الحديدة نيوز / متابعات
معادلة بائسة أفرزتها الحرب التي تعصف باليمن منذ العام 2015.. الصحفي والمصور الذي كان ينقل بؤس العامة صار اليوم يبحث عمن ينقل مأساته.
صحفي هنا ومصور هناك يحدق بالمدى باحثاً على نافذة ضوء ينسل منها فرج ينتشله من قعر الفاقة التي هوى فيها على حين غرة.
“عدن الغد” في تحسسها أوجاع الصحفيين اليمنيين في زمن الحرب، وقفت على مأساة مصور صحفي يمني تحول إلى بائع أكياس البلاستيك يجول شوارع العاصمة المؤقتة عدن طوال ما يقارب 14 ساعة باليوم وتحت لهيب صيف قائض متنقلاً من شارع إلى آخر سيراً على الأقدام..
أبيع أكياس البلاستيك
إنه صخر الخطيب.. كان يعمل في إدارة الأخبار المصورة في وكالة الأنباء اليمنية سبأ_صنعاء، مصور صحفي وعمل مندوباً للوكالة في كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية..
صخر في حديثه يقول”: بعد توقف الراتب منذ 3 سنوات ضاق علينا الحال أكثر فاضطررت لنقل أسرتي للعيش بالبلاد نتيجة تراكم ديون الإيجارات وعجزي عن الوفاء بما عليا من مسؤوليات تجاه أسرتي وأبنائي وغيرها.. بعد 3 سنوات على توقف الراتب لم استطع تحمل سوء الوضع وتوصلت إلى قناعة بعدم انفراج الوضع بصنعاء فتوجهت نحو عدن لمتابعة راتبي إلا أنه خاب أملي ولم أستطع تحقيق شيء ولم أجد قبول من السلطة المعنية في عدن وكنت قد استنفذت كل ما أملك من مدخرات وكان آخرها ذهب زوجتي إذ بعته لأشتري دراجة نارية “موتور” لأعمل عليه و أوفر لقمة العيش لأسرتي، واضطررت لإنزال “المتوتر” إلى عدن لأني لم أجد أي وسيلة أو فرصة عمل وظروفي تزداد سوًء ولم أجد مصاريف لاطفالي بالبلاد ولا مصاريف لنفسي..
استلاف مبلغ
وبحسرة يضيف صخر: عملت ب”الموتور” فترة ولم يستمر الحال فقد تم سرقته وكان آخر ما أملك في حياتي وتأزم الحال أكثر ولم اتوفق بعمل فاضطررت إلى استلاف مبلغ عشرة ألاف ريال من أحد المعاريف وشراء أكياس البلاستيك وتسويقها فهي من أكثر المستلزمات التي يتم يستخدمها على مدار الوقت..
وكان صخر سنوات عمل دراسة على استخدام البلاستيك في اليمن وعما يحتاجه السوق.. حيث تبلغ فاتورة استيراد اليمن من البلاستيك ما يقارب عشرين مليار دولار سنويا، ويعد البلاستيك جزء من النفايات التي تلوث البيئة..
حال كثير
ويذكرصخر بأن حاله يشبه حال كثير صحفيين يمنيين إلا أن بعضهم يخجل من تقديم معاناته فيما لا يوجد ما يستدعي الخجل بل العكس المعيب التحفظ على ما وصل إليه الصحفي من وضع جراء الحرب وتخلي كل طرف عن مسؤولياته تجاه الصحفي والموظف الحكومي..
ويضيف هذا أنا المصور الصحفي بوكالة الأنباء اليمنية سبأ صخرالخطيب، وهذا حالي أبيع أكياس البلاستيك، بعد أن عملت على توثيق وتصوير كل جرائم الحرب والدمار على بلادي، ولم يهتم أحد لذلك فأصبح الحال من المحال.. أسرتي كبيرة العدد ولعدم قدرتي وصاحب البيت أغلق منزلي بالقفل..
ديون
ويوضح صخر بأن الأمر لم يتوقف عند فقدانه كل مدخراته وحتى أثاث المنزل بل تعداه إلى غرقه بديون كثيرة تصل إلى حوالي مليون ريال، مما اضطره إلى إغلاق تلفونه حتى على زوجته والعيش في عزلة بعيداً عن الآخرين لعله ينقذ نفسه..
يتأوه صخر ويقول لي ثلاثة أطفال رعد ووعد وغيث اشتاق إليهم كثيرا ولكن ما باليد حيلة.. أنا عاجز عن فعل شيء وزيادة على ذلك أنا حاليا مستأجر غرفة بخمسة وعشرين ألف ريال..
وعما يكسبه من عمله في بيع البلاستيك يذكر صخرأنه بكسب ما يقارب خمسة ألاف ريال باليوم، ويسير على الأقدام من محل إلى آخر بدء من الساعة السادسة صباحا إلى الثانية عشر ليلاً كل يوم، ويوزع ما يكسبه على أسرته ومصاريفه الشخصية..
لم تعمل شيء
ويؤكد صخر أن نقابة الصحفيين اليمنيين لم تعمل شيء لمعالجة وضعه وكذلك زملاءه بوكالة سبأ بصنعاء والتي لم يعد يداوم فيها غير حوالي خمسة موظفين فرض عليهم الوضع الحضور دون مقابل وبلا رواتب على أمل انفراج الوضع..
ويختم حديثه” بالمطالبة برواتبه ليسدد ما عليه من ديون ويلم شتات أسرته..
ختاماً
يعيش مئات صحفيين يمنيين أوضاعاً مأساوية جراء فقدان أعمالهم وتوسع دائرة التنكيل والاعتقالات.. صحفيون خلف القضبان وآخرين قُتلوا وغيرهم توجه للعمل في أعمال شاقة.