله مكرم، الذي تسلم زمام الأمور قبل حوالي 40 عاما. بعد أن أسندت له الدولة رسميا القيام بهذه المهمة.

   الشيخ مكرم إمام وخطيب الجامع الكبير بمحافظة الحديدة اكتسب العلوم الفلكية التي أهلته لمراقبة الأهلة من علماء أجلاء، اشتهروا بهذا العلم..
    حيث تبدأ مراقبة الأهلة من شعبان، حيث يتعين إثبات منتصف الشهر وفق علامات معروفة، ويستمر في ذلك حتى دخول رمضان، لتبدأ رحلة أخرى في مراقبة أهلة أيام رمضان، التي لكل يوم منها علامات.
ولكي يعرف الجميع لماذا بقيت مهمة رؤية الأهلة محصورة في علماء تهامة فقط؟

   ذلك لأن هذه المنطقة لها مميزات جغرافية لا توجد في المناطق الأخرى، ويعرف علماء الفلك أن محافظة الحديدة تتميز بوجود أصح وأدق المواقع المناسبة لرؤية الهلال. وهذه المنطقة عرفت في تاريخها علم الفلك، وظهر منها الكثير من العلماء الأفذاذ في هذا العلم على مدى تاريخها القديم والحديث.

    وأدق المواقع لمراقبة الأهلة في تهامة الذي عرفه عدد من الفلكيين اليمنيين ، وأجمع عدد منهم على أنه أصح المواقع التي يعتمد عليها لرؤية الأهلة، وموقعه معروف على طول الساحل جنوب محافظة الحديدة ، ويمتد من منطقة منظر إلى ما بعد الميناء وهذه المنطقة عرفت تاريخياً باسم (مطلع اليمن) كناية عن سهولة مطالعة الهلال منها، ولا يمكن رؤية الهلال بدقة ووضوح من أية ناحية من نواحي اليمن بسهولة إلا من هذه المنطقة، وحتى في حضرموت وفي عدن، لا يرى كثيراً.

   فكانت بداية الشيخ عبدالرحمن عبدالله مكرم في ارتباطه برؤية الأهلة وتتبع منازل القمر كانت في سن الشباب، عندما كان طالب علم عند الشيخ العلامة الفقيد محمد علي مكرم، الذي كان فقيهاً ومتخصصاً في علم الفلك. وكان (رحمة الله عليه) يعتمد عليه في رؤية الهلال. وكان يصاحبه إلى منطقة مطلع اليمن، التي يراقب منها الهلال على مدى سنوات، وتعلم الكثير من أسرار هذا العلم على يده، وعلى يد غيره من العلماء الأجلاء، الذين سبقوه وتوارث علومهم في هذا المجال.

    ومنذ العام 1980م اعتمدت عليه رسمياً الدولة لرؤية الهلال، حتى وفاته مساء يومنا هذا الثلاثاء الثاني من شهر رمضان المبارك 1440هجرية الموافق 7مايو 2019ميلادية
حيث كان يخرج دائماً إلى منطقة مطلع اليمن، ومنها يشاهد هلال شعبان في بدايته وانتصافه. وفي يومي 29 شعبان و29 رمضان من كل عام يذهب إلى الساحل قبل غروب الشمس، ويبدأ بمراقبة الهلال في سيره مع الشمس قبل الغروب بربع ساعة. ويستمر ذلك حتى إذا ما بدأت الشمس بالاحمرار، وبدأ ضوؤها يخفت، وهناك يستطيع رؤية الهلال، وحينها يشاهد الهلال يسير مع الشمس، فإذا ما غربت، ولم يدركها وبقى في الأفق، يحدث ظهور الهلال، اما إذا سبقها فلا يحدث ثبوت للهلال، ولا يثبت دخول الشهر. مراقبة دائمة.

     وكان رحمه الله يهتم بمراقبة القمر ومنازله في كل المناسبات الدينية، وكذلك في ليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان، وكان يراقب القمر لتحديد بداية دخول كل شهر من أشهر السنة الهجرية.
وكان يخرج في يوم 29 شعبان من كل عام إلى منطقة مطلع اليمن، وعندما يشاهد الهلال يثبت ذلك بالشهود الذين كانوا يرافقوه ، لتأكيد ثبوت رؤية هلال رمضان ، ويصدر بذلك حكم من المحكمة ، يصادق عليه رئيس الجمهورية، ويجري الإعلان عن ذلك عبر وسائل الإعلام، ويحدث نفس الشيء عندما لا تثبت رؤية الهلال ويستمر في ملاحظة القمر طوال شهر رمضان ، وتتبعه كل يوم في منزلته، وفي الساعة التي يخرج فيها، ويستطيع تبعا لذلك أن يحدد يوم العاشر من رمضان، واليوم الخامس عشر، كما يستطيع توقع موعد ظهور هلال العيد وانتهاء الشهر.

     وكان يعتمد على قواعد معروفة وثابتة بالتجربة والملاحظة الدقيقة المستمرة، منذ أن خلق الله الكون، وهناك علامات نستطيع أن نحدد فيها في أي يوم نحن، فمثلاً ليلة 15 رمضان لها علامات، منها أن ترى الهلال يخرج مع غروب الشمس تماماً، وفي ذلك قالوا قديماً (لا يجتمع النيران إلا في اليوم الخامس عشر) وهناك علامة ثانية، هي أن يكون القمر مكتمل الاستدارة، والعلامة الثالثة أن يكون ضوء القمر شديداً، ولا يكون خافتاً، كما في ليلة 14 من الشهر، والعلامة الرابعة أن يكون القمر في ليلة النصف من شعبان ورمضان ساعة منتصف الليل في منتصف السماء.

   والقاعدة الفلكية اليمنية التهامية بشأن أوضاع وحالة القمر خلال أيام شهر رمضان تقسمه إلى 6 حالات، كما في النظم التالي: خمس هلال وخمس قمر وخمس بدور وخمس سمر وخمس محاق وخمس غدر
   والأيام الخمسة الأولى لرمضان تسمى (هلال)، وفيها يكون القمر هلالاً.
    والخمسة الثانية تسمى (قمر)،
   والخمسة الثالثة تمسى (بدور)، وفيها يكون القمر بدراً.
   والخمسة الرابعة تسمى (سمر)، وفيها يستمر ضوء القمر حتى الفجر، ثم يبدأ يصغر تدريجياً.
    والخمسة السادسة تسمى (غدر)، وفيها لا يخرج القمر إلا قبيل الفجر.
     وهذه إحدى القواعد الفلكية التي صاغها اليمنيون بأبيات منظومة، ليعرفها الناس بسهولة ويسر.
    وبفضل الله طوال فترة عمل الشيخ عبدالرحمن عبدالله مكرم رحمه الله في مراقبة الأهلة لم يحدث أن وقع في     الخطأ إطلاقاً، فعلى مدى 40 عاماً تقريباً اعتمدت الدولة علينا في رؤية الهلال، ودائماً ما كانت اليمن مصيبة في    حكمها على انتهاء الشهر وبداية آخر، وعندما تحدث أخطاء في بعض الدول الأخرى نجد أنها تتراجع وتصحح تاريخها معتمدة على طالع اليمن..

     رحم الله الشيخ العلامة عبدالرحمن عبدالله مكرم امام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة وعضو هيئة الافتاء  اليمنية واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه وكل ابناء اليمن والامتين العربية والاسلامية الصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون
  الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *