الحديدة: أسرة تسكن في منزل بلا سقف وجدران أصابها التشقق

‏  3 دقائق للقراءة        561    كلمة

الحديدة نيوز/خاص-ابرار مؤيد المغلس

“احنا ناس على قد حالنا وما يعلم بحالنا الا من خلقنا” بصوت يكسوه الحزن تتحدث أم عبده عن معاناة فاقمت الحرب من توسعها حيث تسكن الاسرة المكونة من 3 فتيات و4 فتيان اصغرهم يبلغ من العمر 6 اعوام في منزل شعبي متهالك في “شارع الحكيمي” شاهدا على معاناة الاسرة التي ترزح على هذا الحال منذ ما يقارب 28 عام ..

تقول ام عبده ان ابنها الكبير البالغ من العمر 19 عاماً ترك الدراسة وهو في الصف الثالث إي قبل ستة اعوام كان عمره حينها 13 عاما وذهب للعمل “عربجي” عامل بالاجر اليومي الذي لا يتجاوز ال1000 ريال يوميا واحيانا يعود الساعة الثامنة مساء ويداه فارغة خاصة في عام الحرب حسب حديث والدته ..

قصة هذه الاسرة بدأت عندما فقدوا والدهم بحادثة سقوط وهو يحاول اصلاح خشب في البيت حيث تقول زوجته “من زمان كان شاقيو علينا في امعربجي يحمل فيه ويصرف علينا ومره تعب وماعاد كان يقدر يمسك حاجة في يده وكان عنده اعصاب حق يده تائبنه وبعدين ووقف الشغل” وتكمل ام عبده حديثها عن اضطرار ابنها البالغ من العمر 13 عاما حينها التوقف عن الدراسة والعمل بدلا من عن والده ..

ابنتها امل تتحدث عن وفاة والدها حيث قالت بانه اثناء خروجه لشراء دواء لامها شاهد الدرج المصنوعة من الخشب التى يصعدون منها الى منزلهم كانت على وشك السقوط وحاول اصلاحها الا ان امل تمنعه كونه متعب لكن اصر على اصلاحها فسقط الى الاسفل وصرخت امل وسمعت الام صراخ ابنتها ونزلت وكانت حجم المأساة كبيرة لا تستوعبها الاسرة حيث أن الاب فقد الوعي تقول ام عبده “سمع الجيران الصياح وبكاء الاطفال واسعفوه لمستشفى العلفي وبعدين حولوه لمستشفى الامل وحولوه الى صنعاء لكن مافي معانا تكاليف السفر والعلمية” عيناها تمتلئ بالدموع وهي تروي قصة وفاة.زوجها حيث تواصل حديثها عن ابنتها باعت ذهبها لتسفر بوالدها الى صنعاء وتعاون الناس معهم لاجراء عملية في العمود الفقري لكنه مكث ليومين في المستشفى وتوفى ليخيم الحزن على الاسرة

منزلها المتهالك يتكون من غرفتين ومطبخ وصالة وحمام احدى غرف المنزل غير مسقوفه ونافذة تغطى بكرتون ..عندما يكون الفقر والجوع والمرض عناوين هذه المدينة التى تنام على ألم وتصحى على ألم كحال هذه الاسرة التى يرثى لحالها فاعلم أن الحديدة تشهد اسوء ازمة انسانية في تاريخها ..

المطر والغبار والحر يزوران المنزل مع تغير تضاريس المدينة فتهرب الاسرة الى الغرفة الاخرى المسقوفة ونافذتها مغطى بكرتون لا يقيهم من كل ذلك اضافة الى الحرب التى اندلعت خلال العام الماضي وعجزت الاسرة مغادرة المدينة “ايام الحرب ما رحنا مكان جلسنا في امبيت وعانينا كثير وامراجع وامرصاص كانن توصل لجمب امبيت وابني امصغير كان يبكي من امخوف وابني امكبير ما قدرن يشتغل حتى في امعربجي بسبب امحرب مرت علينا ايام صعبه” بغصة تخنقها وبصوت خافت وببطئ تستعيد ذكريات الحرب وكيف كانت معاناتها ..

فصول من معاناة الاسرة تضل حبيسة جدران المنزل حال هذه الاسرة اشبه بعشرات الاسر التي تخفي معاناتها ولم تمد يدها بغية الحصول على مساعدة مهما كانت الاسباب ولسان حال ام عبده تقول “ليس بقدرتنا شيء نفعله سوى الصبر قد صبرنا الكثير والله حسبنا”..!

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *