الحديدة نيوز : صنعاء: رأفت الجُميّل
تراجع أمين محمد جُمعان -أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة- عن قرار إستقالته، وذلك بعد إلحاح شديد من فعاليات مجتمعية ورسمية وشعبية، والتي وصلت حد الإعتصام أمام منزله بالعاصمة صنعاء.
يأتي ذلك عقب رفض رئيس وأعضاء المجلس المحلي بأمانة العاصمة صنعاء، إستقالة جُمعان -الذي يحظى بتقدير وإحترام كبيرين من قبل الجميع- ناهيك عن الرفض المجتمعي لهذه الإستقالة، والذي وصل ذروته أثناء تنظيم كثير من الأوساط المحلية، الإعلامية، الرسمية، المحلية، الشعبية، الرياضية، وكادر أمانة العاصمة، وقفة إحتجاجية أمام منزل الرجُل الذي رضخ لمطالب المجتمع، ووافق -مؤخراً- بالعدول عن الإستقالة، وباشر إستئناف دوامه.
عودة جُمعان للعمل المحلي، عقب تراجعه عن الإستقالة، لم يتم الإعلانه عنه، بل أكدهُ الظهور الإعلامي للرجُل الذي شُوهد وهو يتفقد سير إمتحانات شهادة الثانوية العامة بعدد من المدارس في مديريات الأمانة، بالإضافة إلى تفقدهُ سير العمل بمشروع سفلتة الشارع العام جوار السائلة أمام الكلية الحربية بمديرية بني الحارث، الأمر الذي أسهم في نسف الروايات التي حاول البعض التسويق لها.
في الأثناء، يبدو أن (الإعلام الأصفر) بدأ يتراجع بشكل كبير عن تصدير الشائعات التي ظلّ يروّجها بشأن واقعة إستقالة أمين عام المجلس المحلي، فهناك مطابخ أكدت أن للأمين عُباد علاقة فيها، فيما ذهبت مطابخ أخرى إلى أن أنصار الله هم من تسبب في الإستقالة، فضلاً عن كون مطابخ ثالثة أشارت إلى أن ثمة فساد في أمانة العاصمة، دفع جُمعان لتقديم إستقالته، ليأتي حديث الأخير لوسائل إعلام، في الساعات الماضية، ليوضح حقيقة الموقف، وليضع النقاط على الحروف، ويضع حداً لتلك الحملات المُغرضة، ويؤكد أن كل ذلك بعيد تماماً عن الواقع.
ويأتي التراجُع، بعدما أوضح جُمعان -في تنوير صحفي أدلى به للمركز الإعلامي لأمانة العاصمة-: إن إستقالته كانت لأسباب شخصية صحية وأسرية، كما ولها علاقة بعمله الخاص الذي تضرر كثيراً نتيجة إنشغالاته بالعمل المحلي، مؤكداً: ليس لعلاقتي مع أي أحد -سواء كان في الأمانة أو خارج الأمانة- سبب أو دافع في الإستقالة.
وحول علاقته بالأمين عُباد والتي وصفها بالقوية، قال جُمعان: على العكس تماماً مما أثير، تربطني علاقة إحترام وإخوّة مع الأمين عُباد الذي أتشرف بالعمل معه، ولن أسمح لأحد أن يخترق هذه العلاقة، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي في العدول عن الإستقالة هو هذا الرجل، الذي لن أقبل بأن يُساء إليه على الإطلاق، وكذلك الزملاء في المجلس المحلي الذين أكنْ لهم كل الإحترام والتقدير.
وأردف قائلاً: فيما يتعلق بعلاقتي مع أنصار الله، فعلاقتي بهم محل إحترام وتقدير كبيرين، ويجمعنا مشروع سياسي داخلي إسمه اليمن، ولن أفرط بهذه العلاقة لاجل الوطن، مؤكداً: إن التحدي هنا هو كيف نحافظ على هذه العلاقة في ظل وجود كثير ممن يسعى للنيل من علاقتنا التي أفتخر وأعتز بها.
جديراً بالذكر، إن أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة صنعاء، كان قد فجرّ -منتصف الشهر الجاري- جدلاً
مُجتمعياً واسعاً بإعلان إستقالته التي ثارت موجات مُكبرةْ من الرفض والإستياء، لا سيّما والرجُل يحظى بإحترام وتقدير وقبول واسع من الجميع.
وأحدثت إستقالة الرجُل، غضباً طال أصعدة عدة، وشمل قطاعات واسعة، وإمتد إلى محافظات مختلفة، وجمع شرائح متنوعة، فضلاً عن منصّات التواصل الإجتماعي التي ضجّت بالجدل والسجال، وإنفجرت بالصدمة التي ظهرت جلياً على منشورات كثيرين.
وعلى الرغم من كون إستقالة جُمعان، جاءت على نحو مُفاجئ للغاية، وفي خضم حديث متواتر في الأوساط المحلية والإعلامية التي قالت أنها ناجمة عن خلافات داخلية في قيادة المجلس المحلي بالعاصمة صنعاء، إلاّ أن تراجع جُمعان عنها -أي الإستقالة- أسهم في تفادي كل التأويلات، لا سيّما في ظل الإشاعات الكثيرة التي حاول البعض -من هواة الإصطياد بالمياه العكرة- إثارتها على نطاق واسع.
وكانت الإستقالة -التي قدّمها الرجُل منتصف حزيران/يونيو الجاري، وقوبلت برفض مطلق من رئيس وأعضاء المجلس المحلي- قد شكّلت صدمة لكثير من الأوساط والفئات المختلفة التي أعلنت رفضها لها، وطالبت جُمعان بالعدول عنها، في حين أعلن كثيرين الإعتصام أمام منزل الرجُل، قبل أن يتمكنوا من إقناع جُمعان على التراجع عنها لاحقاً.