بالأرقام….مرض مخيف ينتشر بين أطفال الحديدة فماهو؟!
الحديدة نيوز- حسن يحيى – خاص
بجسم نحيل وعينان غائرتان ينام طفل ابن الـ 6 أشهر على سرير المرض في إحدى المراكز الخاصة بمعالجة سوء التغذية بمحافظة الحديدة (غرب اليمن) على أمل أن يستعيد عافيته ويسر الأهل والأقارب.
ويعتبر الطفل ” محمد سالم سالم” واحد من آلاف الأطفال بالمحافظة الساحلية الذين فتك بأجسامهم مرض سوء التغذية وأصبح يهدد حياتهم.
وصل الطفل “محمد” إلى مركز العلاج التغذوي بمديرية زبيد الأسبوع المنصرم برفقة والده ووالدته التي تحبس دموعها حرقة على ولدها الذي فقد وزنه وشهيته على حد سواء، في محاولة من والديه لإنقاذ ابنهما وفلذة كبدهما.
يؤكد الدكتور عبد الرحمن البطاح -أخصائي- أن الطفل بعد الكشف عليه تبين أن وزنه 3 كيلو وطوله 55سم والمواك -قياس منتصف الذراع- 7 سم حيث يعاني مرض سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية تمثلت في وجود التهابات شديدة والسعال وفقدان الشهية، مشيرا أنه سيخضع للمعاينة المستمرة من خلال الرقود داخل المركز وسيتم عمل فحوصات يومية حتى يتماثل للشفاء من المضاعفات ويستعيد شهيته ويحال للغرف الخارجية أو ما تسمى (OTP) لاستكمال التغذية المغلفة والتي يطلق عليها “بلمبينات”.
يقول والد الطفل “سالم بن سالم” من سكان مديرية التحيتا انه نزح مع أفراد اسرته إلى مديرية زبيد المجاورة بعد وصول المعارك إلى منطقتهم وترك عمله الذي كان يتقاضى منه مبلغ زهيد يغطي به احتياجات أسرته الغذائية وبعد النزوح تدهورت حالتي الاقتصادية حد تعبيره.
ويضيف بقوله ” أن ابنه (محمد) بدأ وزنه ينقص وشهيته تقل ويعاني من الحمى والسعال في الوقت الذي أصبحت غير قادر على شراء العلاج ما تسبب في مضاعفة حالة ابني واسعفته إلى المركز التغذوي بمدينة زبيد ولازال يتلقى العلاج من قبل العاملين في المركز.
ارقام مخيفة
وتشير إحصائية صادرة عن كلستر التغذية باليمن مطلع هذا العام أن حوالي (285977) طفلاً مصاباً بسوء التغذية الحاد المتوسط(MAM) بمحافظة الحديدة من أصل (526,277) طفل وهو ما ينذر بكارثة تتطلب تظافر الجهود وتسيير برامج وأنشطة من شأنها الاسهام في الحد من تزايد حالات الإصابة بهذا المرض.
كما يؤكد التقرير أن حوالي (84846) طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم (SAM) وحوالي (8482) طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية، حيث تتطلب مثل هذه الحالات الرقود في مراكز خاصة يطلق عليها (TFC) تحت إشراف أطباء وعمال صحيين مدربون على التعامل مع المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية وتخضع الحالة للرقود من 5- 10 أيام داخل المركز حتى يتماثل للشفاء من المضاعفات ويستعيد شهيته ويحال للغرف الخارجية أو ما تسمى (OTP) لاستكمال التغذية المغلفة والتي يطلق عليها “بلمبينات”.
وتعمل منظمة اليونيسف على معالجة الأطفال المصابين بسوء التغذية من خلال برامجها التي تقوم بتمويلها ويعمل على تنفيذها عدد من الشركاء في اليمن عموماً وفي محافظة الحديدة على وجه الخصوص مثل المراكز التغذوية والفرق المتحركة ومتطوعات المجتمع وبرامج أخرى غير أن الوضع بحاجه ماسة إلى تكثيف مثل هذه البرامج وتفعيل الدور الرقابي خصوصاً أن معدل الإصابة في ارتفاع متزايد.
ضحايا الحرب
وأسهمت الحرب الدائرة في البلاد وفقاً لمصدر طبي في زيادة حالات الإصابة, مستدلاً في حديثه أن توقف الكثير من أرباب الأسر عن أعمالهم والنزوح والتشرد تعمل على أنهاك الأسر اقتصادياً ويصبح رب الأسر يبحث عن لقمة العيش لأسرته ومكان آمن عن مناطق النزاع وينسى التغذية الجيدة والموصى بها للطفل وأمه وكل ذلك عوامل تسهم في انتشار المرض.
ويؤكد عدد من العاملين الصحيين في مجال التغذية عدم مقدرتهم إلى بعض المناطق القريبة من الصراع بسبب الوضع الأمني وكذلك عدم جهات داعمة لهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المناطق وتقديم الخدمة للأطفال المتضررين.
أسباب
ويؤكد الطبيب “عبدالرحمن البطاح” ان مرض سوء التغذية ناتج عن اعتلال في النظام الغذائي للطفل وانخفاض نسبة الوعي لدى المجتمع بأهمية التغذية الجيدة للأم وطفلها وعدم التنوع الغذائي أو الأهتمام بالمكملات الغذائية للطفل بعد سن 6 أشهر من عمر الطفل والرضاعة الطبيعية الخالصة بعد الولادة مباشرة حتى يبلغ الطفل 6 أشهر من عمره, مشيراً أن تردي الأوضاع الاقتصادية ينعكس سلباً على التغذية الجيدة ويعتبر من أبرز العوامل المساهمة في انتشار المرض الذي يعتبر من الأمراض القاتلة والخطيرة على حياة الأطفال مالم يجد تدخلاً مبكراً لإنقاذهم.
مصير مجهول
ومع استمرار الحرب تغيب الخدمات الصحية عن الأطفال خصوصاً في مناطق الصراع وتزداد المعاناة على السكان الأمر الذي ينعكس سلباً على حياة وصحة الأطفال وهو ما يؤكد أن المرض سيقطف عمر الزهور في المحافظة الساحلية وستزداد نسبة الإصابة بين أوساط الأطفال, ومصيرهم مجهول مالم يتم التحرك من قبل المنظمات المحلية والدولية والجهات الحكومية للتصدي لهذا المرض الفتاك.