الحديدة نيوز/ متابعات
منذ كانون الثاني/يناير من هذا العالم تمّ تسجيل 705 حالات موت بسبب وباء الكوليرا في اليمن الذي تمزّقه الحرب منذ نحو خمس سنوات. ولكن من يعرف الوضع الطبي جيداً في البلاد، يعرف أن عدد الذين ماتوا بسبب الوباء، المستوطن، يمكن أن يكون أكبر من ذلك.
مقارنة بالعام الماضي، يبدو الوضع أسوأ بكثير، إذ سُجِّل فقط في الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير إلى تموز/يوليو 75 حالة وفاة فقط في 2018.
وهذا يعني أن الوباء انتشر وتغلغل في البلاد إلى تلك الدرجة حيث لا أحد اليوم يملك مفتاح الحل، للجم الوباء والقضاء عليه.
وفيما تبدو الأرقام الكثيرة مجرّد إحصائيات “جافة” مثلما هي دروس الرياضيات بالنسبة للبعض، يبدو مُصاب بعض الأسر اليمنية، الفردي، أثقل من صخرة سيزيف.
إبراهيم (7 سنوات) سقط مرة أخيرة
إبراهيم محب مثلاً ضحية أخرى للوباء. الطفل البالغ من العمر سبعة أعوام سقط مرّة أولى، إذ عاش القسم الأكبر من حياته في حرب دمّرت اليمن، لم يردها ولم يقررها. وسقط مرّة أخيرة أمس الأربعاء، إلى الأبد.
توفي محب يوم أمس في أحد مستشفيات صنعاء. ومع أن الأطباء حاولوا مساعدته ووضعوا كامل طاقتهم وإمكانيتهم لإنقاذه، كان ضعيفاً جداً لينتصر على المرض.
بحسب ما يقوله الأطباء لوكالة أسوشييتد برس، لقد عانى من عوارض صحية أخرى، مثل نقص في المناعة ومن حالة صحية متردية بشكل عام بسبب الفقر والجوع، ولم يسعفه جسده في حربه الخاصة، التي لن يساعده فيها أحد.
نحو نصف مليون حالة مرضية
يعلم الجميع أن النظام الطبي في اليمين يشبه البلاد الآن. هو نظام طبيّ فقير ومتشظ، ليس قادراً على تأمين إلا الحد الأدنى لآلاف الأطفال اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية.
يشير تقرير صدر عن منظمة أممية تابعة للأمم المتحدة، الإثنين الماضي، إنه تم تسجيل نحو 460000 إصابة بالوباء في عام 2019 – ما يمثل ارتفاعاً ملحوظاً عن العدد (380000) الذي تم تسجيله العام الماضي.
والحرب التي لا تأتي إلا بالخراب أسهمت في تفشي الكوليرا بطبيعة الحال عبر سوء إدارة أمورٍ كثيرة منها النفايات، وأيضاً صعوبة الحصول على مياه شفة نظيفة في البلاد. ويشير التقرير أيضاً إلى أن الفيضانات التي شهدتها البلاد هذا العام أدت إلى تسارعٍ في تفشي الوباء.
وكانت منظمات عدة منضوية تحت لواء الأمم المتحدة قد طلبت مبلغاً وقدره 4.2 مليار دولار أميركي لمساعدة اليمنيين هذا العام ولكنّها حصلت على ثلث المبلغ المطلوب فقط.