الحديدة: عمالة الأطفال.. بين مطرقة الحرب وسندان الحاجة

‏  4 دقائق للقراءة        658    كلمة

الحديدة نيوز- خاص- فؤاد محمد

ألقت المواجهات التي تدور رحاها في محافظة الحديدة بظلالها المؤلمة على كل فئات المجتمع..واضحى المواطن في المحافظة يعاني الكثير من المشاكل التي أثرت بشكل سلبي على حياتة .. فصار يواجه احتياجاتة الأساسية بصعوبة بالغة وتعقيدات شديدة.

اطفال الحديدة .. إحدى فئات المجتمع التي تأثرت بشكل مباشر بهذا الصراع..فقد تسبب المواجهات الى قيام الكثير من الاطفال بترك مقاعد الدراسة والاتجاة الى الأعمال التي لا تتناسب مع أعمارهم ولا مجتمعاتهم بهدف تغطية احتياجاتهم الأساسية وتوفير ما يمكن توفيرة للقمة العيش.


يقول احمد القرشي رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة في تصريح سابق له أن نسبة التحاق الاطفال بالعمالة ارتفعت خلال الثلاث السنوات الماضية 300% وهذه نسبة تؤكد أن مستقبل الطفولة في اليمن بشكل عام ومحافظة الحديدة على وجة الخصوص يتعرض لكثير من الانتهاكات وسلب الحقوق التي قد تؤثر علية مستقبلا وعلى مسار الحياة التي يسير في دهاليزها دون رؤية أو دليل.

محلات تغيير زيوت واطارات السيارات والمطاعم والبوفيهات وغسيل السيارات ومراكز بيع الخضروات تعتبر أكثر المحلات التي تستقطب عمل الأطفال وتجدهم بشكل كثير ينتشرون في تلك الأماكن لسهولة العمل رغم المشقة الكبيرة التي يتعرض لها الطفل ناهيك عن التحرشات المختلفة التي قد يواجهها الطفل في تلك الأماكن.

كثير من اصحاب مواقع العمل التي يقصدها الاطفال يرفعون اهداف تشغيل الأطفال في تلك المهن والحرف المساعدة والمساهمة في تحسين أوضاع الأسر التي يعيلها هؤلاء الأطفال ، لكن في الحقيقة هو استغلال احتياجهم ودفع لهم المستحقات التي تكون زهيدة جدا إضافة إلى عدم مقدرتهم للمطالبة بحقوقهم المختلفة.

والدة الطفل فرحان مضوني تقول انها ارسلت طفلها الى اكثر من عمل ، نظرا لاقبال أرباب العمل على الأطفال في كثير من الأعمال وجدت فرصة لتنويع العمل لطفلها الذي اشتغل في تنظيف الخضروات الى ترتيب القصاصات الصغيرة في إحدى ورش الالمنيوم الى مباشر في إحدى البوفيات لتوصيل الطلبات الى الاماكن البعيدة عن البوفية..وتلك الأعمال ساهمت في تحسين معيشتنا.

استمرار الصراع الذي تعيشة المحافظة فاقم من انتشار وازدياد عمالة الأطفال وأصبح حصول الآباء والأمهات على فرصة عمل لأطفالهم بمثابة النافذة التي فتحت لهم لتحسين مستوى المعيشة الذي تضيق كل يوم حلقاتة في ظل استمرار الحرب الدائرة ..وتخطف في كل لحظة حق من حقوق الطفل التي يجب أن يتمتع بها في هذا الوقت ..

يقول الطفل معروف سالم أنه وجد فرصة عمل في أحد ورش النجارة التي تقع بالقرب من منطقة سكنة في حي السلخانة..وأنه يقوم بأعمال ليست بالمتعبة لكنها كثيرة وتحتاج منه للبقاء ساعات طويلة واقفا مما يؤلمة في اقدامة التي تتعرض للإصابات المتواصلة جراء اصطدامها بالاخشاب والمسامير.

اندفاع كثير من الاباء خلف المال في ظل انعدام الرواتب ساهم في خروج كثير من الاطفال من مقاعد الدراسة ، خاصة وأن الوضع التربوي في المحافظة لم يعد بذلك الشكل والاهتمام الذي يدفع الآباء للإبقاء على أطفالهم خلف مقاعد الدراسة في الوقت الذي يرى أولياء الأمور أن خروجهم للعمل في هذه الأوضاع افضل بكثير من بقاءهم خلف كراسي الدراسة التي لم تعد كسابق الزمن.

دراسات وتقارير صادرة عن وحدة مكافحة عمالة الاطفال بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل تؤكد عن وجود علاقة وطيدة بين الحالة الاقتصادية للأسرة في المجتمع وعمالة الاطفال كون الأسر الفقيرة تضطر ان تدفع بأطفالها الى سوق العمل في سنوات عمرية مبكرة الأمر الذي يحرم الطفل من الحقوق التي ينبغي ان يحصل عليها في مرحلة الطفولة وأبرزها حق التعلم واللعب والترفيه والصحة والغذاء وغيرها من الحقوق الواجب توفرها للطفل .

لم يتمكن الطفل اليمني من الحصول على كامل حقوقة المكفولة..رغم المطالبات الكثيرة التي تقوم بها كثير من منظمات المجتمع الدولي أو الإقليمي أو المحلي عبر البرامج المختلفة لتمكين الطفل من تلك الحقوق..تلك الحقوق ذابت في مجتمع امتلئ بانتهاكات كثيرة للطفل زاد من خطورتها صراع طاحن لايعرف في قواميسة طفولة أو حقوق.

عن arafat

شاهد أيضاً

من ينقذ الموهبة حسان ريان !!

‏‏  2 دقائق للقراءة        214    كلمة الحديدة نيوز / كتب / منصور الدبعي  هذا حسان ريان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *